الكفاح الأسود من أجل الحرية

كانت تجارة العبيد من أكثر الأعمال التي تخصص فيها الكثير من الأمريكيين، حيث كانوا يخطفون الرجال والنساء من البلدان الأفريقية، حتى يبيعوهم في القارة الجديدة بالأميركتين، وبدأ العبيد يعملون تحت أمر أسيادهم الملاك في أمريكا ليستغلوهم في العمل وخدمة البيوت وغيرها، وتناسل هؤلاء العبيد وأصبح هناك العديد من الأجيال من العبيد الأمريكيين من أصل أمريكي الذين ولدوا في العبودية.

الكفاح الأسود من أجل الحرية

مرت الولايات المتحدة الأمريكية بالعديد من الحروب للتحرر من

التاج البريطاني

ثم بعض الثورات والحروب الأهلية، وقد ناضل الأمريكيين من أصل أفريقي للحصول على حريتهم وشاركوا في هذه الحروب حتى يحصلوا عليها، وناضلوا مرة أخرى حتى يحصلوا على المساواة بينهم وبين الأمريكيين البيض، إلى أن تمكنوا من هذا الأمر.

تاريخ الحصول على الحقوق المدنية للفئة السوداء هي قصة لنظام الطبقات الأمريكية، فهى عبارة عن قصة تشرح كيفية جعل البيض من الطبقة العليا الأميركيين متساوون في الحقوق والواجبات مع العبيد الأفارقة، في بعض الأحيان باستخدام القانون، واستخدام الدين أحياناً، واستخدام العنف أحياناً للحفاظ على هذا النظام في مكان.

لكن صراع الحرية السوداء هو أيضاً قصة تتكلم عن كيف تمكن الناس المستعبدين من النهوض والعمل مع الحلفاء السياسيين للإطاحة بنظام يبعث إلى الاستعباد، والذي كان قائماً منذ قرون ويخضع لإيمان أساسي راسخ لدى المواطنين البيض.

وظهر العديد من الأشخاص والأحداث والحركات التي ساهمت في نضال الحرية السوداء، بدءاً من القرن السابع عشر واستمرت حتى يومنا هذا.

بحلول الوقت الذي بدأ فيه المستكشفون الأوروبيون استعمار العالم الجديد في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، كانت العبودية الأفريقية قد تم قبولها بالفعل كحقيقة من حقائق الحياة، فالقيام بإعمار وتسوية القارتين الهائلتين في العالم الجديد، تتطلب قوة عاملة هائلة، و

العمالة

الأرخص كانت هي الأفضل بالطبع، ولهذا اختار الأوروبيون العبودية والاستعباد المثقل لبناء تلك القوة العاملة.

أول أمريكي من أصل أفريقي

عندما وصل عبد مغربي يدعى استيفانيكو إلى فلوريدا كجزء من مجموعة من المستكشفين الإسبان في عام 1528، أصبح أول أمريكي من أصل إفريقي معروف وأول مسلم أمريكي، عمل إستيفانيكو كدليل ومترجم، وأعطته مهاراته الفريدة وضعاً اجتماعياً كبير إلا أنه لم يتمكن من ممارسة هذا الوضع الاجتماعي إلا على قليل من العبيد الإطلاق.

اعتمد الغزاة الآخرون على كل من الهنود الأميركيين المستعبدين والعبيد الأفارقة المستوردين للعمل في مناجمهم وعلى مزارعهم في جميع أنحاء الأمريكيتين، فكان العبيد يعملون عموماً في سرية وفي ظروف قاسية للغاية.

العبودية في المستعمرات البريطانية

في بريطانيا العظمى، تم جمع البيض الفقراء الذين لا يستطيعون دفع ديونهم في نظام يشبه العبودية بمعظم النواحي، في بعض الأحيان يمكن للخدم شراء حريتهم الخاصة عن طريق إلغاء ديونهم، وأحياناً لا يمكنهم هذا، ولكن في كلتا الحالتين، كانوا ملكاً لأسيادهم حتى يتم تغيير وضعهم.

في البداية كان هذا هو النموذج المستخدم في

المستعمرات البريطانية

مع العبيد البيض والأفارقة على حد سواء، أول عشرون من العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي الذين وصلوا إلى فرجينيا في عام 1619 قد حصلوا جميعاً على حريتهم بحلول عام 1651.

مع مرور الوقت، أصبح ملاك الأراضي المستعمرين جشعين وأدركوا الفوائد الاقتصادية لاستعباد الشاتيل، وتعني هذه الكلمة المعنى الكامل للملكية الكاملة وغير القابلة للنقض من أشخاص آخرين، وفي عام 1661 شرعت فرجينيا رسمياً في تشريع العبودية، وفي عام 1662 أثبتت فرجينيا أن الأطفال الذين ولدوا لعبد سيكونون أيضاً عبيدين مدى الحياة، ومن بعد هذا التشريع سيعتمد الاقتصاد الجنوبي أساساً على عمالة الرقيق الأمريكيين من أصل أفريقي.[1]

العبودية في الولايات المتحدة

تباينت دقة ومعاناة الحياة المستعبدة كما هو موصوف في

روايات

العبيد المختلفة اختلافاً كبيراً اعتماداً على ما إذا كان الشخص يعمل كعبد منزل أو عبداً بمزارع، وما إذا كان الشخص يعيش في ولايات التي تتميز بالزراعة (مثل ميسيسيبي وكارولينا الجنوبية) أو الصناعة (مثل ولاية ماريلاند).

