روايات فلسفية

حين نتحدث عن الفلسفة يظن البعض أنها تختص بمجموعة من الأفكار الصعبة والمعقدة التي يقتصر استيعابها على مجموعة من البشر فقط دون غيرهم، لكن في الواقع الفلسفة هي نظرة عميقة لمختلف الأمور في الحياة بغض النظر عن مدى صغر هذه الأمور بالنسبة للبعض، والروايات واحدة من الطرق التي جسد الأدباء من خلالها العديد من نظرياتهم الفلسفية وأفكارهم حول الحياة وجوهرها والمغزى منها، وفيما يلي من خلال هذا المقال نقدم لكم ترشيحات لأفضل الروايات الفلسفية فتابعونا.

روايات عميقة

رواية الغريب

  • للكاتب ألبيرت كامو.
  • من خلال هذه الرواية يناقش الكاتب العديد من الأفكار الفلسفية المتعلقة بالوجود والمعنى الخفي للحياة.
  • تدور أحداث الرواية حول رجل تجرد من كل معاني الإنسانية والشعور فصار لا يبالي ولا يشعر بأي شيء من حوله حتى أن وفاة والدته لم يحرك ساكناً في قلبه فلم يبكي ولم يحزن ولم يشعر بأي شيء على الإطلاق، وبعد موت والدته بيوم واحد فقط بدأ بممارسة حياته بشكل طبيعي كأن شيء لم يكن ثم تبدأ حياته بالتغيير حينما يبدأ بسلسة من جرائم القتل دون أن يشعر بأدنى شعور من الذنب أو الخوف مما يرتكبه، ويقع في النهاية في قبضة السلطات التي تحكم عليه بالإعدام برغم من المحاولات المستميتة التي بذلها محاميه لينقذه من هذه الورطة، إلا أن هيئة المحكمة ترى أنه لا يشعر بالذنب لما فعله لذا لا يستحق سوى عقوبة الإعدام.
  • وقبل تنفيذ حكم الإعدام يذهب إليه قس ليحاول إرشاده للإيمان، فتكون هذه نطقة تحول أخرى تبع في النفس الكثير من التساؤلات حول الشخص إن كان جاني أم مجني عليه.

رواية الجريمة والعقاب

  • للكاتب فيودور دوستويفسكي.
  • من روائع الأدب التي حاول الكاتب من خلا أحداثها الغوص في النفس البشرية وتسليط الضوء على ما تحمله من دوافع للخير ودوافع للشر، وكيف يمكن للمرء بأن يجد مبررات ودوافع أخلاقية لأشنع الجرائم وأبشعها، كما يبين الكاتب هنا دور الضمير وكيف يمكنه أن يكون الصوت الذي يظل ينبعث من أعماق قلبك ليذكرك بالحقيقة التي تحاول إنكارها طوال الوقت.
  • تدور أحدثا الرواية حول قصة شاب يدعى راسكولنيكوف درس الحقوق وبرع بها لكن كان يعيش في فقر مدقع، وذات يوم قرر أن يقتل سيدة جشعة تمتلك ثروة طائلة بدافع أنه سيستخدم هذه الأموال في أعمال الخير وفي تخليص نفسه وعائلته من هذه الحياة الصعبة، وبعد صراع طويل مع ضميره ينفذ جريمة القتل بالفعل ويتمكن من الهروب منها، لكن الخوف الذي يسيطر عليه يمنعه من التمتع بما حصل عليه من أموال والتي لم تكن بالشيء الكثير بالفعل.
  • لكن يكشف أمره شخص ما ويهدده بأنه سيفضح أمره وبعد محولات عديدة يقتنع بأن عليه الذهاب والاعتراف بكل ما حدث قبل أن يقوم هذا الشخص بتسليمه، لكن في الطريق يعرف أن هذا الرجل قد انتحر إذاً يمكنه الهرب الآن إلا أن ضميره يدفعه لمواصلة الطريق والمثول أمام السلطات والاعتراف بجريمته. [1]

