أجر الإمام وفضله عند الله

شرع الله سبحانه وتعالى صلاة الجماعة للمسلمين و فيها يتلاقى المسلمون و يصطفون كأسنان المشط نحو القبلة ، و يتبعون في صلاتهم إمامًا واحدًا يتقدمهم في الصلاة .


نبذة عن إمام المسجد

– إمامة المسجد من أسمى الوظائف الدينية التي يمكن للمرء العمل بها ، فقد تولاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه و تولاها خلفاؤه الراشدون من بعده ، و قال صلّى الله عليه و سلّم :” ثلاثةٌ على كُثبانٍ من المسك يوم القيامة” ، و ذُكر أنّ منهم رجلا أم قومًا و هم به راضون .


تعريف الإمام


تعريف الإمام في اللغة

– كلمة إمام في اللغة مأخوذة من الفعل الثلاثي المضاعف (أَمَّ) ، و أحرفه : (أَ، مَ، مَ) ، و هو كل من يقتدى به ، و يقدم في أمور الناس ، و على هذا فالنبي – صلّى الله عليه وسلّم – إمام الأمة ، و كذا الخليفة إمام الناس .


تعريف الإمام اصطلاحاً

– الإمام في الاصطلاح هو الشخص الذي يأتم به الناس ، و يكون ممن يصح الاقتداء بهم ، و الإمامة هي تشريع رباني يربط المأمومين بإمامهم ، و لا يقف عمل الإمام على تقدم الناس في الصلاة و اقتدائهم به ، بل يتعدى إلى هداية الناس و إرشادهم ، بينما الإمامة الكبرى هي الولاية على المسلمين و الخلافة و رئاسة الدولة ؛ فيُقال : إمام المسلمين ؛ أي : رئيسهم .


ثواب إمام المسجد

– فضل الإمام كبير في الشريعة الإسلامية ، حيث ينظر الناس إلى الإمام نظرة أنه رمز للاجتماع و الوحدة و الألفة ؛ فهو يجمعهم على طاعة الله تعالى ، و يأتمون خلفه على أداء أهم العبادات و هي الصلاة ، و له دور كبير في سد حاجة الناس في بيان أمور دينهم ، و سبل السلامة في عبادتهم و صلاتهم ، فحاجة المصلين إلى إمامهم لا تنقطع .

– و لقد دعا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للإمام بالرشد و الصلاح و ذلك تأكيدًا على دور الإمام في المجتمع الإسلامي ؛ فقال عليه السلام : (الإمام ضامن ، والمؤذِّنُ مؤتَمنٌ، اللَّهمَّ أرشِدِ الأئمَّةَ واغفِر للمؤذِّنينَ) ، و لمّا كان جهد الإمام يتجاوز حد الصلاة بالناس ، ليكون أيضاً معلماً ، و هادياً ، و مرشداً ، و واعظاً ؛ و بالتالي فإن منزلته ستكون عظيمةً ؛ و الإمام يحرص دائمًا على انتشال الناس من غياهب الجهل ، و ذلك من خلال تعليمهم أحكام دينهم ، و تفسير ما استشكل عليهم في القرآن الكريم ، و بيان سنة نبيهم عليه الصّلاة والسّلام .

– و بالتالي نلاحظ أن الإمام يُضاف له أيضاً أجر إرشاد الناس و وعظهم و تذكيرهم بجانب أجره كإمام للمسجد ، فهو يعد داعية إلى الله -تعالى- على هدى و بصيرة ، قال الله تعالى : ( وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، و الإمام فضله مشهور في سيرة النبيّ -عليه السّلام- و خلال عصور المسلمين من بعده ؛حيث جاء عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ) ، و النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان إمام المسلمين في صلواتهم ، و الخلفاء الراشدون من بعده كذلك ، و لا يزال الأمر كذلك ، فالإمامة لا يتولاها إلا أفضل المسلمين علماً و عملاً .


صفات إمام المسجد

– لابد للإمام أن يكون عالماً بأصول الإيمان ، و العقيدة ، و مسائل التوحيد ، و المسائل الفقهية ؛ خاصة أحكام الطهارة و الصلاة ، و على الإمام أن يحفظ هيبته و وقاره بين الناس ، و يحافظ على التقوى ، و الصلاح ، و الإمام لا يُقبل منه أن يُجاهر بمعصية الله سبحانه وتعالى .

– و يجب على الإمام أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها ، بتمامها و كمالها و خشوعها ؛ فإن المُصلين قد ائتمنوه على عبادتهم ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (مَن أمَّ النَّاسَ، فأصاب الوقتَ وأتَمَّ الصَّلاةَ فله ولهم، ومَن انتقَص مِن ذلك شيئاً فعليه ولا عليهم).

– يجب أن يحرص على ألا يُطيل الصلاة ؛ فيمل المصلون خلفه ، و لا يسرع فيها كنقر الديك ؛ فيخالف في ذلك منهج النبي -عليه الصّلاة والسّلام- في إمامة المسلمين ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما صلَّيتُ وراءَ إمامٍ قطُّ، أَخَفَّ صلاةً ولا أَتَمَّ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وإن كان ليَسْمَعُ بكاءَ الصبيِّ فيُخَفِّفُ، مخافةَ أنْ تُفْتَنَ أُمُّه) ، كما يجب على الإمام أن يجيد تلاوة الآيات القرآنية .