مقدمة وخاتمة عن بر الوالدين

يعتبر بر الوالدين أحد الأمور الدينية الهامة، فمكانة الآباء حددها الدين ووصفها، وخصها بالعناية والاهتمام، حيث هناك العديد من الآيات التي وردت في الذكر الحكيم، تدل على مكانة الأبوين، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وصانا بالوالدين وبالأم خاصة، كونها أرحم الناس بنا، وهي السبيل للجنة، كما أن علمنا الدين أن الله يغفر للإنسان ويرحمه مادامت أمه حية، حيث يعلم الله إنها لا تستطيع أن ترى فيه ولدها مكروه، فيخفف عليها وعليه، ويكرمه من أجلها، لذلك فيجب تعميق ال

بحث عن بر الوالدين

، وتدريسه في المدارس والجامعات وبيوت العبادة حتى يتسنى للإنسان معرفة حقوق أبويه عليه.

مقدمة عن بر الوالدين

يمكن سرد

قصص عن بر الوالدين

لا حصر لها، فهم مفتاح الجنة، ومفتاح كرم الله على العباد، فكثيراً من الأشخاص حكوا نتيجة بر والديهم، وعلى العكس هناك من كان يعيق والديه. ففسدت حياته وفسد دينه و خير دنياه وآخرته، لذا فيجب تدريس بر الوالدين في المدارس والجامعات وجعل الأطفال يكتبون مواضيع تعبير عن بر الوالدين، حتى يشعروا بمكانتهم ويتفننوا في رعايتهم[1].

المقدمة الأولى

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، إن الله تعالى وصانا بالوالدين، ليس عبثاً، بل لأنهم يستحقوا البر، وهم أهل له، فمن رحم الأم ولدنا، ومن جد الأب كبرنا، ولهم علينا كل الفضل، ولهم منَ كل الحب والتقدير، إن الآباء هم العمود الفقري لأبنائهم، يتعبوا معهم إن تألموا، ويبكوا لبكائهم إن حزنوا، ولا يتمنوا لأحد أن يكون أفضل منهم سوى أبنائهم، الحب بلا مقابل والعطاء بلا هدف، فالآباء الآباء، وما بعدهم كل شيء هين.

المقدمة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم، يقول الله تعالى في كتابة العزيز في سورة النساء آية 36″وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا” صدق الله العظيم دلالة وكناية عن مكانة الآباء، التي ذكرت في مواطن عديدة، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصانا بالوالدين وأختص الأم ذكراً، وعلاها شئناً، ولا سيما أن الآباء هم النور الساطع الذي يضيء للإنسان حياته.

فالأم تتولى رعاية أبنائها منذ الصغر، هي المصدر للإطعام والرعاية، وفي الكبر هي السند والمعلم الأول والأب هو من يجد ويتعب دون أن يشكوا لأحد ما يؤرقه، لكي يرى في أعين أبنائه السعادة والرضا، فالحب كل الحب، والاحترام والتقدير، لهؤلاء المجاهدين فينا، آبائنا تيجان زينا الله بها غيرهم ليس اختيار، ولا رفاهية، هم الحياة والحياة لهم، أبسط ما يقدمه الإنسان لأبويه، أن يبرهم وأن يمنحهم الحب وأن يضع لهم مكانة كبيرة تسبق الجميع في كل شيء، فلا حب كحبهم ولا طيب كذكرهم، فلو جلس جميع الكتاب لينسجوا لهم قصائد مصفوفة ما يكفيهم أبداً، خاصة الأب الحنون والأم العطوف، فالذين منحوا لأبنائهم الحب وقدموا لهم السعادة على طبق من فضة يستحقوا الحياة ألف مرة، لأمي وأم من يقرأ السلام والحب[2].

المقدمة الثالثة

مما لا شك فيه ولا يقبل التهاون أن الوالدين هم أفضل ما من الله به على الإنسان، فلولاهم كانت الحياة غابة، فالمشاعر الإنسانية وحدها لا تكفي لكي تنشأ رضع على الحنو والعطف، فالأبوين هم خزائن الرحمة التي وضعها الله في الأرض لتغذي الأبناء، فالغذاء الأول للطفل ليس الطعام ولا الشراب، بل الحنان، الطفل يهدأ حين يأمن، ويسكن حين يطمأن، فالأم بداخلها عطف يجتاح العالم، وخوف على رضيعها لا يضاهيه خوف، لذلك فخير ما يقدمه الإنسان لوالديه ذلك العطف في الكبر، كما امرنا الله تعالى، فالتأفف من الوالدين وقول الكلام الغير لائق لهم، ليس فيه من الإسلام شيء.

