بحث عن سعد زغلول

عند التحدث عن العظماء من المصريين لا بد من ذكر اسم الزعيم الراحل

سعد باشا زغلول

الذي قدم الكثير لبلده الحبيب.

مقدمة عن سعد زغلول

كان سعد زغلول رجل دولة يتسم بالوطنية المصرية، وقد عمل بالكثير من الوظائف، كما شغل العديد من المناصب الهامة، بالإضافة إلى أنه قاوم الاحتلال والاستعمار البريطاني بكل ما يمتكله من قوة وشجاعة، وكان من ضمن الزعماء المصريين الذين جعلوا المصريين يقومون بالثورات الكبيرة والتي استطاعت أن تُبدل سير التاريخ كاتبةٌ لمصر حضارة عريقة جديدة، وقد لا يُدرك الكثيرون ما قام به الزعيم سعد زغلول على الرغم من تأثيره في المجتمع المصري ومصير أبنائه.


متى ولد

سعد زغلول

هو سعد ابن الشيخ إبراهيم زغلول، وقد كان ميلاده في شهر يونيه عام 1859م بمحافظة الغربية في الدلتا وبالتحديد في قرية إيبيانا، وهو من أسرة مصرية ذات إمكانيات متواضعة، وقد درس في جامعة الأزهر، وتخصص في مجال (الشريعة الإسلامية، علم الدين، الفلسفة)، كما كان شديد التأثر ببعض المصلحين الإسلاميين كمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وقد أوضحت أعمال سعد زغلول بعد ذلك بصمة هؤلاء المصلحين في حياته، وكانت وفاته في عام 1927 ميلاديًا. [1]


أهم أعمال

سعد زغلول

هناك الكثير من الأعمال التي قام بها الزعيم سعد زغلول في حياته ومنها ما يلي: [2]

  • درس في جامعة الأزهر الإسلامية بمحافظة القاهرة، ثم التحق بكلية الحقوق.
  • عمل في المحاماة والصحافة، كما صار قاضيًا بمحكمة الاستئناف عام 1892م.
  • وفي عام 1895م قام بالزواج من ابنة رئيس الوزراء المصري مصطفى باشا فهمي.
  • شغل منصب رئيس وزارة التربية والتعليم في عام 1906 والتي كانت مُنشئة حديثًا، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1910م.
  • كما أصبح وزيرًا للعدل، وقد قدم استقالته في عام 1912م بعد حدوث نزاع مع الخديوي (عباس حلمي الثاني) على مدار الست سنوات التي عمل بها في الوزارات.
  • ساهم في قيادة تشكيل حزب الشعب (حزب الأمة)، وفي هذا الوقت كانت القومية المصرية تعمل على البدء في تأكيد ذاتها أمام الاحتلال البريطاني، فتم الإشارة إليها من قبل (إ

    يفلين بارينج ، إيرل كرومر الأول

    ) بالتقدير لدعوتها إلى سياسة التعاون مع الأوروبيين حتى يتم إدخال الحضارات الغربية إلى مصر.
  • قام بالخدمة مع سلسلة الحكومات المتعاونة مع المحتلين البريطانيين، مما جعل القوميون المتطرفون يعتبرون أعضائها خائنين لتعاونهم مع الاحتلال.
  • وفي عام 1912 تم تغيير موقف سعد زغلول حيث تم انتخابه في الجمعية التشريعية (برلمان مُكون من غرفة واحدة ذات سلطات محدودة)، ثم صار نائب لرئيس البرلمان عام 1913 ميلاديًا، كما قام بتغيير نظرة القوميين له خلال عام واحد فقط عن طريق توضيح انتقاده للحكومة.
  • شكل العديد من المجموعات الناشطة للقيام بالتحريض السياسي.
  • قام سعد زغلول بقيادة وفد مُكون من ثلاثة أعضاء سابقين في المجلس التشريعي بدعوة الممثل السامي البريطاني في مصر (

    السير ريجينالد وينجيت

    ) لإبلاغه بكونهم الممثلين للشعب المصري وليست الحكومة، كما طالبوا بأن يتم إلغاء الحماية البريطانية على مصر والقيام بمعاهدة تحالف، والذهاب إلى لندن للتفاوض في المعاهدة مع الحكومة البريطانية.
  • قام بثورة 1919 المعروفة بثورة الشعب.
  • استطاع أن يحصل على رتبة

    الباشوية

    وهو لقب قد قامت مصر بإلغائه في حقبة الخمسينات.

