معلومات عن قبيلة ثقيف

تعتبر قبيلة ثقيف من

القبائل العربية

القديمة ، والعريقة حيث قامت في غرب شبه الجزيرة العربية ، وبالتحديد في مدينة الطائف منذ عصر ما قبل الإسلام ساهمت بعدد كبير من رجالها للمشاركة في الفتوحات الإسلامية ، ونشر الدين الإسلامي فكانت لهذه القبيلة مكانة عالية ، وكلمة مسموعة ، ومركز عظيم بين كافة البشر .

فكانت مثل قبيلة قريش في العراقة ، والعظمة ، وكان هناك علاقات ، ومصالح مشتركة بينها ، وبين قبيلة قريش حيث كانت تتقاسم معها سلطان الحجاز كما وقفت ، وساندت قبيلة هوازن في

غزوة حنين

ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر كان قبل دخولهم الإسلام فكانت تقريبًا من أواخر القبائل التي اعتنقت الدين الإسلامي.

نسب قبيلة ثقيف وأصلها

تُنسب هذه القبيلة إلى ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن ، وأقرَّ النسابون إلى أن أم ثقيف هي أميمة بنت سعد بن هذيل ، وأبوه هو منبه بن بكر بن هوازن.

هناك مجموعة أخرى من النسابون قالوا أن قبيلة ثقيف تعتبر من بقايا قوم ثمود ، ولكن الغالبية لم يؤكدوا على ذلك ، وأكدوا إلى أن ثقيف هو :

قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

فليس له أي أصول من ثمود ، ولكن يعود أصله إلى فرع من فروع

قبيلة هوازن

التي تعتبر واحدة من القبائل القيسية.

وقدموا إثبات ، واستشهاد حي على هذا الأمر بحادثة عبدالملك بن مروان ، و

الحجاج بن يوسف الثقفي

عن أصلهم العائد إلى قبيلة إياد ، ولكن رد الحجاج في هذا الأمر قائلًا :

” معاذ الله يا أمير المؤمنين نحن من قيس ثابتة أصولنا باسقة فروعنا يعرف ذلك قومنا “

، وهناك العديد من الإثباتات ، والدلائل التي تؤكد أنهم ليسوا من ثمود ، ولكن يعود أصلهم للقبائل القيسية.

قبيلة ثقيف و الطائف

بدأت عملية استقرار قبيلة ثقيف داخل

مدينة الطائف

، وما حولها برحيل ثقيف عن وادي القرى الذي كان يعيش به ، وانتقاله إلى مدينة الطائف ، وعندما ذهب إلى الطائف قابل رئيسها في هذا الوقت عامر بن الظرب العدواني ، وطلب منه أن يزوجه بنت من بناته .

وبالفعل وافق عليه الرئيس ، وتزوج ثقيف ابنته ، وأنجبت له ثلاثة أولاد هم : عوف ، ودارس ، وجشم ، وبعد ذلك توفت زوجته ، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى فتزوج ثقيف أختها ، وأنجب منها العديد من الأولاد ، ومن هنا بدأ ثقيف في تثبيت أقدامه داخل مدينة الطائف .

وفي هذا الوقت كان هناك مجموعة من البشر يحسدوا ثقيف على ما هو فيه ففاز بأرض ثقيف ، وخيراتها فقرروا غزو ثقيف لأخذ الطائف منه ، وقرر ثقيف في هذه اللحظة بناء سور كبير يحيط بمدينة الطائف ليحتموا ورائه من الغزاة ، وليكون حصنًا لهم من الأعداء ، وجاء بنو عامر ليحصلوا على نصيبهم من إنتاج الأرض كما اعتادوا ، ولكن امتنعت ثقيف عن إعطائهم أي شيء فدارت بينهم المعارك ، والحروب التي أظفرت بفوز ثقيف مما ساعدهم في الحصول على مدينة الطائف ، وأصبحت لقبيلة ثقيف السيادة كاملة داخلها.

فالطائف كانت مطمع للجميع ، وذلك لأهميتها الزراعية فكانت أرضها أرض خير ، ونماء مما جعل الحرفة الأولى ، والرئيسة عندهم هي حرفة الزراعة فكانت مصدر اقتصاد الطائف ، وذلك لوفرة المياه بها ، واعتدال مناخها ، وجودة تربيتها مما جعل سر شهرتها هو إنتاج الفواكه والخضروات .

