كيف تصبح سعيدا في حياتك

يعتقد الكثير من الناس أن السعادة هي أمر بعيد المنال وصعب الوصول إليه على الرغم من أن جميعنا لديه لحظات بهجة وفرح إلا أن مشاعر الحزن والضيق غالباً ما تكون هي السائدة، وقد تم إجراء الكثير من الدراسات في ذلك الصدد حيث يساهم التدريب على إفراز الأندروفين الهام في عملية تحسين المزاج والذي سوف يجعل صاحبه قادر على تجاوز الصعاب والأزمات بيسر وسهولة، كما تم وضع بعض القواعد من قبل الباحثين في مجال الصحة النفسية تساهم بشكل كبير في توفير حياة سعيدة للشخص ليس مع نفسه فقط بل وكذلك مع من حوله.

كيف تصبح سعيدا في حياتك

يتمثل علاج الاكتئاب والتخلص منه في التدريب من خلال اتباع بعض الطرق والنصائح حيث تم إجراء دراسة من قبل جامعة تورنتو توصلت من خلالها إلى الاستنتاج حول مقدرة النشاط البدني على المساهمة في علاج الاكتئاب والتخلص منه، تم أثناء تلك الدراسة إخضاع ثلاث مجموعات من الأشخاص المصابة بالاكتئاب حيث خضعت واحدة من تلك المجموعات لتناول مضادات الاكتئاب، بينما الثانية لجأت للتدريب أما الثالثة خضعت لنظام يجمع ما بين العقاقير والتدريب، لتكن نتيجة التجربة تحول حالتهم المزاجية جميعهم إلى السعادة، ولكن في الواقع وعقب ستة أشهر كانت المجموعة الوحيدة التي لم تتعرض للانتكاسة هي التي تم تدريبها بينما الباقية عاد إليهم الاكتئاب مرة ثانية.

أول خطوات التدريب تتمثل في (التفكير الإيجابي نحو السعادة وتجنب السلبية) وهو أمر لا يصعب تطبيقه كما يظن البعض إذ يعد من الأفضل اتباع أسلوب منهجي مختلف في شؤون الحياة وما يحمله المستقبل مما يجعل المرء يشعر بالرضا حول حياته أكثر من ذي قبل.

اكتشاف ما ينبغي القيام به أولاً فكيف من المفترض لشخص أن يبني طريقه في السعادة إذا كان على غير دراية بما عليه أن يبدأ به لذلك عليك أن تحدد أولوياتك والتعرف على نقاط قوتك والاعتماد عليها والاعتراف بنقاط الضعف ومحاولة مقاومتها، مع وضع هدف تصبو إليه نصب عينيك واضعاً به كامل ما بداخلك من طاقة حيث يساعد العمل بجد على تفريغ تلك الطاقة فيما يشعر الإنسان أنه هام ولكن لابد من الحرص على أن تكون تلك الأهداف واقعية قريبة المنال لا يترتب على السعي ورائها إصابة صاحبها بالتشاؤم. [1]

كيف أكون سعيد ومتفائل

لكي تتمكن من العثور على السعادة لابد من أن البحث حول الإيجابيات في الحياة والابتعاد عن السلبية لذلك قم بقضاء من دقيقتين إلى خمس في اليوم تبحث عن الأمور الإيجابية في حياتك مما يدفع بك إلى السعادة وإلى جانب ذلك هناك بعض القواعد التي ما إن تبعها المرء دفعت به نحو السعادة:


  • الاحتفال بالانتصارات الصغيرة:

    فلا يوجد حياة خالية من الصعود والهبوط ما بين النصر والهزيمة، ولذلك لا تستسلم للهزيمة وتجعلها تتسبب إليك في الإحباط ولكن أمضي قدمًا في حياتك واسعى نحو الانتصار وبلوغ حلمك وحين تبلغه امنح نفسك وقتاً كافياً للاحتفال بذلك النصر مهما كان بسيطاً مع الوثوق في إتيان النجاح الكبير مع طال الوقت.

  • افعل ما تحب:

    كيف لك أن تكون سعيداً في حياتك وأنت تعيس في العمل كاره لوظيفتك، ولذلك لا تضيع أفضل سنوات عمرك في العمل بوظيفة لا تمنحك البهجة إلا في الحالة التي يكون بها الاستمرار في العمل ضرورياً لدفع الفواتير أو الحصول على مقتضيات الحياة الهامة ولكن مع البحث عن البديل الذي تحب ولديك شغف تجاهه.