روايات ملهمة

رواية التحول

  • واحدة من أفضل أعمال الكاتب فرانز كافكا.
  • حاول الكاتب من خلال هذه الرواية الخيالية تجسيد العديد من المعاني الفلسفية في الحياة خاصة كيف يمكنها أن تكون قاسية لحد لا يمكن تصوره، وكيف يمكن للبشر التغيير فجأة من حال إلى حال مع نفس الشخص الذي لطالما حملوا له المحبة والتقدير.
  • تدور أحداث الرواية حول رجل بسيط يعمل كتاجر وهو المعيل الوحدي لعائلته يستيقظ كل في الصباح الباكر ليلحق بالقطار ويجوب المدن ليبيع ما بحوزته ليعود في نهاية اليوم بالقليل من المال بالكاد يكفيهم، لكن في أحد الأيام يستيقظ ويجد نفسه قد تحول لحشرة غريبة ومخيفة يظن في البداية أنها كابوس لكن بمرور الأيام يكتشف أنه صار أمراً واقعاً.
  • يستمر الكاتب في عرض تفاصيل الحياة اليومية لهذا الرجل الذي هجرته عائلته وصارت أكثر رغباتهم هي التخلص منه فقد كان معيلاً لهم في الماضي أما الآن فصار عائلاً عليهم، وفي ظل تخلي الجميع عنه لم يبقى بجواره  سوى أخته لكنها سرعان ما تمل منه وتبتعد عنه شيء فشيء لينتهي أمر هذا الرجل بالموت وحيداً وهي النتيجة الطبيعية لمثل هذه الحياة.

كتب فلسفية

رواية 1984

  • للكاتب جورج أورويل.
  • من خلال هذا الرواية يجسد الكاتب مشاعر الخوف والرهبة الناتجة عن المراقبة المستمرة التي يتعرض لها البشر وكيف يمكنها أن تؤثر على حياتهم، كما يتطرق للحديث عن السلطة المطلقة ومساوئها وكيف يمكن أن تؤثر على من يتمكن منها وتبدله.
  • تدور أحداث الرواية حول دولة دكتاتورية تقوم بمراقبة جميع المواطنين بها للتأكد من انصياعهم لأوامر الحاكم وتنفيذ جميع تعليماته، فيراقب أفكارهم وأحلامهم حتى الأحاديث التي يمكن أن يهمسوا بها لأنفسهم.
  • ثم تنقلب الأمور رأساً على عقب حين يقرر شاب الثورة ضد هذا الزعيم فلا يجد من يسانده في ذلك فالجميع خائفون، فيتعرض لعقوبة شديدة جزاءً له على معارضته.

رواية المحاكمة

  • رواية للأديب فرانز كافكا وهي واحدة من أفضل أعماله.
  • يجسد الكاتب من خلال هذه الرواية الكثير من الأفكار الفلسفية التي تتمحور حول الشعور بالذنب والقلق وكيف يمكن دفع شخص للإحساس بالذنب حتى في حال عدم ارتكابه لما يدعو لذلك.
  • أحداث الرواية تدور حول شخص يدعى “جوزيف” يعمل كأمين صندوق لواحد من البنوك وفي يوم يجد نفسه موقوف ويعرض للمحاكمة دون أن يعرف ما سبب محاكمته وما هي التهم الموجه إليه، ويظل كافكا يسرد أحداث الرواية دون أن يكشف للقارئ عن التهم التي يحاكم على إثرها جوزيف.
  • يحاول جوزيف طوال الرواية البحث عن السبب وراء اعتقاله وتقديمه للمحاكمة لكن دون جدوى، فيرى أن هذه المحاكمة سخيفة وهزلية وبالرغم من ذلك يظهر لنا كافكا شعور جوزيف بالفعل بالندم والذنب والتقصير بالرغم من أنه لم يرتكب أي شيء ولم يعرف حتى لما تتم محاكمته.
  • وهنا يدفعنا الكاتب لتساؤل جديد وهو مدى تأثير العوامل الخارجية علينا وعلى قراراتنا في الحياة وكيف يمكنها أن تغير مسار الحياة بأكمله دون أن نشعر بذلك، فيحاول كافكا من خلال هذه الرواية تصوير قلق البشر من حقيقة الوجود والهدف من الحياة.[1]

رواية سدهارتا

  • واحدة من أفضل الأعمال الأدبية للكاتب هيرمان هسه.
  • يجسد الكاتب من خلال هذه الرواية سعي كل شخص في هذه الحياة في البحث عن هويته الحقيقية والمغزى من وجوده في هذه الحياة بعيداً عن كل المغريات التي تحيط به والتي لا تمحنه هويته الحقيقية كما يظن.
  • تدور أحداث هذه الرواية حول شاب ينطلق في رحلة للبحث عن ذاته بعيدًا عن كل الأشياء من حوله التي ظن أنه يستمد هويته منها لكنها ومع وجودها من حوله لا زال يشعر بالفراغ الداخلي وبأنه لم يجد ضالته بعد، لذا يقرر الرحيل بعيداً عن عائلته ويتوجه لأحد الأنهار وهناك يتمكن من الاستماع لصوت يتضح أنه صوته الداخلي الذي يدفعه للانطلاق في رحلة البحث عن ذاته، فيخوض الشاب مغامرة مليئة بالمعاناة حتى يصل في النهاية للحكمة من كل ما مر بها.[2]