الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب

الشمال والجنوب هما مصطلحان جغرافيا تجدها دائما في خريطة العالم ، يتم استخدامهما لمعرفة الاتجاهات، لكن الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب لا ينتمي لهذا المعنى الجغرافي، فهو يحمل مدلول آخر، فهذا المصطلح يستخدم للتفرقة بين الدول المتقدمة والدول النامية، كما أنه ليس المصطلح الوحيد في هذا السياق، فهناك الكثير من المصطلحات التي تسير على هذا النهج.

الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب

دول الشمال ودول الجنوب يشكلان العالم أجمع، من حيث المساحة وتعداد السكان، وقد بدأ استخدام هذان المصطلحين في بداية السبعينات من القرن الماضي، فهما متضادان في المعنى، لكن يوضحان التناقض والفرق بين دول الشمال ودول الجنوب.

يضع هذان المصطلحين الدول التي بينها تشابه كبير في الخصائص الاقتصادية والتاريخية، داخل مجموعة واحدة، لكنه لا يضع تعريف محدد ودقيق لهذين المصطلحين، فقد اختلف التعريف الحالي عن التعريف السابقة لهما.

مصطلح دول الشمال

كان مصطلح دول الشمال في السابق يعني قارة أوروبا وشبيهاتها من الدول، فكان يضم دول مثل كندا ونيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة، ولم تكن اليابان ضمن هذه الدول الشمالية، على الرغم من تقدمها في العديد من المجالات.

لكن شهدت السنوات المتتالية انضمام دول أخرى لهذا المصطلح، في الفترة الأخيرة، فقد استطاعت بعض دول شرق أسيا أن تدخل ضمن هذا التعريف، منها كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان.

مصطلح دول الجنوب

يصف هذا المصطلح الدول النامية، ويساعد في توضيح الفرق بين دول الشمال و


دول جنوب الكرة الأرضية


فعند البحث عن أمثلة لدول انتقلت من التصنيف كدول شمالية، إلى التصنيف الأدنى كدولة جنوبية، فلن تجدها في العصر الحديث.

لكن يمكن اعتبار دولة الأرجنتين أحد هذه الدول، فقد انتقلت في الاتجاه المعاكس قبل قرن من الزمان، من أحد أغنى الدول في العالم، إلى دولة ذات مستوى اقتصادي متوسط.

التصنيف الدقيق لدول الشمال والجنوب

من الصعب إيجاد طريقة توضح الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب بشكل واضح، وتضع معايير يمكن من خلالها تصنيف الدول بشكل دقيق كلاً تبع مجموعته، ويمكن أخذ دولة وروسيا كمثال توضيحي

روسيا

  1. قبلت


    مجموعة دول السبعة


    7G الاقتصادية دولة روسيا، وتم ضمها للمجموعة ليتغير اسمها إلى مجموعة دول الثمانية 8G.
  2. والتي كانت تضم أغنى دول العالم، والأكثر تحكم في الاقتصاد العالمي، وهم كندا والولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة فرنسا واليابان وإيطاليا.
  3. على الرغم من أن معايير الشفافية والحرية السياسية لدى روسيا محدودة، على عكس باقي المجموعة.

مصطلحات لوصف دول الشمال والجنوب

توجد العديد من المصطلحات تستخدم لوصف الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب منها على سبيل المثال

  1. مصطلح الدول المتقدمة لوصف دول الشمال، والدول النامية لوصف دول الجنوب.
  2. مصطلح دول الغرب لوصف دول الشمال، والتي تعتبر اليابان وأستراليا واحدة من هذه الدول في الوقت الحالي.
  3. مصطلح العالم الأول والذي يصف دول الشمال، والعالم الثالث لوصف دول الجنوب.

الموقع الجغرافي لدول الشمال والجنوب

هذا المصطلح لا يعد خيار مثالي لوصف الموقع الجغرافي لهذه الدول، لكنه لإظهار الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب فما يطلق عليها دول الجنوب توجد في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، مثل دولة نيجيريا ودولة الهند.

وعلى الجانب الأخر توجد الدول الشمالية، في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، مثل نيوزيلاندا وأستراليا، على الرغم من أنهما أعضاء في منظمة التعاون والتنمية- التعاون الاقتصادي OECD، منذ فترة طويلة.

مصطلح العالم الأول

ظهر هذا المصطلح في السبعينات من القرن العشرين، ليعترف لدول الشمال بالقوة الاقتصادية والسياسية، وإبراز الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب وتأكيد نفوذها على


دول العالم الثالث


، أو ما يطلق عليها دول الجنوب، ويعد هذا المصطلح نوع من الرد على حالة الاستياء المتزايد بسبب المصطلحات القديمة.