بحث عن سعد زغلول و

ثورة 1919

بعد قيام الحرب العالمية الأولى تم إعلان أن مصر تقع تحت الحماية البريطانية، وظل الوضع هكذا طوال فترة الحرب حتى انتهت في شهر نوفمبر من سنة 1918م، حيث قام سعد زغلول ومعه عضوين من المجلس التشريعي وهم (علي شعراوي وعبد العزيز فهمي) بالذهاب لمقابلة المندوب السامي البريطاني حتى يطالبوه بالاستقلال، كما قام أعضاء الحزب بأخذ توكيلات من الشعب المصري لكي يستطيع الوفد تمثيل الشعب والمطالبة بالحرية، وقد طالب الوفد المشاركة في مؤتمر السلام لتوصيل مطالب الأمة المصرية في الاستقلال، فقامت السلطات البريطانية باعتقال سعد زغلول ونفيه إلى جزيرة مالطة في الثامن من مارس 1919م، وفي اليوم التالي للنفي اشتدت الثورة المصرية في جميع المدن والقرى وخرج جميع الطلاب يحتجون، كما قام عمال السكك الحديدية والترام بإعلان إضرابهم عن العمل، فأخذت القوات البريطانية في إنشاء المحاكم للقائمين بالثورة وقام الأمن البريطاني بقتل العديد من الأرواح، وترتب على ذلك قيام السلطات البريطانية بالإفراج عن سعد زغلول وزملائه وتم السماح للوفد بالسفر إلى فرنسا حتى يعرضوا المطالب المصرية في مؤتمر الصلح، وبعد إصدار ذلك القرار الذي آتى بعد أيام وأسابيع من قيام المصريين بالثورة واشتداد العنف سافر الوفد إلى المؤتمر وفيه أعلنت الأحزاب المهيمنة وخاصة الولايات المتحدة حماية ويلسون البريطانية على مصر. [3]

وبعد عدم موافقة المؤتمر على مطالب الشعب المصري قام المصريون بالثورة مجددًا بل كانوا أكثر حماسًا عن ذي قبل، كما تم مقاطعة البضائع الإنجليزية من قبل المصريين، فتم القبض على سعد زغلول ثانيةً ونفيه إلى جزيرة سيشل بالمحيط الهندي وكان هذا في اليوم الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1921م، وترتب على ذلك أن الثورة ازدادت في الاشتعال وقامت بريطانيا بمحاولة القضاء على الثورة باستعمال قوتها، ولكن الشعب المصري كان صامدًا أمامها فعلمت أن القوة لن تقضي على الثورة وتُنهي الأمر، فأرسلت بريطانيا لجنة يقودها اللورد (ملنر) للسيطرة على الثورة، وقام المصريون بالتصدى لها ومواجهتها بكل الأساليب حتى يجبروهم على المُفاوضة مع سعد زغلول باعتباره ممثل الشعب المصري، ومن أجل ذلك كله تم منح مصر ما طلبه شعبها وأُعلنت مصر كدولة مستقلة ولكن مع وضع بعض التوصيات لحماية مصالح بريطانيا في مصر، ثم عاد سعد زغلول عام 1923م إلى وطنه وكان الشعب المصري مُستعد لاستقباله بعد أن أنفق أربع سنوات من عمره للدفاع عن بلده واستقلالها، وأخيرًا حصل الوفد على 90% من مقاعد البرلمان ثم شغل سعد زغلول منصب رئيس الوزراء.


خاتمة

بحث عن سعد زغلول

وبعد كل ما فعله سعد زغلول من أجل مصر لم تنتهي أدواره بل تتابعت في الحياة السياسية المصرية، وتوطدت علاقته القيادية مع الشعب المصري، ثم تُوفي في الثالث والعشرين من أغسطس وقد كان هذا اليوم لا يُنسى، وقد أطلق المصريون على قبره لقب (قبر سعد)، وقد كان سعد زغلول من أكثر الزعماء المصريين شهرة حتى تم تلقيبه بـ(زعيم الأمة) وتم تلقيب بيته بـ(بيت الأمة)، كما كانت زوجته السيدة (صفية زغلول) على نفس قدر حب زوجها وتضحيته للوطن، وأيضًا كانت أول ممن شاركن في ثورة 1919 من النساء، وقد قامت الحكومة المصرية ببناء تمثال لسعد زغلول في القاهرة وآخر في محافظة الإسكندرية. [3]