مذكرات إنجي أفلاطون


إنجي أفلاطون

تلك الفتاة التي حاربت من أجل وطنها وشعبها هي من الأسماء التي خلفها التاريخ بسبب الكثير من أعمالها التي قامت بها من أجل استقرار ورفعة مصر، وهي أيضا تلك الفتاة الغنية من أسرة كبيرة التي لم تغمض عيونها عن الواقع المرير الذي يعيشه الفقراء بوطنها في ظل الاستغلال الكبير الذي يعيشونها خلال الاحتلال الذي يواجهه البلاد.

كانت إنجي أفلاطون من رواد الفن التشكيلي ليس في مصر فقط بل العالم، وكانت من الفنانين المميزين الذين استطاعوا أن يضيفوا جديد من خلال فنهم وقد اتبعت في رسمها المرسة السريالية من خلال ظهور رسوماتها التي احتوت على الوحش الطائر والحدائق السوداء، وقد قامت بالعديد من المعارض حول العالم  وتصل إلى ٢٥ معرض فني.

إنجي أفلاطون ميلادها ووفاتها

ولدت إنجيل أفلاطون في ١٦ إبريل عام ٢٩٢٤ ميلادية وكانت وابنها في ١٧ أبريل ١٩٨٩ عن عمر يناهز ٦٥ عام قضت تلك السنوات في استخدام فئاتها للرسم والنضال من أجل بلادها، وقد استطاعت إنجيل أن تقدم حياتها خلال صفحات الكتاب اسمته مذكرات إنجيل أفلاطون من الطفولة إلى السجن، وأقبل العديد للتعرف على

السيرة الذاتية

الخاصة بها من خلال قراءة هذا الكتاب.


مذكرات إنجي أفلاطون

حياة إنجي أفلاطون الفنية

قد لاحظ والدها ميلها إلى الفن و

الرسم

وأحضر لها معلم تتعلم على يده وينمي حب الفن داخلها، ثم تحول مسارها الفني رأسا على عقب خلال عملها الفني عندما ألقت بالفنان كامل التلمساني الذي أثار حبها للفن وارتباطها أكثر وأكثر وحيال هذا الأمر قد ازداد حبها وعليها و إبداعها بالرسم وقد شهد على ذلك الكثير من فنانين عصرها وتلقت العديد من الجوائز مثل جائزتي صالون القاهرة عام ١٩٥٦و ١٩٥٧، وكذلك الجائزة المقدمة من وزارة الثقافة الفرنسية (جائزة فارس للفنون والآداب) 1985ـ 1986 ، وكان لرسمها دور فعال في ما وصف حالة مصر وما هي عليه من حياة عامة وسياسية ودور النساء.


من كاتب سيرة إنجي أفلاطون الذاتية ؟

سيرة إنجي أفلاطون كانت حافلة بالأحداث والحقائق التي واجهتها انجي خلال حياتها العامة وقد قام ” سعيد الخيال” الذي استطاع بحكمته تفريغ أشرطة التسجيل التي استطاعت إنجي خلالها أن تقوم بسرد ما واجهته من خلال فترة العشرينات إلى فترة الستينات وما واجهته بطفولتها وسجنها، فقد قام سعيد بتفريغ التسجيلات في حوالي ١٣ دراسة ثم أعاد صياغتها بأسلوب رقيق ومميز.


مذكرات إنجي أفلاطون


ما الذي سردته إنجي خلال سيرتها الذاتية ؟

ركزت إنجي على دور المرأة التي عانت بشكل كبير خلال الاحتلال والاستعمار وخاصة في الحرب العالمية الثالثة التي عاصرتها إنجي أفلاطون خلال حياتها، وقد قامت إنجي بالتصدي بكل حزم من أجل بلادها وقد اتبعت الحركة النسائية التي كان لها دور رائع في ذلك الوقت.

وقد انضمت إنجي أفلاطون إلى الحركة الشيوعية التي اجتاحت البلاد في وقتها، وقد اسمتها  الصحافة ” الآنسة الشيوعية” وكان لهذا الاسم الأثر السيء عليها وعلى أسرتها إذا تم اعتقال زوجها مما أدى إلى وفاته، ثم سجنت هي في سجن القناطر ويكون له الأثر السيء لها، ولكن هذا الأمر لم يؤثر على حيويتها ونشاطها بل زادت حماسة في مواجهة العدو أكثر.


مبدأ إنجي أفلاطون في الحياة

كانت إنجيل مثال للشخص المتواضع بالرغم أنها أنشأت نشأة

أرستقراطية

إلا أنها كانت تفضل العيش مع عامة الشعب والاختلاط بهم والشعور بمعاناتهم، وكانت دائما فتاة متمردة على كل شيء كما وصفت نفسها بذلك خلال مذكراتها، وقد اتخذت التمرد مبدأ لها في حياتنا بشكل عام.

كما أنها لم تخضع للظلم أو الاستبداد يوم واحد خلال حياتها فقد تركت مدرستها التي تتمسك بهذا الظلم وهي مدرسة  “القلب المقدس” إلى الحرية والفكر في مدرسة “الليسيه الفرنسية” والتي استطاعت أن تقرر ما الذي تريد أن تكون وكيف تصل إلى ما تريد  واضعة نصب عينيها مقولة

ديكارت

الشهيرة ” أنا أفكر إذا أنا موجود”.


مبدأ إنجي أفلاطون في الرسم

كانت إنجي أفلاطون  مثال للفنان الحر الذي لا يقمع للظلم أو الاستبداد وأن الرسم هو حياتها ووسيلتها التي استخدمتها لتعبر به عن معاناتها، فقد استطاعت أن ترسم معاناة السجينات داخل السجن ومعاناة أطفالهن ولم يستطع أحد الوقوف في طريق رسمها، وكانت قد اتخذت من مقولة

دافنشي

مصدر قوتها عندما أشار دافنشي بأم الفنان الذي لا يستطيع أن يلتقط شخص يسقط من الدور السادس برسمه لا يطلق عليه فنان، وهذا ما قامت به إنجي من أجل جينات القناطر الذين يعانون معها.

” للضرورة أحكام” هذه المقولة لازمة إنجي أفلاطون في حياتها داخل السجن فقد وجدت العديد من المواقف والأحداث المختلفة التي كان الجواب الوحيد لتغييرها هو للضرورة أحكام، ومن هذه المقولة استطاعت إنجي أن تكون لديها القدرة على استيعاب موقفها من السجن دون حزن أو زعر قادرة على الترقي بحياتها السياسية والفنية إلى مستوى أعلى