تعريف سورة يس وسبب تسميتها


سورة (يس) هي السورة السادسة والثلاثون وفقا لترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الحادية والأربعون في ترتيب النزول، ويبلغ عدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وهي سورة مكية بالإجماع نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة.


وقد تناولت سورة يس العديد من المواضيع، فقد ورد فيها الحديث عن أدلة وحدانية الله سبحانه وتعالى، وأيضا الإيمان بالنشور والبعث، وتناولت حديثا مفصلا عن قصة أهل القرية، ويطلق على سورة يس قلب القرآن، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها، بالإضافة إلى العديد من


القيم المستفادة من سورة يس


. [1]


سبب تسمية سورة يس


سميت سورة (يس) بهذا الاسم، أي الحرفين الواقعين في أولها؛ لأنها انفردت بهما؛ فأصبحت مميزة بهما عن باقي السور، حيث صار الحرفين عَلَماً عليها. وايضا ورد اسمها عن النبي صلى الله عليه وسلم. [2]


ومن الجدير بالذكر أن الله الله عزّ وجلّ بدأ السّورة بحروف مُقطّعة: (يس) دلالة على إعجاز القرآن الكريم، وليتحدى به الله الكافرين على أن يأتوا بمثله، فتفسير هذه الحروف عند علام الغيوب، لا أحد يعلم معناها غير الله عز وجل.


أسباب نزول سورة يس


تحدثت سورة يس عن العديد من المواضيع، وكان لكل مجموعة من الآيات سببا للنزول، مثل


  • قوله تعالى : (


    إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم


    ) الآية [ 12 ] .


قال أبو سعيد الخدري : كان بنو سلمة في ناحية من المدينة ، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية : ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ) فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون ؟ “


  • قوله تعالى : ( قال من يحيي العظام وهي رميم )


أخبرنا


سعيد بن محمود بن جعفر


قال : أخبرنا


أبو علي بن أبي بكر الفقيه


قال : أخبرنا


أحمد بن الحسين بن الجنيد


قال : حدثنا


زياد بن أيوب


قال : حدثنا


هشيم


قال : حدثنا


حصين ، عن أبي مالك


:


أن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعظم حائل ففته بين يديه وقال : يا محمد ، يبعث الله هذا بعدما أرم ؟ فقال : ” نعم ، يبعث الله هذا ويميتك ، ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم ” . فنزلت هذه الآية


. [3]


  • قال الله عزَّ وجلّ: (يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *).


سبب نزول هذه الآيات كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم).


  • قوله تعالى “ونكتب ما قدموا وآثارهم”.


نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم وينتقلوا إلى جوار مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقال لهم : دياركم تكتب آثاركم”. [4]


  • قوله تعالى : “وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون” قوله تعالى :


    وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى


    هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما. ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره . قال وهب : وكان حبيب مجذوما، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك. فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم . ” قال يا قوم اتبعوا المرسلين “

  • “اتبعوا من لا يسألكم أجرا. وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون” قال قتادة : قال له قومه : أنت على دينهم ؟ ! فقال :


    وما لي لا أعبد الذي فطرني


    ؟

  • “أأتخذ من دونه آلهة” يعني أصناما .


    إن يردن الرحمن بضر


    يعني ما أصابه من السقم .


    لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون


    يخلصوني مما أنا فيه من البلاء ” إني إذا ” يعني إن فعلت ذلك


    لفي ضلال مبين


    أي خسران ظاهر .


    إني آمنت بربكم فاسمعون


    أي : فاشهدوا بالإيمان وقالوا له : قد اتبعت عدونا، فطول معهم الكلام ليشغلهم بذلك عن قتل الرسل، إلى أن قال :


    إني آمنت بربكم


    فوثبوا عليه فقتلوه.


فضل سورة يس


وردت أحاديث عديدة في


فضل سورة يس


منها ضعيفة، ومنها مكذوبة ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة ( يس ): [5]


فهناك ما ورد من فضائلها ويضعفه أهل العلم بالحديث، وهم:


  • ( إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن ( يس )، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات )

  • ( من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له )

  • ( من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا )

  • ( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس )، خفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات )


ومما يرويه الناس حديث ( يس لما قرئت له )، ويحصل معها قضاء الحوائج وتسهيل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته، ويجب التنبيه على بطلان نسبة هذا الكلام إلى السنة النبوية، أو إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة، فليس هناك دليل على ذلك، بل ينبهون جميعهم على بطلان هذا الكلام .


وما ينقله الإمام ابن كثير في “تفسير القرآن العظيم”عن بعض أهل العلم : ” أنَّ مِن خصائص هذه السورة أنها لا تُقرَأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى ” انتهى، فهو اجتهاد منهم ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين، ولا يجوز نسبته إلى الله تعالى ورسوله.


وهناك أحاديث أخرى لفضل سورة يس منها:


  • سورة يس تهوّن على الميّت سكرات الموت لما يروي أبو الدّرداء عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (ما من ميّت يموت فيقرأ عنده (يس) إلّا هوّن الله عليه). [6]