تعريف الجودة في التعليم ومعاييرها

من أجل بناء مجتمع متقدم ومتطور كان لا بد من الاهتمام بالتعليم باعتباره أول أساس للتقدم، ولأن المجتمع يعتمد على مستوى ابنائه تم توجيه النظر إليهم والتفكير الجيد في المحاولات التي تضمن لهم تعليم ذا فاعلية كبيرة تعود في المستقبل بالنفع للوطن، ولكن

كيف نحقق الجودة في التعليم

هذا ما دار في خاطر الكثير، لذلك تم عقد أكثر من اجتماع في مختلف الدول للوصول إلى الأساليب التي سوف تتبعها الدولة لتحقيق تلك الجودة، ويجب العلم بأنه عند إتمام هذا الهدف وتحقيق جودة التعليم لهذا الجيل الناشئ في عصرنا الحالي لن تقتصر الفوائد الناتجة عليهم فحسب، بل ستمتد آثارها لتصل إلى ابنائهم في الأجيال القادمة، إذ أن التعليم لا يتوقف على المدارس فقط، ولكن للأسرة دور كبير في مستوى ابنائهم ككل، ومن أجل هذا كان لا بد من التطرق في هذا الأمر لمعرفة كيفية تطبيقه بشكل سليم.

تعريف الجودة في التعليم

لقد كان تحقيق الجودة في التعليم التقليدي الذي يقوم على المدارس فقط أمر ليس بالصعب جدًا، ولعل متطلباته كانت سهلة التوفير والتنفيذ، ولكن الآن فإن تحقيق

الجودة في التعليم عن بعد

ليست بدرجة سهولة التعليم بالمدارس، ويجب التنبيه على أنه عند وضع خطط مناسبة وجيدة لتحقيقه فسيتم الأمر بصورة لائقة، وأولًا علينا أن ندرك تعريف الجودة وهو الآتي: [1]

  • الجودة مفهوم متكامل تكون فيه البيئات التعليمية والدارسون بصحة جيدة، وأيضًا المحتوى التعليمي مناسب وملائم بدرجة كبيرة، ويكون التعليم محوره هو المتعلم، بحيث تضم النتائج بشكل كلي مرور الطالب بكل التجارب التعليمية الجيدة.
  • الجودة هي النتائج التي تخرج من العملية التعليمية بحيث تلبي حاجات المعلمين، المتعلمين وأولياء الأمور إلى جانب المجتمع والقطاع الخاص.
  • هي أن يكون التعليم قائم على منهج مصمم لإكساب المتعلمين المهارات التي ترتبط بالتعليم وأيضًا المعرفة التي تجعل الدارسين قادرين على اكتساب القدرات الأكاديمية اللازمة للتطور الاقتصادي والاجتماعي.


مفهوم

الجودة في التعليم

العالي

إن تحقيق الجودة في التعليم لا يقتصر على المدارس فقط، إذ أن التعليم الجامعي أيضًا ترتبط تخصصاته بالمجالات الاقتصادية ومتطلبات سوق العمل، ولذا فيجب تحقيق الجودة في التعليم العالي ومناهجه التي يتم دراستها أثناء فترة الجامعة، بحيث يصبح لدى المجتمع دارس يستطيع مواجهة جميع التحديات للارتقاء بالمجتمع، ويمكن القول بأن مفهوم الجودة في التعليم العالي هو: [2]

  • قامت وكالة ضمان الجودة البريطانية

    (QAA) بتعريف الجودة على موقعها الإلكتروني بأنها (الجودة الأكاديمية هي طريقة لوصف مدى جودة فرص التعلم المتاحة للطلاب في مساعدتهم على تحقيق جائزتهم، يتعلق الأمر بالتأكد من توفير فرص التدريس والدعم والتقييم والتعلم المناسبة والفعالة لهم).
  • وعلى الرغم من كل الدراسات التي تمت لتعريف الجودة بطريقة صحيحة إلا أنه لا يوجد العديد لدى أي شخص ليقوم بذكره في موضوع تعريف الجودة، وما يمكن قوله هو أن ضمان الجودة يتركز على المحتوى والابتكار الفكري وتطوره.


جودة

التعليم في

المدارس

لقد صار هناك تركيز كبير على تحقيق الجودة في التعليم بشكل عام، وعند النظر إلى المدارس نجد أن هناك العديد من

متطلبات الجودة في التعليم

التي يجب توافرها بشكل جيد، ولكن يجب الإشارة بأن أهم ما يحقق جودة التعليم في المدارس هو المعلم وقد قام قانون عدم ترك أي طفل (


No Child Left Behind


) والمعروف باختصار

(NCLB) بمطالبة المدارس بوجود معلم مؤهل داخل كل فصل دراسي، كما قام هذا القانون بتعريف مفهوم مدرس الجودة بـ (لديه كحد أدنى درجة البكالوريوس، حاصل على شهادة أو ترخيص كامل من الدولة، يوضح كفاءة مجال الموضوع في جميع المواد التي يقوم بتدريسها). [3]