في الثورة الأمريكية، كان كسب الحرية هو الدافع الأقوى للعبيد السود الذين انضموا إلى الجيوش الوطنية أو البريطانية، ربما يكون السود الأحرار قد جندوا بمحض إرادته.

يمكن أن تكون الدوافع الإضافية لأولئك الذين انضموا إلى القوات الأمريكية المتمردة هي الرغبة في المغامرة أو الإيمان بأهداف الثورة أو إمكانية الحصول على مكافأة، كانت المكافآت عبارة عن مدفوعات نقدية وفرصة لمنح الحرية، وكانت هذه هي الوعود التي يتلقاها الأمريكيين من أصل أفريقي، فحارب السود في الشمال والجنوب على جانبي الثورة، كما تم تجنيد بعض العبيد حتى يضعفوا هؤلاء السادة الذين دعموا القضية المعارضة.

وحسب الأبحاث الحديثة أن هناك 9000 من السود احتلوا كل من الأدوار القتالية والداعمة في الجانب الأمريكي من الحرب، فقد شاركوا في الجيش القاري والبحرية، ووحدات الميليشيات التابعة للدولة، فضلاً عن الجنود والعربات في الجيش، وخدمات الضباط والجواسيس في العديد من أدوار الدعم، بين 200،000 و 250،000 جندي وميليشيا خدموا خلال الثورة إجمالاً، فإن هذا يعني أن الجنود السود يشكلون حوالي أربعة بالمائة من أعداد الوطنيين، من بين الجنود السود البالغ عددهم 9000 جندي، كان 5000 منهم من الجنود المتفانين أي الذي يقومون بالعمليات الانتحارية وغيرها من العمليات العسكرية الصعبة.

الجدير بالذكر أن متوسط طول مدة الخدمة للجندي أمريكي من أصل أفريقي خلال الحرب كانت أربع سنوات ونصف، وهذا بسبب فترة

العمل

التي كان يقضيها الجندي السود في الجيش والتي كانت ثماني سنوات، والتي كانت أطول ثماني مرات من متوسط الفترة بالنسبة للجنود البيض، بمعنى أنه بينما كانوا يمثلون أربعة بالمائة فقط من قاعدة القوى العاملة، فإنهم يشكلون حوالي ربع قوة الوطنيين من حيث ساعات العمل، على الرغم من أن هذا يتضمن أدواراً داعمة.

في المقابل، انضم حوالي 20.000 من العبيد الهاربين وقاتلوا من أجل الجيش البريطاني، وتم رصد الكثير من هذا العدد بعد إعلان دونمور، ثم إعلان فيليبسبورج الصادر عن السير هنري كلينتون، وهما عبارة عن إعلانين يتوعد فيهم السير هنري أنه سوف يحرر كل العبيد الذين يقاتلون من أجله، على الرغم من أن ما بين 800-2000 فقط من العبيد قد وصلوا إلى دنمور نفسه، إلا أن نشر كلا الإعلانين كان حافزاً قوياً لما يقرب من 100000 من العبيد للهروب عبر المستعمرات الأمريكية، والكثير منهم جذبه الوعد بالحرية.[2]

إلغاء العبودية

بموجب أحكام الدستور، انتهى استيراد العبيد في عام 1808، وقد خلق هذا تجارة الرقيق المحلية المربحة التي نظمت حول تربية الرقيق، وبيع الأطفال، واختطاف السود الأحرار من حين لآخر.

أودت الحرب الأهلية الأمريكية بأكثر من مليون شخص وحطمت الاقتصاد الجنوبي، وعلى الرغم من أن قادة الولايات المتحدة كانوا مترددين في البداية في اقتراح إلغاء العبودية في الجنوب، إلا أن الرئيس

أبراهام لنكولن

وافق أخيراً في يناير عام 1863 على إعلان التحرير، الذي حرر جميع العبيد الجنوبيين ولكنه لم يؤثر على العبيد الذين يعيشون في الولايات غير الكونفدرالية في ديلاوير، وكنتاكي، وميريلاند، وميزوري ، ووست فرجينيا، التعديل الثالث عشر للدستور أنهى بشكل دائم مؤسسة العبودية في جميع أنحاء البلاد، ولكن ظل من بعده الأمريكيين من أصل أفريقي في محاولة الحصول على باقي حقوقهم في المساواة والقضاء على

العنصرية

التي تمارس عليهم إلي يومنا هذا.[3]