ما هي الاستحاضة

هي نزول دم من أسفل منطقة في الرحم عند المرأة في أوقات ليست هي أوقات حيض أو نفاس ، وينزل هذا الدم من السيدة قبل إتمامها لعمر تسعة سنوات أو يمكن أن ينزل بعد ذلك ، ولا يمكن أن يعرف إذا كان ذلك إستحاضة أو لا إلا إذا استمر بعد فترة الحيض أو النفاس أو يمكن أن يرتبط بهم أي يمكن أن ينزل هذا الدم بعد فترة الحيض أو النفاس ويتمر معهم [1]  .

آراء الفقهاء في الاستحاضة

مذهب المالكية والشافعية فإنهم قالوا إن فترة الحيض إذا استمرت فترة طويلة أي أطول فترة الحيض عند السيدة هي ١٥ يوم بينما أقل فترة ومدة هي ١٠ أيام ، وقال الحنفية والحنابلة في فترة النفاس إذا كانت مدة النفاس طويلة فإنه يستغرق ٦٠ يوم أي شهرين أما إذا لم تطول مدة النفاس فإنه يستهلك ٤٠ يوما ، والذي اتفق عليه جميع الأئمة والآراء أنه إذا طالت مدة نزول الدم أكثر من تلك الفترة في الحيض أو النفاس فإنه يعتبر استحاضة .

المرأة المستحاضة تختلف عن المرأة التي في فترة الحيض أو النفاس فإن المرأة المستحاضة يمكنها أداء الفروض الواجبة عليها من صيام وصلاة وما غير ذلك ، بينما المرأة التي في فترة الحيض أو النفاس فإنها لا يمكن أن تصلي أو تصوم أو تقوم بالفروض التي تشابه ذلك وذلك لأنها ليست على الطهارة الكافية لأداء تلك الفروض.

أقسام الاستحاضة

الاستحاضة ليست واحدة أي لا تأتي لكل النساء بنفس الأفعال ونفس الفترة ولكنها تختلف من سيدة لأخرى حتى تستطيع المرأة أن تعرف بسهولة فترة الحيض لديها وتستطيع معرفة الحيض والإستحاضة لديها ولا يختلط الأمر عليها بينهم ، ولكن الاستحاضة في فترة النفاس هي نفسها في فترة الحيض لا يوجد بينهما اختلاف ولكنها تختلف بين النساء ، والاستحاضة في فترة الحيض هي نفسها الاستحاضة في فترة النفاس ولهم نفس الأحكام والشروط ولا اختلاف بينهم ، والاستحاضة حالات ذكرها الفقهاء بالشرح الوافي [2] :


المبتدئة

في تلك الحالة ترى السيدة الدم الذي ينزل عليها وتكون تلك هي المرة الأولى الذي يحدث معها ذلك ولم تكن قد رأت ذلك معها من قبل ، وفي تلك الحالة ومع هذا الحدث الذي يحدث معها ولأول مرة لابد عليها وأن تعرف لون الدم الذي يخرج منها هل هو داكن اللون ويميل إلى اللون الأسود أم هو دم ولونه أحمر، ومن المذاهب التي ذكر شرحها في تلك الحالة هم الشافعية ، الحنابلة وبعض من المالكية فقيل أنه إذا كان ذلك الدم الذي ينزل هو شديد وغزيل فإن ذلك هو حيض وإن كان ذلك الدم هو خفيف فإن ذلك هو استحاضة وهي استحاضة حتى وإن استمرت فترة طويلة .

الفرق بين دم الاستحاضة ودم الحيض

يمكن أن يختلط على المرأة إذا كان ذلك دم حيض أم دم استحاضة، ويمكنها أيضا عدم القدرة على التمييز بينهم ، وفي تلك الحالة ولكي لا يختلط على المرأة عدم التفرقة والتمييز بين النوعين فإن الفقهاء وضعوا بعض الأمور والأحكام التي توضح هذا الدم استحاضة أم هو حيض:

  • لون الدم: يتدرج لون الدم ولا يكون لونه حيث يبدأ من درجة اللون الأسود أو لون الدم الغامق الذي يميل إلى الأسود ، ثم إلى اللون الأحمر، ثم إلى الأشقر أو الأحمر الخفيف أو المطفي، ثم الأصفر وينتهي إلى الأكدر الذي هو درجته فاتحة عن الأصفر أي ما بين الاصفر والابيض الداكن .
  • الثخانة: الثخانة هي قوام ولزوجة الدم ويكون قوام الدم سميك ولزج عن الدم الرقيق .
  • الرائحة: الدم الغزير والشديد تكون له رائحة غير محبوبة وتكون رائحته كريهة .
  • التجمد: دم الحيض يكون سائل ويمكن أن يكون قوامه فيه شيئ من اللزوجة ولكنه لا يتجمد ، بينما دم الاستحاضة يتجمد .