معايير الجودة في التعليم

للجودة معايير وأبعاد يجب على المنظمات التعليمية والمدارس مراعاتها وهي تنقسم إلى قسمين أحدهما خاص بالمتعلم والآخر بالمنظمة وتتمثل في: [4]

على مستوى المتعلم

وهي التي تخص المتعلمين باعتبارهم أهم عناصر تحقيق الجودة وهي:


  • البحث عن المتعلمين:

    وهو يدل على أن حق التعليم يجب أن يكون متوفر للجميع دون التفريق، ولحدوث هذا يلزم العمل على الوصول إلى هؤلاء الذين لم يتمكنوا من التعليم كالفقراء، الفتيات، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأطفال في المناطق النامية، الأطفال العاملون لتلبية احتياجات أسرهم، وأيضًا المتضررين من الخلافات الأسرية.

  • ما يجلبه المتعلم:

    ينبغي على التعليم الجيد أن يعتبر المتعلم مشاركًا نشطًا وجزء هام من المجهودات التعليمية، حيث إن الدارسين يجلبون للتعليم العديد من المهارات والخبرات والظروف المتنوعة التي تنعكس على الوضع الحالي، حيث إنها قد تكون بمثابة عقبات أو فرص في الأسلوب الذي يتعلمون به، فتقوم كل تلك الظروف بتحديد كيفية تفاعل المتعلم مع معلمه وأقرانه، وأيضًا كيف يفهم المحتوى الذي يتعلمه، وعلى الجودة أن تضم تلك الجوانب.

  • المحتوى:

    هو العنصر الأساسي في تحقيق الجودة، على الرغم من أن ما يتم تعليمه اليوم في العالم ككل قد لا يكون ذا صلة بالدارسين، ولا يجب الاهتمام بالمعارف والمهارات فقط، فلا ينبغي على التعليم ذو الجودة إهمال الحقائق والمعلومات اللازمين لتكوين المعرفة وتنمية المهارات، وهذا من ضمن أدوار المجتمع في تحويل المعارف والخبرات إلى محتويات يتم دراستها.

  • العمليات:

    هي الطرق والأساليب المتبعة في التدريس، وهي أحد جوانب الجودة التي لا يمكن تجاهله، حيث إن التعلم يقوم على المحتوى بالإضافة إلى التواصل مع المعلم، إذ أن أسلوب المعلم في شرح المعارف والمهارات يُعد من ضمن المحتوى والمنهج التعليمي.

  • بيئة التعلم:

    ولها تأثير كبير على عملية التعلم، ولا يجب التقليل من أهميتها لما لها من تأثير على تطور الشخصيات، فيجب أن تتوفر جميع المرافق العامة اللازمة كمرافق النظافة والصرف الصحي، وإتاحة منافذ تقدم الطعام والمشروبات، كما يجب الاهتمام بالبيئة الاجتماعية والنفسية للطلاب عن طريق القضاء على التنمر وعدم التمييز بينهم، كما يلزم منع العقاب البدني والعمل الشاق.

على مستوى المنظمة

تتمثل في الإجراءات التي يجب أن تقوم بها المنظمة التعليمية من أجل تحقيق جودة التعليم وهي:


  • تطبيق سياسات جيدة:

    إن وضع السياسات لا يؤدي إلى التغيير المطلوب، ولكن وضع سياسات جيدة قائمة على أدلة سليمة وقوية هو الذي يدفع التعليم نحو التطوير والتغيير بعد فترة من الوقت.

  • وضع الإطار التشريعي المناسب:

    ويجب الحرص على تنفيذه بشكل جيد حتى يستمر التعليم الجيد لفترات بعيدة المدى، فعند وجود أعداد كبيرة من الأطفال غير مسجلين بالمدارس ينبغي اتخاذ الإجراءات التعويضية حتى تتكافئ الفرص التعليمية في التعليم الجيد.

  • المصادر:

    إن التعليم الجيد يستخدم كافة الموارد الممكنة لدعم العملية التعليمية كالموارد المالية والمادية وأيضًا البشرية، فيجب إعادة النظر في الموارد المتوفرة، مع إتاحة الموارد الغير متوفرة.

  • قياس مخرجات التعلم:

    في ضوء تنفيذ هذا التعليم فمن المحتمل أن تتجاوز النتائج التعليمية الصادرة منه النتائج التقليدية بحيث تتعدى المعرفة والتي كان ينبغي أن يصل إليها جميع المتعلمين في التعليم التقليدي من (قراءة، كتابة، حساب) لتشمل إدراك القيم، التسامح، احترام حقوق الإنسان، المساواة، ومهارات التواصل الجيد، العمل في مجموعات، كما تضم بعض السلوكيات كالاستعداد لتطبيق ما تم تعلمه في الواقع.