والتي تعتبر إهانة لدول الجنوب، رغم الاعتراف بأن دول الجنوب هي الموطن الأصلي لأغلبية سكان العالم منذ القدم، ويعد الأعلى في معدلات الخصوبة والتي انخفضت بشكل كبير في دول الشمال، والتي مازال يطلق عليها مصطلح عالم الأغلبية.

الأصل في مصطلح العالم الثالث

ظهر هذا المصطلح بعد أن قام كولين كلارك بنشر شروط التقدم الاقتصادي سنة 1940، ووصف العالم في القرنين السابقين، بأنه مكان بائس شديد الفقر، حيث أن العالم أجمع كان فقير بدرجة كبيرة.

وكان العالم مقسم إلى مجموعة من الامبراطوريات، تمتلك مركز ذو طابع حضاري، لكن باقي الدولة ذو طابع بدائي وقد يكون في بعض الأحيان بربري، ومن نتائج هذه الدراسة ما يلي

  1. لم يفكر سكان دول الشمال في دول الجنوب، وعندما التفتوا لهم نظروا إليهم نظرة تعالي.
  2. تم اعتبار سكان دول الجنوب بأنهم الأدنى في المرتبة من سكان الشمال، وذلك بسبب لون البشرة، أو الجهل وقلت المستوى التعليمي.
  3. احتلال هذه الدول وابعاد رعاياها عن مصادر القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
  4. لم تحظي بلدان الدول النامية بالاحترام والتقدير الكافي، ولكن تم إخضاع سكانها لقوة العالم الأول.

معنى مصطلح العالم الثالث

قام المؤرخ الاقتصادي والديمغرافي الفرنسي ألفرد سوفي المتخصص في علم الإنسان، بتقسيم العالم إلى ثلاث طبقات تبعًا لنظام المجتمع الفرنسي قبل قيام الثورة، فكانت الطبقة الأولى للحاكم ورجال الدين، والثانية للنبلاء والثالثة للشعب.

وبدأ هذا التقسيم في سنة 1952، والذي أظهر فيه الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب وقام بعمل مقارنة، بين دول العالم الغنية والفقيرة، في التقسيم التالي

العالم الأول

هي الدول المتقدمة والغنية، صاحبة أعلى دخل للمواطن، والتي لا تتبع المنهج الشيوعي.

العالم الثاني

هي دول أقل من العالم الأول من حيث الدخل الاقتصادي للمواطن، وتتبع النظام الشيوعي، لكن متوقع لها الوصول إلى مستوى اقتصادي جيد.

العالم الثالث

هي مجموعة الدول الفقيرة التي تم اخضاعها لسيطرة دول العالم الأول عن طريق الاحتلال.

محاولات العالم الثالث للتصدي للعالم الأول

قامت العديد من دول العالم الثالث بمحاولات لتكوين تحالفات، فيما بينها لمواجهة قوة العالم الأول المتفوقة والمسيطرة على دول العالم الثالث، وقد أثبتت بعض النجاح الجزئي.

وقد أدت هذه المحاولات إلى تكون عدد من التحالفات، نذكر منها ما يلي

حركة عدم الانحياز

تكونت


حركة عدم الانحياز


في عام 1955، وذلك بعد انعقاد المؤتمر الآسيوي الأفريقي في إندونيسيا باندونج، وكان بين إندونيسيا ومصر وبورما، الهند وسيريلانكا وباكستان، وهم الدول الثلاث صاحبة النفوذ في شبه القارة الهندية.

نتائج مؤتمر باندونج وحركة عدم الانحياز

قام رئيس وزراء الهند جواهر نهرو، برفض الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بشكل صريح، والتي وصفها بالمستمرة والباردة، وأعلن عن مبدئ عدم الانحياز إلى أيًا من الطرفين، مما أدي إلى مجموعة من النتائج، منها

  1. صك العملة، وتم استخدامها في سنة 1954 لأول مرة.
  2. تطور أداء حركة عدم الانحياز، وعقد اجتماعها الرسمي الأول سنة 1961. [1]

الفرق بين دول الشمال ودول الجنوب ليس فرقًا جغرافيا، ولكنه فرق في القوة والنفوذ والثراء، ويتم استخدامه لوصف إمكانيات كل دولة، إلى جانب مجموعة من المصطلحات الأخرى التي لا تختلف كثيرًا عنه في المعنn.