صلاة العيد في المنزل

صيغة الآذان التي انتشرت في الفترة الأخيرة بسبب الفترة العصيبة التي يمر بها العالم أجمع لعدم اجتماع الناس في المساجد والتقارب فيما بينهم ، وهو ما يساعد على انتشار فيروس كورونا الذي حل بلاء على البلاد الأوربية ، والعربية ، فكان من الأولى منع التجمع لصلاة العيد حتى لا يحدث تقارب أكثر ، حيث أنه من المعهود في


صلاة العيد


أن يجتمع المسلمون في مكان واحد في الخلاء ، وتقفل المساجد لأن السنة أن تقام صلاة العيد في الخلاء ، ولكن الدين الإسلامي جاء شاملاً كاملاً ، وأجاز لنا أن نصلى صلاة العيد في المنزل أن كان هناك أمر طارئ ، أو حدث كبير يمنع من الصلاة ، وحتى أن فاتتك الصلاة .


كيف أصلي صلاة العيد

أتفق العلماء على أنه من المستحب إقامة صلاة العيد في جماعة ، حيث أنه يعد من مظاهر الاجتماع ، والألفة ، والفرح بين المسلمين ، ولكن من فاتته الصلاة فيجوز له أن يصليها في المنزل منفرداً ، وهذا على أغلب رأى أغلب أهل العلم ، وهناك من قال أنها لا تصح إلا في جماعة ، ولكن الرأي الراجح أنها تجوز في المنزل ، كما قال الإمام النووي ، وتكون مثل صلاة العيد في جماعة ولكن ليس بعدها خطبة ، فيصلى الفرد ركعتين ، ولكن أختلف العلماء في عدد التكبيرات فمنهم من قال أنه يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات من بينها تكبيرة الإحرام ، ومنهم من قال أنه يكبر سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، أما في الركعة الثانية فإنه يكبر خمس تكبيرات بدون تكبيرة القيام ، ويقرأ في الركعة الأولى الفاتحة و سورة الأعلى أو سورة ق ، وفي الثانية سورة  الفاتحة وبعدها


سورة الغاشية


أو القمر . [1]


صلاة العيد منفردا في المنزل

شعائر الله – عز وجل – أحق أن تقام وأن تعظم فأن الله جل وعلا يقول في كتابه الكريم : ( لذلك ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب ) ، لذلك يجب على المسلم أن يكون حريصاً على إقامة الشعائر الدينية ، وخاصة صلاة العيدين حيث أنها تساعد على إدخال السرور والفرح على قلوب الكبار ، والصغار ، ولكن أن فاتته الصلاة في جماعة ، أو حدث أمر يمنع من الصلاة في جماعة فيجب أن يقيمها في المنزل منفرداً ، أو مع أهل بيته ، ويأم الصلاة بهم ليحصل لهم البركة بإقامتها ، كما تعم الفرحة والسرور عليهم . [2]


حكم صلاة العيد

اتفق جمهور العلماء على أن صلاة العيد مشروعة ، وجائزة إلا أنهم اختلفوا في حكمها  في رأي الشافعية والمالكية أنّها سُنّة مؤكدة ، وهذا لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يتركها ولا مرة في حياته ، وكان حريصاً على أن يرديها دائماً ،  ولكن الأحناف أقروا بأنها واجبة لذات السبب الذي أعتبرها المالكية ، والشافعية سنة مؤكدة ،  وأكدت الأحناف على أنه يجب أن تصلى في جماعة ، ولا يجوز أن تقام في غير جماعة ، ولكن الحنابلة قالوا أنها فرض كفاية أن أدها البعض سقطت عن الآخرين ، وهذا أصح الآراء . [2]


وقت صلاة العيد

اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العيد يكون بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح ، وهذا لأن الصلاة وقت الشروق مكروة بإجماع أهل العلم ، ومن المستحب أن تكون صلاة عيد الأضحى باكراً عن عيد الفطر حتى يكون هناك متسع لذبح الأضحية ، وأن يتم تأخير صلاة عيد الفطر حتى يكون هناك متسع لإخراج زكاة الفطر . [3]


سنن وآداب العيدين

العيد هو من أهم المناسبات التي جعلها الله لإدخال السرور والفرح على قلوب المسلمين ، ويجب أن يكون الاستعداد له على قدر كبير من الأهمية ، والفرحة ومن أهم الآداب التي يسن للمسلم أن يفعلها في العيدين : [4]


الاغتسال قبل الصلاة

فقد صح في الموطأ وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى وذكر النووي -رحمه الله – أن أهل العلم اتفقوا على أنه من المستحب أن يغتسل المسلم يوم العيد ،  وهذا لأنه من المستحب أن يغتسل المسلم قبل الجمعة ، وفي التجمعات إذا فالأمر أولى في العيد .


الطعام قبل الفطر وبعد الصلاة في الأضحى

  • ومن أهم السنن قبل صلاة عيد افطر أن يأكل المسلم تمراً قبل الخروج للصلاة  لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا  .
  • والحكمة من هذا لأنه من المحرم الصيام في أول أيام العيد ، والأكل فيه إنذار بانتهاء الصيام الذي كان في رمضان .
  • وليس شرطاً الإفطار على تمر ، وأنما يجوز أكل أي شيء آخر.
  • ولكن في صلاة عيد الأضحى يستحب أن كان الشخص له أضحية أن لا يأكل حتى يرجع من الصلاة ويأكل من أضحيته.


التكبير يوم العيد

  • وهو من أهم السنن في عيد الفطر ، وهذا  لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
  • وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .
  • وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ).
  • ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
  • وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق .
  • وروى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد.


التهنئة

  • عن جبير بن نفير ، قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . قال ابن حجر : إسناده حسن .
  • التهنئة هي من أهم المظاهر التي تساعد على تقوية الروابط بين المسلمين ، وتبعث على الألفة والمحبة بينهم .
  • وأقل ما يقال في موضوع التهنئة أن تهنئ من هنأك بالعيد ، وتسكت إن سكت كما قال الإمام أحمد رحمه الله : إن هنأني أحد أجبته وإلا لم أبتدئه .


التجمل للعيد

  • عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .
  • وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة .


الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ .