حوار بين شخصين عن كان واخواتها

علم النحو في اللغة العربية هو من أهم علوم اللغة ؛ حيث أنه بمثابة العمود الفقري الذي تقوم عليه اللغة حتى تستقيم ، وذلك لأن اللغة تخرج من تحت يديه في ثوبها الصحيح الجميل ، ويزخر علم النحو بالعديد من القواعد النحوية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية كتابة اللغة العربية بشكل دقيق وصحيح تمامًا ، ومن أشهر قواعد النحو قاعدة كان وأخواتها ، فإذا حدث

حوار بين شخصين

حول قواعد النحو ؛ فمن الضروري التطرق إلى الحديث عن كان وأخواتها.

كان وأخواتها

كان وأخواتها هي مجموعة من الأفعال الناسخة التي تدخل على الجملة الاسمية لترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وأخوات كان هم “أصبح – أضحى – أمسى – ظل – صار – بات – ليس – ما زال – ما برح – ما انفك – ما فتئ – ما دام” ، ومثال على ذلك “كان الرجل مريضًا” ، ومن الأمثلة على هذه القاعدة من القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى “وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا”


، وقوله سبحانه “قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ”.

حوار بين شخصين عن كان وأخواتها

من الممكن أن يكون الحوار بين شخصين حوارًا تعليميًا ينتج عنه فهم بعض القواعد النحوية على سبيل المثال ، وفيما يلي حوار قام بين طالبين عن قاعدة كان وأخواتها ؛ حيث حاول أحدهم أن يفهم القاعدة من صديقه المتفوق في النحو :

ذهب عمر إلى صديقه خالد في البيت بعد الانتهاء من اليوم الدراسي ؛ فاستقبله خالد بترحاب شديد ، فقال عمر : لقد جئت إليك اليوم كي أسألك عن قاعدة كان وأخواتها لأنني لم أستطع فهمها جيدًا

قال خالد : بكل سرور يا صديقي ، سنتناقش في أمرها كما تشاء ، ما هو الذي لم تفهمه عن كان وأخواتها؟

سأل عمر : كيف تدخل كان وأخواتها على الجملة الإسمية وتغير في وضعها؟

أجاب خالد : كان وأخواتها مثل الغزاة الذين يستوطنون بعض الأماكن فيغيرون فيها ، وقد دخلت كان وأخواتها على الجملة الاسمية المكونة من مبتدأ وخبر ، ولكنهم لم يتمكنوا من تغيير وضع المبتدأ الذي ظل صامدًا أمامهم ؛ فبقى مرفوعًا كما هو ، بينما ضعف الخبر وخضع إلى كان وأخواتها ؛ حيث تغير من وضع الرفع إلى النصب ، فمثلًا حينما نقول جملة “الصائمون مسرورون” ؛ هذه جملة اسمية مرفوعة المبتدأ والخبر ، وحينما يتم إدخال كان تصبح الجملة “كان الصائمون مسرورين”

هزّ عمر رأسه قائلًا : حسنًا يا صديقي لقد فهمت أن المبتدأ يصبح اسمًا لكان وأخواتها ولكنه مرفوع كما هو ، بينما يكون الخبر خبرًا لكان أو لإحدى أخواتها ولكنه يتغير ويصبح منصوب ، والآن أريد أن أعرف أنواع اسم كان وأخواتها

أجاب خالد : قد يأتي اسم كان في هيئة اسم ظاهر مثل المثال السابق أو مثل “كانت السماء صافية” ، وقد يأتي اسم كان في هيئة ضمير مستتر أي يُفهم من سياق الكلام مثل “لن أكون موجودًا اليوم” ؛ حيث جاء اسم كان هنا ضمير مستتر تقديره أنا ، وقد يأتي اسم كان ضمير متصل مثل “كنتم إخوانًا”

عاد عمر ليسأل : حسنًا ، وما هي أنواع خبر كان وأخواتها؟

أجاب خالد : قد يأتي خبر كان وأخواتها مفرد مكون من كلمة واحدة مثل “كان الرجل سعيدًا” ، أو قد يأتي جملة اسمية مثل “كانت الحديقة زهورها صغيرة” ؛ أو جملة فعلية مثل “كانت الفتاة تلعب بالكرة” ، وقد يأتي الخبر شبه جملة في هيئة جار ومجرور مثل “لم أكن في البيت” ؛ أو ظرف مثل “كان السفر يوم الجمعة”

قال عمر مبتسمًا : شكرًا لك يا صديقي ، الآن قد فهمت قاعدة كان وأخواتها جيدًا.