استراتيجية تركيب المعلومات

عبر العقدين السابقين ؛ ظهر عدد كبير جدًا من الاستراتيجيات و

النظريات العلمية الحديثة

التي تصب بالكامل في صالح العملية التعليمية وتسعى إلى مساعدة الطالب على تحصيل القدر الأكبر من الفائدة عبر العملية التعليمية والتركيز على رفع وتنمية الجانب الفكري والإدراكي والإبداعي أيضًا لدى الطالب ، وهي استراتيجيات تدحض

الاستراتيجيات التعليمية

التقليدية التي كان الطالب بها عبارة عن اله يتم ملئها بالمعلومات الضخمة دون أن يتم تحقيق الفائدة التعليمية أو التربوية المُرجوّة منها ، ومن أهم هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية تركيب المعلومات .

استراتيجية تركيب المعلومات

تقوم هذه النظرية على إعطاء المتعلمين مجموعة من المعلومات وشرح جزء منها ، ومن ثم تقوم مجموعات الطلاب بالعمل على حل بعض الأسئلة المرتبطة بهذا الدرس من خلال بعض المفردات والمعلومات التي يوفرها لهم المعلم ؛ حيث يقوم الطلاب بتحليل تلك المعلومات والتفكير بها جيدًا ، ومن ثم الوصول إلى حل وعرضه على المعلم ، وهي من الاستراتيجيات التي تُساعد الطلاب على الربط بين العناصر الهامة والأساسية بالدرس و

العمل

على حلها بالاعتماد على ذاته ومن خلال المشاركة المحدودة فقط مع زملائه ، وبعد ذلك يتم جمع المعلومات والحلو التي قد توصل إليها أفراد كل مجموعة وعرضها على لمدرس لتفنيدها وتصحيح جوانب الخطأ بها إن وُجدت [1] .

تطبيق استراتيجية تركيب المعلومات

تُعد استراتيجية تركيب المعلومات من استراتيجيات التعليمية سهلة التنفيذ التي يقوم المعلم من خلالها بالخطوات التالية :

-في البداية ؛ يقوم المعلم بتقديم مجموعة من المعلومات على بعض الملصقات ووضعها داخل أظرف مغلقة أو يقوم بكتابة تلك المعلومات على السبورة .

-وبعد ذلك يقوم بتوضيح التجربة العملية أو خطوات حل التمرين في مادة الرياضيات أو أي جزء من الدرس في أ] من المواد الدراسية الخاصة بالطالب ، ويُعطي الطلاب مهلة مُحددة وفترة زمنية يتم اقتراح الحلول من خلالها .

-ومن شروط هذه الاستراتيجية أن لا يكون هناك حديث بين الطالب أثناء مدة اقتراح الحلول المختلفة للتمارين ، ولكن يُسمح فقط بتبادل الإشارات فيما بينهم حتى يفهم كل منهم مقصود الاخر بالإشارات فقط .

-وبعد انتهاء الفترة الزمنية التي يُحددها المعلم ؛ يسمح هنا للطلاب المشتركين في كل مجموعة بالتحدث والمناقشة فيما بينهم ومناقشة الحلو والاقتراحات التي قد توصل كل منهم إليها ، من أجل أن يتأكد كل طالب من إجابته دون الرجوع إلى الكتاب .

-وبعد ذلك يقوم قائد كل مجموعة أو المتحدث عن المجموعة بعرض الإجابات التي قد توصلت إليها مجموعته على

المعلم

؛ وهنا يقوم المدرس بالثناء على الطلاب في حالة التوصل إلى إجابات صحيحة ، وتصحيح الخطأ إذا أخفقت محاولات الطلاب في الوصول إلى الحل الصحيح .

-وفي النهاية ؛ يطلب المعلم من كل طالب على حدا أن يقوم بتخطيط وتظليل المعلومات المتعلقة بالتمرين في الكتاب المدرسي أو أي مصدر اخر للمعلومات الدراسية .

أهمية وأهداف استراتيجية تركيب المعلومات

هناك مجموعة من الأهداف الهامة التي يُمكن الحصول عليها عند تطبيق نظرية تركيب المعلومات [2] ، مثل :

-من خلال هذه النظرية ؛ يقوم الطالب بتحليل المعلومات بمفرده من أجل التوصل إلى الحلول المقترحة للنظرية .

-يُساعد الطالب على استخدام

لغة الجسد

body language وهذا يُساعده على تنمية هذا الجزء المهاري ، وبالتالي ؛ يكون قادرًا على التعبير عن نفسه بعد ذلك بصورة دقيقة .

-يُنمي الجانب التعاوني والعمل بروح الفريق لدى الطالب من خلال إقامة نقاش فيما بينه وبين زملائه من أجل التوصل إلى الحلول الصحيحة .

