كيف اقضي على الغيرة والشك

يقصد بالغيرة مشاعر لدى كل منا ولكن بدرجات متفاوتة وهي فطرة خلق الله تعالى عباده بها ولا يمكن التخلص منها أو التخلي عنها بشكل تام، إذ أنها تمثل مجموعة من الأحاسيس والأفكار التي يمكن أن تسيطر على الإنسان وتتملكه حيث يشعر المرء أن علاقته قوية بشخص ما سواء كانت علاقة عاطفة أو صداقة أو قرابة مما يجعل الخوف يصيبه من أن تتأثر تلك العلاقة الهامة بالنسبة إليه نتيجة شخص منافس له، وغالباً ما تكون الغيرة لدى النساء أقوى من الرجال لما تتمتع به من مشاعر مرهفة فياضة والتي قد تتحول إلى الشك في الحالة التي تسيطر بها على التفكير وتزيد عن حدها المعقول وهو ما يستوجب معه العلاج ومحاولة الحد منها.

انواع الغيرة

ساهمت التكنولوجيا الحديثة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي في إظهار المشاعر الكامنة في القلوب والنفوس سواء كانت إيجابية أو سلبية وتسليط الضوء عليها ومن قبيل المشاعر الطبيعية التي نمر بها جميعاً في علاقاتنا المختلفة مع من حولنا من أحباب وأصدقاء هي الغيرة والتي لا تصنف بكونها سلبية إلا حينما تزداد عن الحد المعقول ويخالطها الشك وفي ذلك الوقت لابد من مقاومتها والذي يمكن أن يتم على النحو الآتي:


  • الغيرة في العلاقات العاطفية أو الصداقة:

    يمكن التحكم بها والسيطرة عليها عن طريق التكلم والإفصاح عن الأمر إما مع الشخص الذي يتملك ذلك الشعور تجاهه، وعدم ترك الغيرة تتراكم بالقلب مع ضرورة المحافظة على الثقة المتبادلة بين الطرفين والابتعاد عن إتيان الأفعال التي ينتج عنها الغيرة للحبيب والحرص عن القيام بما يترتب عليه استيائه وقلقه.

  • الغيرة بين الزملاء بالعمل:

    تتفاوت المستويات فيما بين الزملاء بالعمل منهم من هو ذو كفاءة عالية ومن هو أقل كفاءة ولمن كانت كفاءته أقل عليه بدلاً من أن يستسلم لمشاعر الغيرة أن يحولها لمنافسة شريفة يسعى من خلالها إلى التحسين من قدراته وأدائه الوظيفي.

  • الغيرة بين الإخوة:

    حينما تظهر الغيرة ما بين الإخوات لابد للوالدين من معالجتها بطريقة إيجابية إذ أن تجاهلها أو التعامل معها بطريقة خاطئة يكون لها بالغ الأثر السيء على علاقة الأطفال في الأيام القادمة من حياتهم حيث يترتب على الغيرة خلق فجوة بينهم وتوتر في علاقتهم. [1]

علامات الغيرة والشك

الغيرة واحدة من المشاعر الرئيسية التي دوماً ما تصاحب الحب وتتواجد معه في قلب كلاً من المرأة أو الرجل ولكنها تختلف في حدتها من شخص إلى آخر والتي تظهر في العديد من المواقف ولها الكثير من العلامات منها التالي:


  • العدائية:

    حينما يشعر الإنسان بالغيرة يغلب على سلوكه العدائية مع المحيطين به مما يجعله يبدأ في القيام بتصرفات غير مفهومة إما متعمدة أو غير ذلك بهدف مضايقة من يتسبب له في الغيرة سواء من كان يشعر تجاهه بالغيرة أو منه.

  • الخوف:

    حينما يغار المرء فإن الخوف يصيبه من فكرة فقدان من يحبه وبدافع ذلك الخوف يبدأ الشك والتفكير السلبي في أمور قد لا يكون لها أساس بالواقع.

  • الغضب:

    لا يكف من يشعر بالغيرة عن اختلاق المشاحنات والصراخ والتصرف بغضب وانفعال زائد بينه وبين محبوبه دون طرح مجال للمناقشة أو التبرير إذ يعتبر تلك التبريرات مجرد محاولات كاذبة لإخفاء الخطأ وأن تحليله وحده هو الصادق الأصح.