فخير الناس خيرهم لأهله، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” مما يدل على مكانة الأبوين، وعظمة وجودهم في حياة الأبناء، وكثيراً ما نرى من مخالفات في الشرع من الأبناء، حيث يوجد من يعوق والديهن ومن يهينهم، فوالله لم ترى الجنة ولا تشم رائحتها، فباب الجنة لا يفتح لعاق، ولا الله يرضى عن فاجر، فخذوا أبويكم سلماً للجنة، وأتقو الله فيهم ما داموا أحياء، فهي نعمة لا يدركها إلا كل ذي عقل وحكمة.

المقدمة الرابعة

خير ما نعطر به كلامنا ذكر رحمة الله على العباد، فالرحمة موزعة من الله على الإنسان في كافة أمورة، فيولد الإنسان من رحم أم حنون، ومن ظهر رجل مجد، فتكتمل الرحمة، ليعيش الإنسان في جو مهيأ كامل لكي ينموا شخص طبيعي سوي، فالأم والأب هم الضلعان الذين يملكوا حنان وحب كافيان لتربية إنسان سوي، لذا فوصى الله تعالى الإنسان بوالديه، فالدين الإسلامي دين الأسرة، ودين العطف، فالمحبة هي الوازع الأول في العلاقات، والعطف واللطف من صفات الأنبياء والصديقين وأولي العزم، لذا فيجب على كل إنسان أن يضع حذاء أبويه تاج على رأسه، ولا يظن أبداً أن هذا ينقصه، فالعالم كله يحترم من يحترم أبويه، ويتوسم فيه الخير، فلا هناك حب أسمى ولا أعظم من حبهم.

كما أن للوالدين مكانة عظيمة، تبدوا واضحة في قول الله تعالى “أَن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” أي أن الشكر لله على نعمة واجب، فيلحق العزيز القدير الوالدين بالذكر بعده، دلالة على مكانتهم وواجب شكرهم على حسن تربيتهم وإكرامهم لأبنائهم، ولا سيما أن هناك الكثير من الأبناء جاحدون أثمين لا يروا من الجنة رحيقها، وحرمت عليهم المتعة بها، حيث إن الجنة في الأرض تحت أقدام الأمهات، فمن لم يقبل قدم أمه، لم يتمتع بجنته على الأرض، لذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله فيهما فإن لم يقدموا لك شيء، فهم مشكورين وجودك في الحياة، فما تحملته الأم في كبد وعناء في حمل وإرضاع وسهر يضاهي شكرك وحبك وعطفك ولا تستطيع رد الجميل بعد.

خاتمة عن بر الوالدين

الخاتمة الأولى

وفي الختام فإن من الواضح أن للوالدين أكثر ما للإنسان في نفسه، فهم العضد الذي يشدد الإنسان وهم الخير المهدي من الرحمن، وهم خير أناس وعون لنا، فما وقع شخص إلى ويد والديه تسنده، وما أحتاج إلا وجدهم يعينوه، فالوالدين دعم وسند، لا يجب أن يخسرهم الإنسان، كما أنهم دين ودنيا لا يجب الاستهانة بحقوقهم، بر والديكم واعينوهم، واعتنوا بهم، فما راقت الحياة لعاق، ولا برأت لمستهين.

الخاتمة الثانية

وفي نهاية القول في

تعبير عن بر الوالدين

، يجب أن نعلم جميعاً أن الوالدين هم النعيم الذي نحيا فيه، فيد الأب المرسوم عليها خطوط الشقاء تحكي قصة نعيمك اليوم، وتجاعيد وجه أمك تخبرك بكم العناء التي بذلته لك، فقبل جبينهم، فياليت الأمهات لا تشيب والآباء لا تموت، فالحياة دونهم مرة كالعلقم لا يتجرعه سعيد أبداً.

الخاتمة الثالثة

وخير ما نختم به الحديث قول عيسى عليه السلام كما ورد في الذكر الحكيم، إذ يقول الله تعالى “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا” دلالة على أهمية الام، حيث كان عيسى أبن مريم نبي ورسولا، وكان من أهم ما نطق به في المهد صبياً إنه نبي وإنه رسول وإنه بار بوالدته، فسبحان من جعل البر بهم رحمة، لذلك فالسير على نهج الأنبياء واجب وعبادة لا بد منها.