طرق دفع البلاء

الدنيا هي دار ابتلاء والله – عز وجل – جعلنا نعيش فيها أشد أنواع المعاناة حتى نعلم أنه لا راحة ، ولا سعادة إلا في الأخرة ، كما يجب علينا أن نعلم أنه لا يمكن أن يكشف عنا البلاء سوى الله – عز وجل – فهو الذي يعاملنا بفضله وكرمه دائماً فيجب أن نؤمن أنه لا يقدر على رفع الضر عنا سواه ، وهناك مجموعة من المفاتيح ، والطرق التي يمكن لها أن تساعدنا على رفع البلاء الذي قدره الله لنا .


طرق دفع البلاء

مثل ما خلق الله الداء فأنه قد خلق له الدواء ، لذلك فأن هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن للعبد المسلم أن يتسلح بها ، ويجعلها وقاية له ، وشفاء من كل بلاء في هذه الدنيا ، ولكن يجب أن يعلم المسلم أن البلاء في ظاهره يكون نقمة ، ولكنه في الحقيقة نعمة من الله – عز وجل – فأن كل ألم يعصر قلب الإنسان ، وكل بلاء ينزل به يكون له أجر كبير من الله ، أن صبر واحتسب ، وظن بالله خيراً  ومن أهم ما يمكن أن يدفع به المسلم البلاء هو : [1]


تقوى الله تعالى

التقوى هي ما وقر في القلب ، وعملت به

الجوارح

، لذلك فليس هناك الكثير من الناس يتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة من الإيمان فأن الله – عز وجل – يقول في كتابه الكريم : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) ، فإن تقوى الله هي من أكبر الأسباب التي يمكن أن يرفع الله عنك البلاء بها ، ويرفعك إلى منازل عالية في الآخرة .


الدّعاء

هناك الكثير من الأحداث التي وردت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الدعاء وكان من أهمها أنه لا يقدر على

رد البلاء

إلا الدعاء ، فأنه صلة بين العبد وربه ، والله – عز وجل – يستحي أن يرفع العبد يديه إليه ورده ، فأنه سميع مجيب الدعاء ، ومن المؤكد أن هناك الكثير من القصص التي تدور حولنا تثبت أن الدعاء يصنع المعجزات ، فكما قال ابن القيّم عن بركة الدّعاء : (والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدوّ البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه أو يخففه إذا نزل ) .


كثرةُ الاستغفار

الاستغفار هو من أنفع الطرق التي يمكن أن تعبر المصائب ، والابتلاء ورددت الكثير من القصص الحقيقة من الصحابة ، والتابعين رضوان الله عليهم عن

فضل الاستغفار

، وما يمكن أن يفعله في حياة الإنسان فأن الله  – عز وجل – قال : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ، فالله – عز وجل – يخبرنا في هذه الآية أن المستغفرين لا ينالهم عذاب الله في الدنيا أو في الأخرة ، وأن الاستغفار من أفضل الأسلحة التي يدفع بها البلاء .


الصّلاة بخشوع وحضور

الرسول – صلى الله عليه وسلم – أكثر ما كان يوصى به الصحابة – رضوان الله عليهم – أن يصلوا كثيراً حتى يرفع الله عنهم الضر ، والبلاء ، و أمرنا أن نصلى عند كل خسوف شمس أوكسوف قمر فقال -صلى الله عليه وسلم – : (فافزَعوا للصلاةِ) ، وجاء  في رواية أخرى: (فصلُّوا حتى يُفرِّجَ اللهُ عنكم).




دفع البلاء بالصدقة



يجب أن يعلم المؤمن أن دفع البلاء يكون من جنس الشيء الذي ابتلاك الله  – عز وجل – فأن كنت مريضاً فساعد في شفاء مريض من مرضه ، وأن كنت لا تنجب فتصدق على يتيم ، وأن كنت تريد أن يغنيك الله حتى تحقق ما ترجوه فتصدق على الفقراء ولو بالقليل ، والله يضاعف لمن يشاء ، إذاً


الصدقة


هي محور من أهم المحاور التي يمكن أن يكشف الله عنك بها البلاء ، ويطهرك من الذنوب ، وقد أمرنا المختار – صلى الله عليه وسلم – بالصدقة في الكثير من الأحاديث . [1]


حُسْن الظّن بالله

  1. الخطأ الذي يقع فيه أغلب الناس في الحياة هو أنهم عند وقوع البلاء يظنون أن هذه هي نهاية الدنيا ، وأن الله ابتلاهم بهذا لأنه لا يجبهم ، ولكن معاذ الله فإن الله يرسل البلاء لنا رحمة حتى يطهرنا من الذنوب ، ويجب على المؤمن أن يتوكل على الله – عز وجل – ويقول أنا لله وأنا إليه راجعون عند نزول البلاء في أي وقت ويحسن الظن بأن كل قضاء الله خير وأن أحزنه .
  2. وهناك الكثير من قصص الأنبياء التي تبين أن الصبر ، والتوكل على الله – عز وجل – هو مفتاح النجاة في كل وقت.
  3. ولنا في قصة موسى -عليه السّلام- عبرة عندما وقف وقومه ، والبحر من أمامهم ، وجنود فرعون من خلفهم وقال بعضهم : (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) ، فقال موسى -عليه السّلام- وهو في غاية الثقة بالله -تعالى- وحُسْن الظّن به: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ، فكان نتيجة لحسن ظنه أن نجاه الله – عز وجل – من الغرق ومن آمنوا به ، وحدثت معجزة من المعجزات الأكبر على مر التاريخ ، وهي

    انشقاق البحر

    ليعبر منه موسى ومن معه بأمان ، وينغلق عندما يعبر منه قوم فرعون .
  4. ولنا في نوح – عليه السلام – عبرة وآية عندما كان يصنع سفينة في الصحراء القاحلة قال: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) ، فلم يتأخّر فرجُ الله -تعالى- له، حيث قال الله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ*وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) ، وكانت نجاة لنوح – عليه السلام – وكل من أمن به من قومه .


دعاء رفع البلاء والهم

  1. يالله أنت حسبي ، و وكيلي أثق أنك سوف تزيل عني

    الهم

    ، والبلاء ، وتلطف بي فأنك أنت من نجيتني من أكبر الهموم ، والبلاء ، وستفعل في هذه المرة ، لك الحمد على من أنا فيه ، وعلى ما مر أو ما سيمر في عمري.
  2. أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، وأنت القادر على كل شئ أنت القادر على أن ترفع عني البلاء ، وترزقني العفو ، والعافية في الدنيا ، وتفرج همي وكربتي ، وتزيل عني كل ما أنا فيه من هم ،وبلاء يا أرحم الراحمين .
  3. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول عند البلاء ، والهموم اللهم إنّي عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي ، وقد أخبرنا أنه ما من أحداً يقول هذا الدعاء إلا أذهب الله عنه همه . [2]