ماهو حبل الوريد ؟ الذي ذكر في الاية ” ونحن اقرب اليه من حبل الوريد “

هناك العديد من

الآيات القرآنية

التي حملت العديد من المعاني الرائعة ، و لكن ما اجمل من ان تشعر بأن الله اقرب اليك من مجرى دمك ، فما تفسير هذه الآية الكريمة.

تفسير آية ” ونحن اقرب اليه من حبل الوريد “

– قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، عندما ندقق النظر فيما قام المفسرون من السلف الصالح بتقديمه بشأن تلك الآية الكريمة، نجد أن أغلب الأراء اجتمعت على أن حبل الوريد المقصود به الوعاء الدموي، وهو ذلك العرق الموجود بجانب الصفد، حيث زعم العرب أنها الوتين.

– ولكن هناك عدد من المؤشرات التي جعلت من ذلك التفسير بعيدا عن كونه تفسير دقيق، وهذا ما قام الدارسون والباحثون بتقديمه لنا في ذلك المجال، حيث أن عبارة حبل الوريد لا تشير إلى الوعاء الدموي، حيث أن الحبل يتسم بكونه غير أنبوبي أو غير مجوف، ولكنه إن أصبح مجوف لا يمكننا أن نطلق عليه حبل، لأنه بذلك يكون قد افتقد القوة التي كانت تميزه واكتسب صفات أخرى.

– وقد قام الله سبحانه وتعالى في تلك الآية بالربط بين

وسوسة النفس

، وقربه من حبل الوريد، وإن اعتبرنا أن الوسوسة محلها الدماغ، فإن هناك عدد من الأعضاء الأخرى التي تعد أقرب من العرق المتواجد في الرقبة إلى الدماغ، بالإضافة إلى أن العرق الدموية لا علاقة له بالوسوسة.

المقصود من حبل الوريد

– وإن كان المقصود من حبل الوريد ذلك العرق المسؤول عن نقل الدم إلى الدماغ، فهناك عرقا آخر يعد بنفس أهمية العرق الأول ويقوم بنقل الدم إلى أماكن مهمة للغاية في الدماغ، مع العلم أن الآية قامت بالإشارة إلى حبل الوريد على أساس كونه عضو منفرد وغير مزدوج، وتلك الحقيقة لا تتوافق مع التفسير المتعارف عليه حتى الآن.

– وقد تجلت في الآية الكريمة ثلاثة صفات عظيمة للمولى سبحانه وتعالى، والتي تدل على مدى قدرته في تعريف ارادته، وذلك بدءا من خلق الانسان، رمورا بعمله بأمر الوسوسة الحادثة في النفس، وأنه جل وعلى أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، وذلك إن دل على شيء، فإنما يدل على كماله وسعة علمه، وإلمامه بحالة الانسان وكل ما يدور في نفسه ويجول في باله، وبما أن الله سبحانه وتعالى في الوسط بين حبل الوريد وبين

الوسوسة

، فذلك دليل على وجود علاقة وثيقة بينهما.

معنى الوسوسة و علاقتها بالوعي

– إن الوسوسة في الأصل هي تلك الصوت أو الحركة الخفية الذي لا يمكن الاحساس به، أو هو ذلك الكلام الخفي الذي يدور في النفس، والذي له علاقة مباشرة بالذهن، حيث أن الذهن هو المظهر الباطني أو الذاتي للدماغ، والمسؤول عن الوظائف الاسترجاعية، وقد ثبت مؤخرا أن ذلك الجهاز هو أحد مظاهر الوعي المركزية، وبناء على ذلك يتضح أن حبل الوريد هو أحد أهم أجزاء الدماغ.

– وهو على علاقة باليقظة والوعي والأفعال الارادية واللا ارادية، وهو على اتصال مباشر وغير مباشر مع أغلب أجزاء الدماغ المختلفة، حيث يذكر العلماء أن حبل الوريد على الأغلب هو جذع الدماغ والله أعلم.

– حيث أن جذع الدماغ هو جزء عصبي، طوله 7.5 سم، وتركيبته الأساسية مختلفة عن تركيبة

الأوعية الدموية

، والتي تتميز أن لها جدران ذات خصائص معينة تمكنها من نقل الدم، ولكنها لا تمتلك صفات الحبل، وذلك يختلف عن جذع الدماغ الذي يعد وسيطا يقوم بربط نصفي كرة المخ بالنخاع الشوكي، مما يتوفر به صفات الحبل.

علاقة الوريد بالدماغ

– ومن جانب آخر؛ فإن الوريد الذي يقوم بالتوريد، أو من خلاله ترد المعلومات من الدماغ وإليها، فإن كلمة الوريد هي توضيح لتوريد المعلومات والحوافز الداخلة إليها والخارجة منها، وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن جذع الدماغ لديه صفة هامة وهي أنه يقوم باحتواء ما يسمى بالجهاز المنشط الشوكي، ويقوم ذلك الجهاز بعدد من الوظائف أهمها أنه يقوم بالحفاظ على حالة الوعي، فيكون الانسان دائما في حالة انتباه ويقظة، كما أنه يقوم باستعجال استقبال المحفزات من

الدماغ

، وإن تم انقطاع الاتصال بين قشرة المخ وبين التكوين الشبكي أصيب الانسان بحالة من السبات، بالإضافة إلى أن الجهاز الشبكي على علاقة بتنشيط اليقظة والانتباه والنوم والوعي، حيث أنه أيضا يقوم باستلام المعلومات من وإلى الأجهزة البصرية والسمعية والشمية.

– وإن عدنا إلى الآية الكريمة، نجد السياق مستمر، وأنه دليل على أن الوسوسة مرتبطة بحبل الوريد، حيث أنه يوجد ارتباط بشكل مباشر بين ما يتحدث الانسان مع نفسه بشكل خفي وبين ما هو ممكن أن يتم تحويله من الخواطر والأفكار إلى الأفعال الارادية الحركية، وتلك الأفعال على علاقة بشكل مباشر وغير مباشر بجذع الدماغ، حيث تمر خلاله الايعازات إلى باقي أجزاء الجسم.

– وبالتالي؛ فإن الله عز وجل قام بالإعلان عن علمه بالوسوسة وقت حدوثها وحتى قبل أن تتحول أو تصل إلى جذع الدماغ، حيث أنه من الممكن أن تتحول من

النية

إلى الفعل في البداية أو بالتعاون مع عدد من باقي أجزاء الدماغ، حيث أن الله سبحانه وتعالى أقرب إلى الشخص من تلك المرحلة، ومن هنا جاء الربط في تلك الآية بين الوسوسة وحبل الوريد.