  • حب التملك:

    الشخص الغيور بشدة والذي تحولت غيرته إلى شك لا يشعر بارتياح سوى إن تملك حبيبه حيث يرغب في البقاء إلى جانيه طيلة الوقت لا يتركه مطلقاً ولا يبعد عن ناظريه.

الشك والغيرة في الحب

الغيرة في الحب هي أمر طبيعي طالما لك ترتقي لمرحلة الشك والتي ترجع في بعض الأحيان الشخص نفسه من الشعور بانعدام الأمان والألم أو الرفض ممن حوله ولذلك وفي الحالة التي لا يجد بها حل لتلك المشكلة سوف تصيبه الغيرة في كل علاقة يمر بها أياً كانت ظروفها، حيث تظهر الغيرة في أياً من مراحل الحب والعلاقة العاطفية، إذ أن الغيرة قد تظهر في بداية العلاقة، عقب مرور الكثير من سنوات الزواج، فالغيرة بالحب من أكثر أنواع الغيرة شيوعاً وأكثرها تواجداً في العلاقات وهي التي غالباً ما تكون السبب في وقوع الأحبة من مخطوبين أو أزواج بالخصام والمشاحنات. [2]

كيف أتخلص من الغيرة على زوجي

هناك العديد من الطرق والنصائح التي يمكن من خلال اتباعها التخفيف من حدة الغيرة المحتدة في قلب الزوجة  تجاه زوجها والتي تتمثل فيما يأتي:

  • الإفصاح بمشاعر الغيرة حيث ينبغي أن يعترف الشخص بينه وبين نفسه بالغيرة بما يجعل حدتها في قلبه أقل من ذي قبل، ومن ثم يقر بأنها لم تبقى متحكمة به أو مسيطرة عليه.
  • التعلم منها وجعلها مصدر إلهام له فبدلاً من الاستسلام لها بما يخلق معه المشاكل، يسعى صاحبها إلى التحسين من علاقته مع حبيبه بما يقضي على الغيرة أو يقلل منها.
  • التركيز على الأمور الجيدة بالحياة وبالعلاقة العاطفية أو الحبيب من مميزات بصفاته الحميدة، إلى جانب التعرف على مثيرات الغيرة لديك والإفصاح عنها للحبيب من أجل اجتنابها والعلم التام أن لكل إنسان نقاط ضعف كما لديه نقاط قوة وعدم الخجل من الغيرة.

علاج الغيرة بالقرآن

الغيرة التي تصل إلى الشك مشكلة مرهقة تتعب من يعاني منها فلا يتمكن من الوثوق فيمن حوله خاصة من يشعر تجاهه بالشك والغيرة، وحينما تصيب الغيرة المرأة المتزوجة تخاف دوماً من تتغير مشاعر زوجها تجاهها أو أن ينظر لامرأة أخرى غيرها مما يجعلها دائمة التقصي والبحث في أموره وأشياءه الشخصية خاصة هاتفه الجوال وحينما تدرك أن الأمر ازداد عن حده وبدأت تتسبب في المشاكل الكثيرة بحياتا الزوجية مما يجعلها تبدأ في البحث حول حل للتخلص من تلك الغيرة.

وقد بين لنا الله تعالى في كتابه القريم وسنة رسوله الحبيب القواعد التي يمكن من خلال اتباعها من قبل كلاً من الزوج والزوجة سوف يسعدان بالحياة الزوجية الهادئة والمستقرة وهو ما ورد في قوله تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم: 21)، ومن تلك الآية الكريمة يتبين لنا أن الله جل وعلا أمر الزوج أن يكون رحيماً بزوجته عطوفاً عليها وهو ما قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (ما بني بناء في الإسلام أحبُّ إلى الله من التزويج)، كما قال الحبيب المصطفى (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباه فليتزوج، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج).

ولمن أدرك الرسالة التي تحملها الشريعة الإسلامية إليه من وجوب الطاعة المتبادلة فيما بين الزوجين والتعامل في ظل الحنان والرحمة والعطف فلن يصبح هناك مجالاً أو مبرراً للشك أو الغيرة وسوف تتبدل تلك المشاعر بالحب والاطمئنان والاحترام ويصبح الزواج كما يحب الله سبحانه وأوصى به نبيه الحبيب وسوف تنتهي مشكلة الطلاق التي باتت من أكثر المشكلات التي تواجه المجتمعات في الوقت الحالي وهو أبغض الحلال عند رب العالمين. [3]