ما هي ظاهرة هيكيكوموري ؟ الظاهرة النفسية المنتشرة في اليابان

وفقا لاجراء قامت به حكومة

اليابان

فقد ارتد أكثر من نصف مليون شاب من المجتمع ليعيشوا حياة منعزلة، ويتم تعريف هذه الظاهرة التي تسمى “هيكيكوموري” من قبل

وزارة الصحة

والعمل والرفاهية اليابانية على أنها الأشخاص الذين لم يغادروا منازلهم أو تفاعلوا مع الآخرين لمدة ستة أشهر على الأقل، ومن بين 541000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و 39 سنة ممن يتناسبون مع هذا الوصف، وقضى 34٪ منهم سبع سنوات أو أكثر في عزلة عن أنفسهم، وعاش 29 ٪ أخرى في عزلة لمدة ثلاث إلى خمس سنوات .

معلومات سريعة حول ظاهرة هيكيكوموري

1-

هيكيكوموري

هي حالة نفسية تجعل الناس يغلقون أنفسهم عن المجتمع، وغالبا ما يقيمون في منازلهم لشهور متتالية .

2- هناك ما لا يقل عن نصف مليون في اليابان مصابون بظاهرة هيكيكوموري .

3- لقد كان يعتقد ذات مرة على أن هيكيكوموري حالة شاب، ولكن المصابين يكبرون ويظلون محبوسين لفترة أطول .

4- تعتبر ظاهرة هيكيكوموري تهديد اقتصادي واجتماعي للبلاد، وهو يثير قلق حكومة شينزو آبي “الرئيس الحالي” .

ظاهرة هيكيكوموري

هيكيكوموري (يستخدم المصطلح لكل من الحالة وموضوعاتها) ظهرت كظاهرة في اليابان في التسعينيات، وفي ذلك الوقت قدر بعض الخبراء أن حوالي مليون شخص معظمهم من الشباب في العشرينات من العمر كانوا يقضون أيامهم في حبس غرف نومهم، أو قراءة الروايات (الكتب المصورة)، أو مشاهدة التلفزيون أو لعب

ألعاب الفيديو

، ولقد رفضوا العمل أو الذهاب إلى المدرسة وكثيرا ما لم يتواصلوا مع أفراد الأسرة ومع الأصدقاء ايضا، ولا يوجد مسار قياسي للعلاج ويعتقد الأطباء أن الحالة لم تصنف بعد كاضطراب رسمي، وهي ناتجة عن مزيج من التأثيرات النفسية والاجتماعية، إنه أمر شائع بين الرجال الذين يواجهون ضغطا ثقافيا أكبر لتحقيق النجاح الاجتماعي والمهني مقارنة بالنساء، ووفقا ل

صحيفة نيويورك تايمز

“الفشل في العمل أو المدرسة هو المخاطرة بالإقصاء الاجتماعي، وهو أمر يمكن تجنبه بالانسحاب الطوعي من العالم، وبالنسبة للبعض تؤدي الانتكاسات الشخصية إلى مشاعر عدم كفاية شديدة مما يؤدي إلى القلق” .

وقال جيمس روبرسون عالم الأنثروبولوجيا الثقافية في كلية

طوكيو

جوجاكان طوكيو ومحرر كتاب “الرجال والعقاقير في اليابان المعاصرة “بدأ الرجال يشعرون بالضغط في المدارس الثانوية، ويتم تحديد نجاحهم إلى حد كبير في غضون عامين”، وهيكيكوموري هي مقاومة لهذا الضغط، والبعض منهم يقول ” أنا لا أحب ذلك وأنا لا أحسن فعل هذا فهيا إلى الجحيم”، وفي عام 2010 قدر تقرير لمجلس الوزراء الياباني أنه كان هناك أقل قليلا من 700000 هيكوموري في اليابان، مما يشير إلى أن أعدادهم تتقلص، ويقول الخبراء إن النتائج التي توصلت إليها الحكومة لا يمكن الاعتماد عليها، نظرا لأن استطلاعها شمل فقط الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 39 عاما .

