ما هي دول اتحاد الجمهوريات العربية

كان اتحاد الجمهوريات العربية في الماضي فكرة معمر القذافي الذي كان يريد أن يقوم بدمج ليبيا ، مصر وسوريا معًا ، وذلك لكي يقوم بإنشاء دولة عربية متحدة ، ولكن اختلفت الدول الثلاث حول الاندماج عام 1971 ، ولكنهم أعادوا فكرة الاتحاد مرة أخرى عام 1972 واستمر حتى عام 1977 ، وتم إطلاق اسم الجمهورية العربية المتحدة على مصر حتى عام 1971 ؛ لأنها هي التي كانت مترأسة هذا الاتحاد . [1]

بداية وتاريخ اتحاد الجمهوريات العربية

عاشت سوريا عدد من سنوات الاضطراب السياسي ، وكانت تسعى إلى الوحدة السياسية مع الرئيس الراحل المصري


جمال عبد الناصر


بأي شكل من الأشكال ، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن مستعدًا وقتها لمواجهة الاضطرابات السياسية التي تحدث داخل سوريا ، لذا تردد كثيرًا بخصوص هذا الاتحاد ، ولكنه خضع في نهاية الأمر مع وضع بضعة شروط من شأنها أن تسيطر على سوريا ، وتجعلها متماشية مع الهيكل المصري ،  فعلى سبيل المثال تم تهميش الأصوات السورية بشكل فعال في النظام الجديد ، ولكن لم يستمر هذا الوضع كثيرًا حيث استقال أعضاء الحكومة السورية من مناصبهم في ديسمبر  1959.

الجمهورية العربية المتحدة 1958

الجمهورية العربية المتحدة تعتبر الاسم الرسمي للكيان التي أراد كل من مصر ، وسوريا تأسيسه ، وكما ذكرنا قامت كل من مصر وسوريا بالاتحاد في 22 فبراير 1958 ، وهذا عن طريق ميثاق الجمهورية المتحدة الذي قام بتوثيقه كل من الرئيس السوري شكري القوتلي،  والرئيس المصري جمال عبد الناصر،  وكان الأخير رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة عام 1958 ، ولكن تم إنهاء هذه الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق في 28 سبتمبر عام 1961 . [1]

الاتحاد العربي 1958

يُعرف بالاتحاد العربي الهاشمي ، وهو اتحاد جديد وتم الإعلان عنه في 14 فبراير عام 1958  ، وكان هذا الاتحاد بين المملكة العراقية ، والمملكة الأردنية الهاشمية ، وعلى الرغم من أن المملكتين كانوا تحت حكم الملك الحسين بن علي ، إلا أن كان لكل مملكة شخصية خاصة ومستقلة ، وكان لكل منها نظام حكم خاص بها ، وكان الملك حسين بن علي يُلقب بملك العرب ، وكان من ضمن شروط هذا الاتحاد أن يكون ملك العراق رئيساً للاتحاد في حالة غياب ملك الأردن والعكس صحيح ، حتى أنه نصت شروط الاتحاد على أن يكون مقر حكومة الاتحاد بصورة دورية في بغداد لمدة ستة أشهر ، وفي عمان لمدة ستة أشهر أخرى .

الجمهورية العربية المتحدة 1963

الاتحاد هذه المرة كان مخطط له ، كما أنه كان عبارة عن اندماج عدة دول عربية من ضمنها مصر ، والعراق ، وسوريا ، وقد حمل هذا الاتحاد نفس الاسم السابق للاتحاد الذي حدث بين مصر ، وسوريا حيث سمي الجمهورية العربية المتحدة ، ولكن الاتحاد هذه المرة كان مختلفًا حيث أنه كان اتحاد فدرالي

،

فبحلول نهاية عام  1961 ، كانت الدول العربية المتحدة تتضمن أيضًا المملكة اليمنية ، ولكن بعد أن قامت سوريا بالانسحاب من الجمهورية العربية المتحدة في 1961 ، أعلن أيضًا الملك اليمني الانسحاب ، وهنا أضطر الرئيس الراحل المصري جمال عبد الناصر إلى إعلان حل الجمهورية العربية المتحدة ؛ وذلك في ديسمبر 1961 . [1]

وبعد ذلك فشل الوضع في التحسن وظلت سوريا غير راضية عن فكرة الاتحاد ، وتفاقمت العديد من الأمور بسبب هذا الاتحاد حيث تم الحد من ملكية الأراضي ، وتم تأميم العديد من المؤسسات كالمؤسسات المالية ، والمؤسسات الخاصة ، وبعدها حدث إنقلاب أدى إلى الانفصال النهائي بين البلدين ، وبعدها ظلت مصر محتفظة باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى 2 سبتمبر 1971 ، بعد وفاة ناصر ، وهذا الاسم تطور إلى جمهورية مصر العربية فيما بعد .

الاتحاد السياسي 1971

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر رئيس مصر في نوفمبر 1970 ، لم يتم تطبيق أي اتفاقيات بين كل من سوريا ، ومصر ، وليبيا ، ومن بعد عبد الناصر جاء الرئيس المصري أنور السادات ، والذي اقترح استراتيجية مختلفة فبدلاً من أن ينادي إلى دولة موحدة ، نادى


أنور السادات


بإنشاء اتحاد سياسي .

وتم إجراء ثلاثة استفتاءات متزامنة حول اتحاد الجمهوريات العربية في 1 سبتمبر 1971 في مصر وليبيا وسوريا. في الاستفتاء المصري ، تمت المصادقة على الاقتراح من قبل 99.96٪ من الناخبين ، في الاستفتاء الليبي تمت الموافقة عليه من قبل 98.6٪ من الناخبين ، في حين صوت 96.4٪ في سوريا لصالحه .

وبالفعل تم تنفيذ هذا الاتحاد السياسي في أبريل 1971 ، واندمج في هذا الاتحاد السياسي كل من مصر وسوريا والسودان ، ولكن لم يفلح هذا الاندماج أيضًا ، وانهارت العلاقات بين الدول الثلاثة ، وبدأ الرئيس المصري أنور السادات أن يشعر بالقلق من موقف ليبيا ، حيث أن كل من مصر وسوريا في أكتوبر 1973 ، قاموا بشن هجوم منسق سويًا على إسرائيل بدون الرجوع إلى ليبيا وطلب المساعدة منها ، مما أدى إلى


حرب يوم الغفران


، وبعد هذه الحرب وافق أنور السادات على القيام بعدد من المفاوضات مع إسرائيل ، وأراد أن يقوم باستعادة شبه جزيرة سيناء إلى مصر مقابل أن لا يحدث أي هجمات من مصر على إسرائيل ، وبعد اتخاذ أنور السادات هذا الموقف اتهمه الرؤساء العرب بالجبن ، والخوف من إسرائيل، حيث أن القذافي غضب كثيرًا ، واتهم أنور السادات أنه قام بخيانة القضية العربية ومنذ ذلك اللحظة ، وأصبحت علاقة مصر بليبيا غير جيدة حيث كانت الاتهامات متبادلة بين البلدين ، وبدون شك تم التخلي عن العديد من المفاوضات بين البلدين لتحقيق أي وحدة فيما بينهم .