ما هي استراتيجية الصف المقلوب


أصبحت مدارس الدول المتقدمة والنامية أيضًا تتبنى عدد هائل من


الاستراتيجيات التعليمية الحديثة


من أجل تحقيق أقصى قدر من الاستفادة من العملية التعليمية ، وقد ظهر بالفعل عدد كبير من الأساليب التعليمية والتربوية التي تبدو بسيطة ولكنها في حقيقة الأمر تحمل دلالة كبيرة وتأثير هام على الطلبة والطالبات ، ومن أحدث هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية الصف المقلوب .


استراتيجية الصف المقلوب


تُعد استراتيجية الصف المقلوب Flipped Classroom هي واحدة من الطرائق التعليمية الحديثة المعتمدة بشكل كبير على التطور التكنولوجي ، وتم إطلاق اسم الصف المقلوب عليها ؛ نظرًا إلى أنها تعتمد بشكل كامل على (قلب) أو (عكس) الطريقة التقليدية المستخدمة في إرسال المعلومات واستقبالها بين الطالب والمعلم ، حيث يعتمد المعلم هنا على استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى يُعزز من درجة فاعلية ومشاركة الطالب في سير العملية التعليمية .


وفي ضوء استراتيجية الصف المقلوب ؛ يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بالاعتماد على نفسه دون مساعدة المعلم من أجل إكمال المعلومات المنقوصة التي يحصل عليها داخل الصف ؛ وهذا من شأنه أن يُساعد بالطبع على ترسيخ المعلومات في عقول الطلاب لأنه من حصل عليها بنفسه [1] .


أهمية استراتيجية الصف المقلوب


تأتي استراتيجية الصف المقلوب بعدد هائل من الفوائد على الطلبة والطالبات ، وهذا ما جعل واحد من بين كل 5 مدرسين على مستوى العالم يعتمد على استخدام هذه الاستراتيجية ، ومن أهم هذه المزايا ، ما يلي [2] :


-تُساعد استراتيجية الفصل المعكوس على أن يستغرق الطالب المدة الزمنية التي تناسبه من أجل فهم كل نقطة أو معلومة ، وهذا لا يحدث في الطرق التقليدية ؛ لن الطالب يكون هنا مُلزم بالوقت الذي يُحدده المعلم لشرح كل معلومة خلال الحصة الدراسية .


-الاعتماد على ملفات الوسائط المتعددة مثل الصور ومقاطع الفيديو والعروض التقديمية وغيرهم من شأنها أن تُساعد الطالب على استرجاع أي مقطع أو صورة أو مخطط لتأكيد المعلومة في ذهنه متى أراد ذلك .


-تُساعد الاستراتيجية على تخفيف الضغط على المعلم وعلى الطالب أيضًا ؛ حيث أن المعلم لن يكون مُطالبًا بجمع كافة المعلومات وتقديمها جاهزة للمعلمين وإنما وره هنا يلخص في التوجيه والإرشاد ووضع العناوين الأساسية فقط ، كما أن الطالب لن يُعاني من إلزامه بالتركيز وتخزين كم هائل من المعلومات خلال الحصة الدراسية ، وإنما سوف يتعلم النشطة والمعلومات المختلفة بشكل تدريجي عندما يقوم بالبحث عنها بنفسه .


خطوات تنفيذ الفصل المقلوب


يُمكن أن يم تنفيذ استراتيجية الصف المعكوس من خلال الخطوات التالية الذكر :


-يتم اولًا تحديد اسم وعنوان الدرس المراد البحث به وقلب الصف فيه ، ولكن لا بُد أن يكون هذا الدرس قابلًا للعكس .


-ويلي ذلك القيام بتحليل المحتوى إلى مجموعة من المعارف والمهارات والقيم وطرح مجموعة من المفاهيم الهامة المتعلقة بموضوع الدرس .


-وبعد ذلك يتم إنشاء مقطع فيديو إما تعليمي أو تفاعلي يتضمن توضيح للمادة العلمية المتعلقة بالدرس ويجب أن يكون مُسجلًا بالصوت والصورة وأن لا يزيد عن 10 إلى 15 دقيقة على الأكثر .


-يتم رفع مقطع الفيديو على أحد مواقع الويب أو إعطائه للطلاب على إسطوانة مضغوطة أو قرص مدمج أو أي وسيلة أخرى من أجل أن يطلعوا على هذا الفيديو في المنزل في أي وقت .


