من هو الشاعر ” قطري بن الفجاءة “

قطري بن الفجاءة هو شاعر كبير من شعراء

الخوارج

المبرزين ، وأحد فرسانهم المعدودين ، ويعود نسبه إلى ” مالك بن عمرو بن تميم المازني ” ، وقد عُرف قطري بكنيتين ، كنية في السلم وهي ” أبو محمد ” ، وكنية أخرى بالحرب وهي ” أبو نعامة ” ، ونعامة فرسه ، كما أنه معروف بابن الفجاءة نسبة إلى أبيه ، لأنه غاب باليمن لفترة من الوقت ثم أتى قومه فجاءة .


مولد قطري بن الفجاءة

ولد قطري بن الفجاءة بالبادية عام 30 هـ ، وقد قيل أن مولده كان في موضع بين

البحرين

وعُمان يقال له ” الأعدان ” ، وهو المكان الذي يعرف في وقتنا الحالي باسم المعدان ويقع بالجنوب الشرقي من قرية الخوير في شمال دولة قطر .

ويجدر القول بأن الدارقطني قد ذكر في نسبه أنه قطري بن الفجاءة جعونة بن مازن بن يزيد بن زياد بن مالك بن عمرو بن تميم ، مما يشير إلى أن لفظة قطري هي اسم له وليس المقصود بها نسبه لبلده كما ذهب بعض المؤرخين .


حياة قطري وصفاته

ليس هناك الكثير من المعلومات التي تدور حول ظروف النشأة الأولى لقطري ، حيث لم تلتفت كتب التاريخ إليه في تلك الفترة إلا أن ذاع صيته وأصبح من رؤوس الخوارج وواحد من أهم فرسانهم وشعرائهم ، حيث قال عنه ابن كثير : ” من الفرسان الشجعان المذكورين المشهورين ” .

عُرف عن قطري الشجاعة والفصاحة والبلاغة ، حيث كان فارسًا شجاعًا ، كما كان خطيبًا فصيحًا وشاعرًا بليغًا ، كما أنه كان من أوائل أصحاب ” نافع بن الأزرق ” الذي ينسب إليه طائفة الأزارقة من الخوارج الذين قاموا بالخروج على ”

الإمام علي بن ابي طالب

” رضي الله عنه بعد واقعة التحكيم ، وبعد مقتل نافع بن الأزرق ، تم مباعية قطري بن الفجاءة وصار أمير على خوارج الأزراقة ، ولقبوه بأمير المؤمنين .

وفي عهد خلافة ”

عبد الله بن الزبير

” وتولي أخيه ” مصعب بن الزبير ” العراق استفحل أمر قطري حيث قيل أنه ظل عشرين عام يقاتل الأمويين ، وقد كان له مع ” المهلب بن ابي صفرة الأزدي ” الكثير من الوقائع ، فقد قام بمواجهة المهلب وأبناءه وقواد جيوشه ، وحدثت بينهم حرب طويلة وفي النهاية تمكن المهلب من إزاحة قطري ومن معه من الأزارقة إلى أصفهان ، وهناك استطاع قطري إنشاء دولة وجمع الأموال وزيادة قوته .

ويعد قطري من رموز الفتك والقوة التي لا تعرف الحدود ، ويشهد لهذا الأمر كافة الوقائع التي ترويها كتب الأدب والتاريخ التي تؤكد على جسارته وفتوته وشدة بأسه ، ومن بين ذلك ما ورد في شعر لسوّار بن مضرب السعدي وهو من بني سعد بن تميم ، حيث قام الحجاج بن يوسف بإلزامه بالخروج لقتال القطري إلا أنه هرب وقال :

أقاتِلِيَ الحجاجُ إن لم أزُرْ له ** دَرَابَ، وأترك عند هند فؤاديا

فإن كان لا يرضيك حتى تردني ** إلى قطري، لا إخالك راضيا


مقتل قطري بن الفجاءة

ظل الصراع مستمرًا بين قطري و

الأمويين

، إلا أن استطاع الأمويون هزيمته هزيمة قاسية ، وبعد ذلك حدثت صراعات بين الأزارقة وقاموا بالانقسام على قطري وضعف أمرهم ، وانتهى الأمر بمقتله في معركة بينه وبين أحد جيوش الأمويين بقيادة ” سفيان بن الأبرد الكلبي ” .

حدث ذلك عام 78 هـ وقد تم أخذ رأسه وإرسالها إلى الحجاج ، وقيل إن قتله قد حدث في طبرستان عام 79 هـ ، كما قيل أن فرسه قد عثر به فاندقت فخذه ومات ، وتم إرسال رأسه إلى الحجاج .


قصائد قطري بن الفجاءة


أقول لها وقد طارت شعاعاً

أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً .. مِنَ الأَبطالِ وَيحَكِ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ .. عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً .. فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ .. فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ .. فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم .. وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ .. إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ

ألا أيها الباغي

أَلا أَيُّها الباغي البِرازَ تَقَرَّبَن .. أُساقِكَ بِالمَوتِ الذُعافَ المُقَشَّبا

فَما في تَساقي المَوتِ في الحَربِ سُبَّةٌ .. عَلى شارِبَيهِ فَاِسقِني مِنهُ وَاِشرَبا


ألم يأتها أني لعبت بِخالِدٍ

أَلَم يَأتِها أَنّي لَعِبتُ بِخالِدٍ .. وَجاوَزتُ حَدَّ اللُعبِ لَولا المُهَلَّبُ

وَأَنا أَخَذنا مالَهُ وَسِلاحَهُ .. وَسُقنا لَهُ نيرانَها تَتَلَهَّبُ

فَلَم يَبقَ مِنهُ غَيرُ مُهجَةِ نَفسِهِ .. وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ شَبراً وَأَقرَبُ

وَلكِن مُنينا بِالمُهَلَّبِ إِنَّهُ .. شَجىً قاتِلٌ في داخِلِ الحَلقِ مُنشَبُ


أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ

أَلا قُل لِبُشرَ إِن بِشَراً مُصَبَّحٌ .. بِخَيلٍ كَأَمثالِ السَراحينَ شُزَّبِ

يُقَحِّمُها عَمرو القَنا وَعُبَيدَةٌ .. مُفدىً خِلالَ النَقعِ بِالأُمِ وَالأَبِ

هُنالِكَ لا تَبكي عَجوزٌ عَلى اِبنِها .. فَأَبشِر بِجَدعٍ لِلأُنوفِ مُوَعَّبِ

أَلَم تَرَنا وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ .. وَمَن غالَبَ الأَقدارَ بِالشَرِّ يُغلَبُ

رَجِعنا إِلى الأَهوازِ وَالخَيلُ عُكَّفٌ .. عَلى الخَيرِ ما لَم تَرمِنا بِالمُهَلَّبِ