فضل سورة النجم

سورة النجم هي سورة من السور المكية نزلت على النبي صلّ الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتقع في الجزء السابع والعشرين الحزب الثالث والخمسين، كما أن رقمها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 53، عدد اياتها 62 آية، سُميت بسورة النجم لأن الله سبحانه وتعالى أقسم بالنجم في بدايتها، فقال تعالى والنجم إذا هوى.

مضامين سورة النجم

تبدأ ايات سورة النجم بقسم عظيم يدل على صدق دعوة الرسول صلّ الله عليه وسلم وأن الوحي حق وأن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد رآى الوحي بعينه، فقال تعالى “ما كذَبَ الفُؤادُ ما رأَى * أفَتُمارُونَهُ علَى ما يرَى * ولَقَدْ رآهُ نزلَةً أخرَى * عندَ سدْرَةِ المُنْتَهَى”، وبعد القسم تتحدث السورة عن الأصنام التي يعبُدها المشركين، والزيف والضلال في عقائدهم وذلك في قوله ” إنْ هيَ إلَّا أسمَاءٌ سمَّيتُمُوهَا أنتُمْ وأباؤُكُمْ ما أنزَلَ اللَّهُ بهَا منْ سلْطَانٍ إنْ يتَّبعُونَ إلَّا الظَّنَّ ومَا تهْوَى الأَنفُسُ ولَقَدْ جاءَهُمْ منْ ربِّهِمُ الهُدَى”.

حيث أكدت الايات أن العقيدة السليمة هي التي يجب أن تقوم على أساس سليم، وساوت بين الذكر والأنثى، حيث أكدت أن كل إنسان هو رهن عمله ولن يحاسب شخص عن شخص آخر، فقال تعالى ” ألَّا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى”، كما أوضحت الايات قدرة الله سبحانه وتعالى ومظاهر عظمتها، والتذكير بالذين كذبوا بالرسل من الأمم السابقة مع التوبيخ للمشركين من استهزائهم بكلام الله، فقال تعالى “أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا”.

فضل سورة النجم

بعد

تعريف سورة النجم

يجب القول أنه ليس هناك أحاديث عن فضل سورة النجم عن النبي صلّ الله عليه وسلم، فكل ما ورد عنها أحاديث ضعيفة، ولكن فضلها كفضل باقي سور القرآن، حيث أن في قراءتها كما في قراءة القرآن الكريم كله للمسلم أجر كبير وفضل كبير لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وذلك كما ورد في حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.

ولسورة النجم أيضًا فضل كبير في تطبيق ما جاءت به من أحكام سنّها الله سبحانه وتعالى للمسلمين في كتابه العظيم، فلا فضل في قراءة القرآن دون عمل بما جاء به من أحكام وقواعد تكفل السلامة والنجاة والراحة للإنسان في الدنيا والآخرة.

بطلان قصة الغرانيق في سورة النجم

وردَ في كثير من كتب التفاسير عند قوله تعالى: “ومَا أَرسَلْنَا منْ قَبلِكَ منْ رسُولٍ ولا نبِيٍّ إلَّا إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشَّيطَانُ في أمنِيَّتِهِ فيَنسَخُ اللَّهُ ما يلْقِي الشَّيطَانُ ثمَّ يحْكِمُ اللَّه آياتِهِ واللَّهُ علِيمٌ حكِيم”، قصة رواها الطبري وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه وهي: أنَّ النبيَّ -صلَّ الله عليه وسلم- قرأَ في مكة المكرمة سورةَ النجمِ، فلمَّا وصلَ عند قوله تعالى: “أفرأيتُم اللاتَ والعزَّى * ومناةَ الثالثةَ الأخرى” ، ألقَى الشيطانُ على لسانهِ: تلكَ الغرانيقُ العلى وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى، فقال المشركون عندَ ذلك: ما ذكرَ آلهَتنا بخيرٍ قبلَ اليَوم. فسجدَ النبيُّ -صلَّ الله عليه وسلم- والمسلمون وسجدَ معهم المشركون.

كما جاء في الحديث الذي رواه ابن مسعود -رضي الله عنه-: “أنَّ النبيَّ -صلّ الله عليه وسلم- قَرأَ سورةَ النجمِ فسجَدَ بِها، فما بقِيَ أحَدٌ منَ القَومِ إلا سجَدَ، فأخذَ رَجلٌ مِن القَومِ كَفًّا من حَصًى أو تراب فرفَعَه إلَى وجهِه، وقال: يكْفِيني هَذا، فلقَد رَأيتُه بَعدُ قُتلَ كَافرًا”، وأوضحت كتب التفسير أن هذا هو سبب نزول الآية التي وردت في سورة الحج ” “ومَا أَرسَلْنَا منْ قَبلِكَ منْ رسُولٍ ولا نبِيٍّ إلَّا إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشَّيطَانُ في أمنِيَّتِهِ فيَنسَخُ اللَّهُ ما يلْقِي الشَّيطَانُ ثمَّ يحْكِمُ اللَّه آياتِهِ واللَّهُ علِيمٌ حكِيمٌ”.

ولكن هذه القصة ضعف الكثير من الحفاظ سندها ومتنها، حيث قالوا إنَّها لا تصحُّ لا شرعًا ولا عقلًا بهذه الكيفيَّة، وقال ابنُ خزيمةَ: إنَّها من وضع الزنادقة، وأمَّا ابنُ العربي فقد قال: إنَّها باطلة لا أصل لها.