-من خلال هذا الفيديو ؛ يحصل الطلاب على أهم المفاهيم والمفردات ويقومون بالبحث عنه معاني هذه المفاهيم عبر الكتب والمراجع ومواقع الويب ، وفي الحصة التالية ؛ يقوم الطلاب بأداء بعض الأنشطة المتعلقة بما توصلوا إليه من مفاهيم ومعاني مُسبقًا ، مع إعداد المشاريع المختلفة أيضًا في ضوء ما فهمه كل طالب حول الدرس


-يتم ذلك تحت إشراف المعلم ، وفي النهاية ؛ يقوم المعلم بتقييم كل طالب والتعرف على مدى استيعاب الطالب للمعلومات التي بحث عنها وتمكن الطلاب أيضًا من الوصول إلى معاني ومفاهيم صحيحة حول موضوع الدرس .


إيجابيات استراتيجية الفصل المعكوس


-يكون الطالب قادرًا على تطبيق المعلومات التي توصل إليها عبر الواجبات المنزلية خاصته ، وهذا يقضي على مشكلة نسيان المعلومات التي يوردها لهم المعلم أثناء الحصة حيث أن الطالب هنا هو مصدر المعلومة وليس المعلم ، وبالتالي يكون تطبيق الواجبات أمرًا أكثر سهولة وفائدة في نفس الوقت .


-أشارت الكثير من


الإحصائيات


والاستقصاءات إلى أن الطلاب الذين قام معلمهم بتطبيق فكرة الصف المعكوس عليهم تحسن أدائهم ومدى استيعابهم بنسبة خطت الـ 88 % ، غير أن نحو 99 % من المعلمين الذين طبقوا هذه الاستراتيجية أعربوا عن عزمهم على تطبيقها مات اخرى في كافة الأعوام الدراسية القادمة .


سلبيات استراتيجية الصف المقلوب


ومن جهة أخرى ؛ هناك بعض العوارض والتحديات التي تواجه استراتيجية الصف المقلوب ، مثل :


-يُعتبر تصميم نموذج تعليمي من خلال عمل مقطع فيديو احترافي يُقدم مادة علمية مناسبة وفعالة وفي نفس الوقت يكون ذو درجة وضوح جيدة ومدة زمنية قصيرة ، والتوصل إلى أسهل طريقة لتوصيل هذا الفيديو إلى جميع الطلاب قد يستغرق وقت طويل جدًا وخصوصًا عند تطبيق هذه الاستراتيجية للمرة الأولى .


-هناك فروق فردية بين الطلاب وبعضهم البعض ؛ وبالتالي ؛ قد لا يتمكن المعلم من التعرف على مدى استيعاب الطالب للشرح المقدم عبر الفيديو وقدرته على البحث عن المعلومات ولا سيما أن متابعة الفيديو تتم من المنزل حتى يستند إليها الطلاب في البحث عن المعلومات ، وهذا أمر قد يُقلل من حجم الفائدة العائدة على الطلبة والطالبات أصحاب المستويات التحصيلية المنخفضة .


-ومن المؤسف أنه على الرغم أن جميع الأطفال يعشقون ممارسة


الألعاب الإلكترونية


واستخدام برامج الحاسوب ؛ إلا أن الكثيرين منهم لا يتقبلون التعليم وفق الصف المعكوس ويُعانون من الإحباط وعدم الرغبة في اتباع هذا النوع الجديد والمختلف من الأساليب التعليمية .


-كما أنها تتطلب أن يكون كل من الطالب والمعلم على دراية بأسس استخدام البرامج ومحركات البحث وبرامج تحرير الفيديو وبرامج معالجة النصوص ، وهي أمور تغيب عن عدد كبير من الطلاب أيضًا وخصوصًا في مراحل التعليم الأساسية .


-هناك بعض المقررات الدراسية والمواد والدروس التي يصعب تطبيق هذه الاستراتيجية عليها وخصوصًا مادة الرياضيات التي تطلب قدر من الشرح المباشر للطلبة والطالبات مع عدم تمكن الطلاب من الوصول إلى طرق وأساليب حل المسائل الرياضية دون وجود مساعدة مبدئية من المعلم داخل الصف .


-بعض أولياء الأمور لا يمكنهم استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة أو التعامل مع برامج الحاسوب ، وبالتالي ؛ لا يتمكن الطالب في المنزل من الوصول إلى مقطع الفيديو أو إجراء البحث عبر محركات البحث على الويب وغيرها ، وهذا بالطبع يمثل عائق أمام الطالب في مسايرة أصدقائه في الأنشطة المختلفة داخل الصف .


ويُذكر أن استراتيجية الصف المقلوب تُعد من أنجح الاستراتيجيات التعليمية الحديثة المعتمدة بشكل كبير جدا على التكنولوجيا وتطورات العصر ، وهذا ما جعلها من أكثر الأساليب التعليمية المنتشرة في عدد هائل من المدارس ، حيث يتم تطبيقها في مدارس أوروبا وأمريكا ، وقد بدأت العديد من المدارس أيضًا داخل المملكة بعض الدول العربية في تطبيق هذه الاستراتيجية أيضًا نظرًا لما حققته من فاعلية وفائدة فائقة لكل من الطالب والمعلم .