قصة النضر بن الحارث مع الرسول
النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف العبدري القرشي وكنيته أبو فائد، وهو والد الصحابي المهاجر النضير بن النضر بن الحارث العبدري، وسيد من أسياد قبيلة قريش، وكان أحد أعتى وأشرس أعداء النبي محمد ولدين الإسلام، واشتهر في
التاريخ الإسلامي
بمعاداته للنبي محمد سواء بالتكذيب وبإلحاق الأذى به
النضر بن الحارث
– قال ابن اسحاق أن النضر بن الحارث كان من شياطين قريش، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينصب له العداوة.
– قطع النضر بن الحارث أكثر من أربعمائة وألف كيلومتر حيث الحيرة في
العراق
، التي كانت تحت الاحتلال الفارسي، وتعلم فيها فنًّا جديدًا حيث يستطيع أن يلهي به شعب مكة فبذ الجهد والوقت والمال حتى يصد عن سبيل الله وينشر الإباحية والمجون.
– فقد قال تعالى عنه: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ”
– عاد النضر بن الحارث إلى
مكة المكرمة
بغرض أن يرفع الناس إلى مستوى حضارات
الفرس
ثم بدأ في حربه ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة النضر بن الحارث مع الرسول
– عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في مجلسًا، فيذكر الله ويرغبهم في جنته ويحدث قومه بما أصاب الأمم من قبلهم من نقمة الله ويرهبهم من ناره فيجلس بن الحارث بعده في مجلسه ويحكي رواياته ويقول: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلموا حتى أحدثكم فأنا أحسن من حديثه فيبدأ ويحدثهم عن ملوك
فارس
ورستم وإسفنديار، ثم يقول: ما محمد أحسن حديثًا مني وما حديث محمد إلا أساطير الأولين، اكتتبتها كما اكتتبها محمد.
– وقال ابن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أنزل الله في النضر ثمان آيات منها قول الله تعالى: “إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ”، وقوله تعالى: “وَقالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا”
– لم يكتف النضر بذلك بل اشترى مطربات وراقصات، وكلما سمع أن رجلاً قد مال قلبه إلى الإسلام، يسلط عليه المطربات والراقصات حتى يلهوه عن سماع دعوة الحق والإيمان
– وكلما نشط رسول الله صلى الله عليه وسلم نشط النضر بن الحارث، وقد أنزل الله فيه قوله في كتابه الكريم “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ”
دعاء النضر بن الحارث على نفسه إذا كان الإسلام حق
– في أحدى الأيام قص النبي صل الله عليه وسلم ما جرى مع أهل القرون الماضية
– فقال النضر: لو شئت لقلت مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين
– فقال الصحابي عثمان بن مظعون: اتق الله فإن محمداً يقول الحق
– فرد النضر: فأنا أقول الحق
– فقال عثمان: فإن محمداً يقول لا إله إلا الله
– فرد النضر: وأنا أقول لا إله إلا الله، ولكن هذه بنات الله وكان يقصد الأصنام اللات والعزى ومناة ثُم قال: اللهم إن كان هذا الذي يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
– فنزلت فيه آية “وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”
– ثم دعا الله مرة أخرى وقال إن كان الإسلام الحق أن يعجل حسابه وعذابه قبل
يوم القيامة
فنزلت فيه آية “وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ”
مشاركة بن الحارث في بدر وموته
– كان صاحب لواء المشركين في غزوة بدر وكان أحد الذين أطعموا الجيش
– أسره الصحابي المقداد بن الأسود، وفي طريق العودة للمدينة المنورة مرض النضر بن الحارث بالصفراء وقتله علي بن أبي طالب صبراً وقُتل معه عقبة بن أبي معيط.
– واعتبر علماء الإسلام والمفسرون والسلف أن موت بن الحارث كان استجابة من الله لدعائه عندما دعا الله أن ينزل به العذاب أن كان الإسلام حقاً
– نفى بعد المؤرخين لهذه الحادثة استناداً أنه لم يثبت في السيرة النبوية حيث نقل كلام
الألباني
في انتقاد إسناد الحديث أنه ضعيف
– قيل عن الشافعي: أن عدد من أهل العلم من قريش وآخرين من أهل العلم بالمغازي قالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسر النضر بن الحارث العبدي يوم بدر ثم قتله بالبادية، وأسر عقبة بن أبي معيط فقتله صبرًا.
– وهناك بعض المؤرخين قالوا أنه لم يقتل وإنما أصيب بجرح فتم آسره على أيدي المسلمين فامتنع عن الطعام والشراب حتى مات.