ومن المحتمل أن عشرات الآلاف من الرجال الذين يعانون من هذه الحالة قد تجاوزوا سن الرشد، وما هو أكثر من ذلك، وعلى الرغم من أن هيكيكوموري عادة ما يبدأ في سن المراهقة أو في العشرينات إلا أنه يمكن أن يأتي في منتصف العمر، وفي فصل الشتاء الماضي ذكرت صحيفة “جابان تايمز” أن عددا متزايدا من الرجال في منتصف الأربعينيات من العمر كانوا يسقطون ويتعرضون “لسلوكيات تشبه هيكيكوموري”، وتحدث عادة بعد تسريحهم من العمل .

اسباب ظاهرة هيكيكوموري

تأتي هيكيكوموري دائما من الأسر ذات الدخل المرتفع، وغالبا ما يكون الآباء الذين يتركون الحياة بهذه الطريقة من

التعليم العالي

، ولقد وجد الباحثون أن الآباء والأمهات المتعلمين ليس لديهم توقعات أعلى لأطفالهم فحسب، بل لديهم أيضا وسائل لدعم الابن العاطل عن العمل، ووجدت دراسة أجريت على 88 هيكوموموري أن 60٪ منهم يعيشون مع كلا الوالدين، وأن نسبة أصغر تعيش مع والدتهم فقط، والمشكلة لا تقتصر على اليابان، فقد وجدت مراجعة نشرت في مجلة “Research and Advances in Psychiatry” العام الماضي حالات موثقة من الإقصاء الاجتماعي على غرار هيكوموري في بلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وإسبانيا وإيطاليا وأستراليا و

بنغلاديش

وإيران، وفي كوريا الجنوبية ايضا، وقد يعرف مريض الهيكيكوموري بإدمانه الشديد على الإنترنت وهو مصدر قلق كبير للصحة العامة في البلاد .

ووفقا لمؤلفي المراجعة يمكن أن توجد الظروف التي تولد هيكيكوموري في أي دولة متقدمة، خاصة في أوقات بطالة الشباب المرتفعة أو العمالة الناقصة، والتكنولوجيا بعد كل شيء جيدة في جعلنا نشعر بالارتباط ، حتى عندما نشعر في الواقع بمفردنا، وهناك العديد من الافتراضات حول هيكيكوموري التي يتم تحديها مع بحث جديد، وافترضت الحكومة أن هيكيكوموري كان حالة شابة، حيث أن الدراسات الاستقصائية السابقة كانت محدودة فقط بين 15 إلى 39 عاما، ونتيجة لذلك تجري اليابان أول مسح على المستوى الوطني حول هيكوموري بين 40 إلى 59 عاما هذا العام، وتم إعلان النتائج في ديسمبر 2018، وكان يعتقد أيضا أن هذه الحالة تؤثر على الشباب فقط ولكن كما يقول ناوهيرو، “في الوقت الحالي يعتقد أن نسبة الذكور إلى انسحاب الإناث هي نفسها تقريبا” مضيفا أن الكثيرين “بدأوا يدركون أن هناك حدا كبيرا عدد قليل من هيكيكوموري من المتزوجات ربات البيوت .

بالإضافة إلى ذلك هناك “مشكلة 2030″، ونظرا لأن كبار السن الذين يعانون من هذه الحالة يتقدمون في السن ويستمرون في الانسحاب لفترة أطول، فإن القلق يكمن في أن العديد من الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم هيكيكوموري في غضون 12 عاما سيصلون إلى الستينيات من العمر (ولن يكون لديهم عائلة تدعمهم)، مما يجعل إعادة الاندماج في المجتمع أكثر صعوبة، بالإضافة إلى أن المزيد من الناس ينسحبون من المجتمع ويتوقفون عن العمل، فإن الخوف هو أن الاقتصاد الياباني سيعاني أيضا .