-كما أن عامل الإحباط ليس متوفر في هذه الاستراتيجية ؛ حيث انه لا يوجد مجموعة فائزة وأخرى خاسرة ، وإنما يتم مناقشة كل الاراء التي توصلت إليها مجموعات الطلاب بشكل يُساعد كل طالب على فهم التمرين أو الدرس ؛لأن الهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية التعليمية هو الوصول تحقيق المعرفة العلمية والتعاونية بينه وبين زملائه .

-كما أن هذه الاستراتيجية تُنمى لدى الطالب أهمية الرجوع دائمًا وأبدًا إلى المصدر الصحيح للمعلومة ؛ ويتم ذلك من خلال توجيه المعلم لكل طالب أن يقوم بتخطيط المراجع والمصادر الخاصة بالمعلومات في الكتاب المدرسي او المصدر الاخر الموثوق للمعلومات .

-وقد ساعد تطبيق نظرية تركيب المعلومات على خلق بيئة تفاعلية وتعاونية مليئة بالمتعة والمرح والمنافسة الجميلة بين الطلاب وبعضهم البعض من أجل الوصول إلى الحلول الصحيحة .

إرشادات استراتيجية تركيب المعلومات

هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب أن ينتبه إليها المعلم عند تطبيق استراتيجية تركيب المعلومات على النحو التالي :

-يُمكن تطبيق هذه الاستراتيجية في المواد الدراسية التي تحتوي على التجارب والتمارين المطلوب حلها والمسائل والمواد التي تحتوي على عدد من المفاهيم والتعريفات أيضًا مثل مادة العلوم ومادة الدراسات الاجتماعية .

-كما يُمكن الاعتماد على هذه الاستراتيجية أيضًا في بعض المواد الدراسية الأخرى التي تحتوي على قواعد ومفردات ومصطلحات أيضًا مثل اللغة الإنجليزية واللغة العربية وبعض المواد الأخرى أيضًا .

-وفي المواد التي تحتوي على بعض الاستشهادات من القران والسنة مثل مواد الفقه والشريعة الإسلامية ، وفي

مادة الرياضيات

أيضًا .

-يجب على المعلم أن يكون ذو طابع هادئ ومتزن عند تطبيق هذه الاستراتيجية وعدم تعنيف الطلاب عند الإخلال بشروط هذه الاستراتيجية وإنما ابتكار طريقة مناسبة للعقاب عندما يقوم الطالب بخرق قواعد الاستراتيجية .

-كما يجب عدم تناول أي مقترحات أو حلول يطرحها الطلاب بسخرية او

استهزاء بالطالب

؛ وإنما يجب تفنيد المعلومات وتوضيح أوجه الأخطاء بها بشكل تربوي سليم حتى لا يتعرض الطالب إلى الإيذاء النفسي .

-ويجب الثناء على صنيع الطلاب عندما يقوموا بطرح إجابات صحيحة ومكافأتهم أيضًا قدر الإمكان ، ويشترط عدم تهديد الطلاب بفقدان الدرجات عند الإخفاق في الإجابة على الأسئلة أو التمارين المطروحة .

عيوب نظرية تركيب المعلومات

ومن جهة أخرى ؛ هناك بعض الانتقادات التي قد تم توجيهها إلى استراتيجية تركيب المعلومات على النحو التالي :

-عند تطبيق هذه الاستراتيجية قد لا يتمكن المعلم من اكتشاف الطلاب أصحاب التحصيل الدراسي المنخفض ولا سيما أن مجموعة الطلاب تقوم بمناقشة الإجابات مع بعضها البعض قبل عرضها على المعلم ، وبالتالي ؛ فإن المعلم هنا يتعامل مع مجموعات ولذلك ؛ لا يكون قادر على تحديد مستوى كل طالب على حدا .

-تطبيق هذه الاستراتيجية من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى ترسيخ بعض المفاهيم الخاطئة في ذهن الطالب إذا لم يتم عرض المعلومات التي قد توصل إليها بشكل واضح وكامل على المعلم ، ولذلك ؛ ظل ذهنه مشغول بما توصل إليه من معلومات وليس بالمعلومات الصحيحة التي يعرضها المعلم في النهاية .

-كما أن تطبيق استراتيجية تركيب المعلومات داخل الفصل يؤدي إلى إهدار جزء كبير جدًا من وقت الحصة ؛ وبالتالي ، قد لا يتمكن المعلم من توصيل المعلومات الصحيحة بشكل كامل وشامل إلى الطلاب عند انتهاء مدة الحصة الدراسية ، وحتى يتم التغلب على هذه النقطة يقوم المعلم بتخصيص وقت قصير للطلاب من أجل اقتراح الحلول ومناقشتها وهذا أيضًا يؤثر على قدرة الطالب على

التفكير العميق

في حل التمارين الدراسية وهكذا .