الدم الذي ينزل على المرأة ويكون في ثلاث صفات من التي سبق ذكرها فإنه يكون أقوى وأشد من الذي ذكر فيه صفتين فقط، وإن ذكر فيه كل الشروط والصفات السابقة فإن الحيض هو الذي يطبق عليه الحكم وهو الذي يكون أقوى من الاستحاضة ، ولكي يسهل على المرأة التفرقة بين أنواع الدماء وإذا كان ذلك حيض أم استحاضة فإنها لابد وأن تتبع بعض الشروط:

  1. انه لا تقل قوة وغزارة الدم فجأة بين يوم وليلة وتكون مدته أقل من مدة الحيض.
  2. ألا تستمر مدته أكثر من ١٥ يوما ( وهي الفترة المحددة لأطول فترة حيض كما ذكر جمهور الفقهاء ).


المعتادة

هي المرأة التي حدث معها حيض واغتسلت منه قبل ذلك وهي تعلم الدم الغزير القوي من الدم الضعيف وتعرف كيف تميز بين أنواع الدم التي تنزل عليها، وهنا اختلف جمهور العلماء في هذه الحالة في أداء المرأة للفروض ، وتمييزها للدم بعدها المتكررة أي بنزول الدم عليها أكثر من مرة ومن الأحكام التي ذكرها الفقهاء:

  • في مذهب المالكية والشافعية قالو أن المرأة تتبع نوع الدم الذي قامت بتمييزه إذا كان حيض أم استحاضة وذلك لأن المرأة أعلم بحالها أكثر من أي أحد وأن تمييزها له أكثر قوة من تكره معها.
  • وفي مذهب الحنفية والحنابلة قالو أن المرأة تعمل بعادتها أي كما تكرر عليها الدم مسبقا.


المعتادة غير المميزة

أي يقصد بها المرأة التي تكرر معها نزول الدم ولكنها ترى فيها صفة واحدة من صفات الدم التي تم ذكرها ولكنها لا تعرف أن تميزه بدقة حيث فقدت شروط من شروط التمييز، وقد ذكر الفقهاء أحكامهم في تلك الحالة:

  • عند الحنفية والشافعية والحنابلة أنها تتبع عاداتها في فترة الحيض عليها وتغتسل منها كما تفعل في كل مرة.
  • عند المالكية يقولوا أن تنتظر المرأة ٣ أيام زيادة على فترة حيضها وإن استمر الدم في النزول في تلك الأيام التي زادتها المرأة واستمر في النزول عد تلك الأيام فإنها تكون تكون استحاضة.

أحكام الاستحاضة

دم الاستحاضة لا يفسد طهارة المرأة كما يفعل دم الحيض أي أنها تصلي وتصوم وهي طاهرة ، واختلفت آراء الفقهاء في أن دم الاستحاضة يفسد طهارة الوضوء عند المرأة أم لا ومن تلك الآراء التي ذكرها الفقهاء:

  1. يقول الحنفية والحنابلة: قالو أن دم الاستحاضة ينقض الوضوء ويفسده وهي لابد عليها وأن تقوم الوضوء لكل موعد صلاة.
  2. يقول الشافعية: يقول الشافعية بأن الاستحاضة تفسد الوضوء وأن السيدة عليها أن تتوضأ لكل وضوء سواء أنها كانت سوف تصلي الصلاة في وقتها أم أنها سوف تصلي لقضاء صلاة عليها ، أما النوافل فإنها تصليها كما شاءت.
  3. قال المالكية: أن الاستحاضة ليست مفسدة للوضوء وأنها تصلي كما شاءت بوضوئه .

طهارة المرأة من الاستحاضة وكيف تصلي

تقوم المرأة المستحاضة بعدة أمور لكي تطهر وتعود لصلاتها مرة أخرى:

  1. تقوم بغسل فرجها وتنظيفه بطريقة جيدة قبل أن تتوضأ.
  2. تقوم السيدة بوضع شئ على المكان الذي ينزل منه الدم لكي يمنع نزول الدم مجددا أو حتى يقلل كمية الدم التي تنزل من المرأة مثل أن تضع المرأة قطن أو ما يشابهه .
  3. لكنها تعفى من أن تضع قطن أو غيره على مكان نزول الدم إذا كانت المرأة محتاجة له أما إذا كانت المرأة يمكنها الإستغناء عنه فهي تستطيع عدم وضعه ، أن هذا الدم الذي ينزل لا يؤذيها في شئ .
  4. إذا كانت السيدة صائمة فإنها تترك القطن على موضع نزول الدم في فترة النهار وتزيله عند فطورها .
  5. تقوم السيدة بالشد على موضع نزول الدم بعد أن وضعت القطنة عليه فإذا كان القطن الذي وضعته يمنع نزول الدم فهي ليست بحاجة إلى أن تشد تلك المنطقة.
  6. أن تقوم بالوضوء بعد أن يدخل وقت الصلاة فهي لا تتوضأ قبل دخول وقت الصلاة.
  7. لا يجوز لها تأخير الصلاة عن موعدها إلا للضرورة فإذا أخرت صلاة عليها فإنها يجب أن تقضيها.
  8. يجوز للسيدة المستحاضة بأن تذهب إلى أي مكان شاءت.