تفاضل اهل الايمان

أهل الإيمان هم أهل التقوي والعمل الصلح وهم اهل التصديق الجازم بالله سبحانه وتعالى، وذلك وبنص القرآن اذا تجرد الايمان من العمل الصالح لا يطلق عليه إيماناً فقال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) اذلك لأهل

الإيمان

يكون لهم صفات يعرفون بها، وقد أخبرنا عنهم

القرآن الكريم

في كثير من المواضع، وذلك تمجيد لعملهم، ورفعة لقدرهم.

ما هو الايمان

الإيمان يعرف بأنه التصديق بكل ما انزله الله عز وجل لعباده، وكذلك بكل ما أخبر به رسول الله صل الله عليه وسلم، والإيمان هو ما وقر في القلب، وصدقه اللسان، وتعمل به كل الجوارح، و الإيمان بالله تعالى، يشمل الإيمان بكتبه، ورسله، و

اليوم الآخر

، والقدر خيره وشره.

كما جاء في الحديث الذي رواه

عمر بن الخطاب

رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان، فأجاب النبي: (أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه).

وكذلك يوجد بجانب الإيمان بالأصول الستة التي ذكرها في الحديث الشريف، كذلك الإيمان بما اعلمنا به الله تعالى، ورسوله صل الله عليه وسلم، عن أخبار الأنبياء والرسل السابقين، وقصصهم مع أقوامهم، وعاقبة أمرهم، وأحداث

يوم القيامة

والجنة والنار، والحساب.

هذا وبالإضافة أن الإيمان بالقدر يتضمن الإقرار بأن الله عز وجل خلق الأشياء كل بإرادته، ومشيئته، وأن ما شاءه الله كان، وما لم يشاء لم يكن، وأن علم الله وسع كل شيءٍ، فهو يعلم كل شيء وكل ما يجري في العالم من خيرٍ أو شر كالأرزاق، والآجال والصحة والمرض.

أقسام أهل الإيمان

ان أهل الإيمان ينقسموا الي ثلاثة أقسام وهم :

الملائكة

وهم إيمانهم لا يزيد ولا ينقص بل ثابت ، فهم يفعلون ما أمرهم الله به لا يعصون الله ما أمرهم، وهم درجات.

الأنبياء والرسل

وهم ولكمال معرفتهم بالله فإيمانهم يزيد ولا ينقص، وهم درجات.

المؤمنين

وهم فإيمانهم يزيد وينقص، وهو ينقص بالمعصية ويزيد بالطاعة وهم درجات.

أعلى أهل الإيمان

ـ حيث ان إيمان الملائكة ثابت لا يزيد ولا ينقص.

ـ والبشر فهم درجات متفاوتة ويزيد وينقص حسب اعمالهم ولكن ايمان الأنبياء والرسل فهو أعلى من غيرهم، ويكون إيمان الصحابة أعلى من إيمان غيرهم، ونجد ان إيمان الصالحين المتقين فهو غير إيمان الفاسقين.

ـ وبحسب ما في القلب من العلم بالله وبأسمائه وصفاته فيوجد هذا التفاوت العظيم .

ـ وان اشد حبا لله هو أعرف الخلق بالله.

ـ وبسبب ذلك فكان أعظم الناس حبا لله، وايمانا به وتعظيماً له، وعبادة لههم الرسل والانبياء.

وان اصل العبادة هو محبة الله لذاته وإحسانه.

ـ أ ويقوي الإيمان بالله كلما قوي العلم بالله، فبالتاي تقوى المحبة، وعندما تقوى المحبة كان التعظيم أوفر و

الطاعة

أتم، والأنس بالله أكمل.

ـ قال عز وجل : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } .

صفات اهل الايمان

ان الله تعالى وصف عباده المؤمنين بحوالي من عشرين صفة في أكثر من اية في القرآن الكريم ومن هذه الصفات

الصفة الأولى: وهي الإيمان بالغيب

الإيمان بالغيب هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وكذلك باليوم الآخر وجنته وناره ولقائه، والإيمان بالبعث وبالحياة بعد الموت، فكل هذا غيب .. فوصفهم عز وجل في أول

سورة البقرة

بقوله: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ .

الصفة الثانية: هي إقامة الصلاة

وكذلك من صفات المؤمنين الظاهرة والعملية أنهم يقيمون الصلاة والمواظبة عليها قال عز وجل : ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: وقال جل وعلا شأنه : ﴿ هدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ .

الصفة الثالثة: هي أداء الأمانة

المؤمنين الخلص من صفاتهم أنهم أهل أمانة لا أهل غدر وخيانة، لذلك منحهم الله تعالى الفردوس الأعلى فقال الله عز وجل : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ وبعدها قال: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ .

الصفة الرابعة: هي الإنفاق

المؤمنين من صفاتهم ايضا أنهم أهل رحمة وسخاء وبذل وعطاء، يعرفون أن المال أمانة من الله في أيديهم وأن

الفقراء

أوجب الله لهم حقا معلوما للسائل والمحروم.

وان الله عز وجل ذكر ان الامانة من صفات المتقين الذين أعد لهم

الجنة

، جزاء لهم على أعمالهم الطيبة الصالحة، كذلك وعدهم بالمغفرة من ربهم لذنوبهم، فقال سبحانه وتعالى﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾.

و الله تعالى قد امرنا بالإنفاق وكذلك حثنا عليه فقال عز وجل ﴿ يأيها الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾

جزاء أهل الإيمان

ان الله عز وجل بعدما ذكر صفات المؤمنين في القرآن الكريم، فذكر جزاء هذا الإيمان، فقال تعالى : (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)، فأول جزاء للمؤمنين أن وصفهم الله سبحانه وتعالى بالإيمان، وانه بكلمة حقاً زيادة في المدح اكد على تلك الصفة، وكذلك وعدهم بدرجاتٍ متفاوتة ومتفاضلة في الجنة، وذلك على حسب تفاوتهم في الإيمان، والأعمال الصالحة؛ كالإنفاق في سبيل الله، و

تلاوة القرآن

، والصلاة والكثير من أعمال القلب والجوارح، وكذلك من جزاء المؤمنين: العفو عن الزلات، وتكفير السيئات ومغفرة الذنوب، هذا وبالإضافة إلى النصر والتكريم والرزق الواسع الكريم.