  • الانفاق بحكمة وادخار بعض المال:

    من أكثر الأمور التي يحبها الإنسان وتمنحه الشعور بالسعادة التسوق وشراء ما يحب من مأكل أو مشرب أو ملبس وغيرها من الأشياء الترفيهية ولا ضرر من ذلك بل هو أمر مطلوب، ولكن الإسراف فيه يجعله ينقلب إلى الضدد ويأتي على صاحبه بآثار عكسية، لذلك فلتسافر، اذهب إلى المقاهي والمطاعم، تسوق وتبضع ما تحتاجه ولكن بحكمة وعقلانية إذ لا يوجد شك حول ما يترتب عن الإفتقار والإفلاس من مشاكل نفسية وضيق أيضاً.[2]

كيف تكون سعيدا في حياتك الزوجية

لا يوجد زواج سعيد على الدوام ولكن جميع شركاء الحياة يمرون بأيام حلوة وأخرى سيئة قالحياة مرهقة بها الصعاب كما بها النجاحات والإنجازات ولذلك ولكي يتم قضاء الحياة الزوجية بسعادة قدر الإمكان يمكن اتباع بعض القواعد أهمها الآتي:


  • التفاهم والاحترام المتبادل:

    لاشك ما لذلك الأمر من دور عظيم في زوال الخلافات والقضاء عليها بين الأزواج وبالتالي تحقيق السعادة في الحياة.

  • المزاح والضحك:

    حيث إن قضاء الأوقات الملرحة الضاحكة يساهم في التغلب على صعوبات الحياة حيث إن الضحك ينمي من المحبة بين الأزواج.

  • المساندة ومشاركة الاهتمامات:

    وهي من أهم الأمور التي تجعل كل منهما محباً للآخر يشعر بتقديره واهتمامه.[3]

كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله

تتحقق السعادة عن الإنسان حينما يحقق رغباته وتطلعاته وما يسعى إليه من أهداف حيث يرى حلمه حقيقة واقعية وعلى ذلك فإن السعادة تتوقف على تحقيق الهدف فمن كان هدفه المال يسعد بجمعه ومن كان هدفه نيل رضا الله ومحبته سوف يسعد بالاقتراب من ذلك والمحاولة لتحقيقه ولمن كان ذلك هو هدفه نعرض له بعض النصائح لكي يتمكن من تحقيقه:

  • المداومة على ذكر الله والتي تعد من أفضل العبادات وأعظمها، وأنجح السبل التي تقربنا من الله تعالى وهو ما ورد في كتاب الله جل وعلا حين قال في سورة الرعد الآية 28 (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىالَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، بينما الامتناع عن ذكر الله والالتهاء في الحياة يترتب عليه الشعور بالسأم والضيق وعدم التوفيق بالحياة وهو ما ورد في قول الله تعالى بسورة طه الآية 124 (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
  • المواظبة على أداء الفروض والعبادات خاصة الصلاة فهي ثاني أركان الإسلام وأهمها والتي تقوي ثقة العبد بالله وتقويها مما يجعل لها أثراً بالغاً في شعوره بالسعادة، كما أثبتت الدراسات ما للسجود والركوع من آثار نفسية وجسدية إيجابية على حياة الإنسان وزوال الهم عنه.


نصائح بسيطة لحياة سعيدة

هناك عدة أمور يمكن لكل منا القيام بها تساعده في الوصول إلى طريق السعادة يعد العامل المشترك بينها اتباع أساليب الحياة الصحية والمتمثلة في الآتي:


  • النوم لعدد ساعات كافي:

    يؤثر النوم لساعات كافية تتراوح لدى الشخص البالغ ما بين سبع إلى ثمانية ساعات في الحالة النفسية والمزاجية لصاحبها خاصة فيما يتعلق براحة الجسد والعقل لكي يتمكن من القيام بأنشطته اليومية التي يترتب على عدم إنجازها إصابته بالإحباط واليأس.

  • المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية:

    تساهم التمارين الرياضية في تعزيز السعادة لدى من يمارسها من خلال إفراز مواد كيميائية تهدف إلى تحسين المزاج والمقدرة على النوم الجيد، فضلاً عن تحسين صحة العقل والقلب، لذلك ينبغي ألا تقل عدد دقائق التمارين الأسبوعية عن مائة وخمسون دقيقة.

  • اتباع نظام غذائي متوازن وصحي:

    لابد من اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم مما يعمل على تحسين العقل والقلب وتعزيز المشاعر الإيجابية التي من دورها دعم ثقة الشخص بنفسه.