كما ظهر عندهم حرفة صناعة الجلود ، ودبغها إلى جانب الحدادة ، والتجارة ، والرعي ، و

تربية المواشي

، والحيوانات ، وكل هذه الحرف زادت من المستوى الاقتصادي الخاص بمدينة الطائف فزادت مكانتها كما زاد وضعها بين المدن المجاورة ، ومن هذه النقطة بدأت المنافسة تزيد بين مكة ، وقبيلة قريش ، وبين الطائف ، وقبيلة ثقيف.

أهم ما قيل عن قبيلة ثقيف

  • روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “

    إن فلانًا أهدى إليَّ ناقة فعوضته منه ست بكرات فظل ساخطًا ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي “

    .
  • رُويَّ عن الخليفة عثمان بن عفان أنه قال : “

    اجعلوا المملى من هذيلٍ والكاتب من ثقيف “

    .
  • روى جابر بن عبدالله الأنصاري في حرب الطائف : قالوا : “

    يا رسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم “

    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ” اللهم اهد ثقيفًا “

    .
  • كما ورد بيتًا من الشعر عن الأديب أحمد الغزاوي فقال :

    ما تزال في ثقيف بقية من الذكاء الخارق والفصاحة النادرة وما أحسبهم إذا تعلموا إلا افذاذًا عباقرة

    .

إسلام قبيلة ثقيف

كان هناك مجموعة صغيرة من المسلمين في ثقيف ، ولكن كانوا يسكنوا

المدينة المنورة

أما من كانوا بالطائف مع ثقيف فكانوا من غير المسلمين ، ولم يسلموا إلا بعد غزوة حنين عام 9 هـ فبدأت حركة الإسلام داخل قبيلة ثقيف التي كانت تعيش داخل الطائف بزيارة سيد ثقيف ، وهو عروة بن مسعود الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة 8 هـ .

وبعد انتهاء غزوة الطائف أسلم عروة ، وعاد إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، وكان يظن أن الجميع سيستجيب له ، ويطيعه في هذا الأمر ، وذلك لأن قومه كانوا يُطيعونه في كل شيء ، ولا يرفضوا له طلب فكانوا يحبونه حبًا جمًا ، ولكن ما حدث كان على عكس هذا بالمرة فذعروا من طلبه ، ورموه بالنبل حتى قتلوه.

وأخذوا يتشاوروا فيما بينهم فوجدوا أن قدرتهم لم تساعدهم لمقاتلة العرب المسلمين فقرروا أن يُرسلو رجلًا منهم إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم ، واختاروا عبدياليل بن عمرو ، وعرضوا عليه الأمر لكنه رفض ، وخشى أن يفعلوا به مثلما فعلوا مع عروة بن مسعود الثقفي ، وأخبرهم بأنه لن يفعل ذلك إلا إذا أرسلوا معه رجالًا .

وبالفعل أرسلوا معه خمسة رجال فأصبح عددهم ستة أفراد ، وعندما وصلوا إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم

حرص على أن يجعلهم يسمعوا آيات الله عز وجل ، ويروا المسلمين ، وهم يصلوا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام.

ولكن كان لهم هناك مجموعة من الشروط للدخول في الإسلام منها : عدم هدم اللات ، وترك لهم حرية شرب الخمور ، والربا ، وإعفائهم من أداء الصلاة ، ولكن رفض رسول الله هذه الشروط ، وأصبح ليس أمامهم سوى الإسلام ، وبالفعل دخلوا في الإسلام ، وطلبوا من الرسول هدم اللات لأن ثقيف لن يهدمهم بيده فقبل رسول الله ، وكتب لهم كتابًا لقومهم ، وقائدهم .

كما أوصى عليهم عثمان بن العاص الثقفي لأنه كان من رجالهم ، وأحدثهم سنًا كما كان أكثرهم شغفًا لتعلم تعاليم الدين الإسلامي ، والقرآن ، وبالفعل أسلمت قبيلة ثقيف ، ولكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فُتِنوا في دينهم ، وأوشكوا على الردة ، ولكن قال لهم أبي بكر :

” يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلامًا فلا تكونوا أول الناس ردة “

فاستجابوا لقول أبي بكر ، وثبتوا على إسلامهم ، وتمسكوا به كما امتنعوا عن الردة. [1] [2]