تعريف نواقض الإسلام

الإسلام لغويًا هو : الخضوع ، والإذلال ، وشرعا يعني الاستسلام لقدر الله كالمرض والشفاء والموت والحياة والثروة والفقر كلها بيد الله تعالى ، ومما يجدر الإشارة إلى أن هذا المعنى يشمل المسلم والكافر والعصيان والمطيعون ، فلا منفعة لأحد على الآخر ، فحتى الحيوانات تدخل في هذا المعنى ، أما المعنى الثاني فهو الاستسلام لأوامر الله تعالى ، وهو ما سبق أن أرسله جميع الأنبياء ، و أرسل محمد – صلى الله عليه وسلم – دعوة إلي الإسلام .

تعريف نواقض الإسلام

تعريف نواقض الإسلام هي كل مبطل للإسلام أو مفسد له ، ومن ارتكب أحدها نطل إسلامه ودينه أي أنه ينتقل من كونه مسلمًا إلى أهل الشرك والأوثان فهذه مبطلات مفسدة أو مبطلة للإيمان والتوحيد والدين ، كما أن مبطلات الطهارة تبطل طهارة الإنسان على سبيل المثال. من مات وهو على حق النقض هذا يصبح من أهل النار لا قدر الله ويؤمن بذلك جمع غفير من

عدد المسلمين في العالم

. [1]

تفسير نواقض الإسلام

بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، والإسلام لجميع الناس ، وحذرهم من ارتكاب ما يخالفه يمكن تفسيرها على النحو التالي : ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عشر مبطلات للإسلام والجدير بالذكر أن العلماء أجمعوا على تسعة منهم ، واختلفوا في العاشرة ، وهي السحر .

نواقض الاسلام العشرة

  1. الشرك بالله والشرك يبطل كل الأعمال ، يشهد على قول الله تعالى : (وَلَو أَشرَكوا لَحَبِطَ عَنهُم ما كانوا يَعمَلونَ) [٥] ويخرج الفاعل عن الإسلام فهو الذي يرتبط بالله ، وقد حرم الله الجنة على المشركين ، ومأواه النار ، ومثل الظالمين من أتباع سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا) [النساء:116]  وهذا أول ركن من

    اركان الاسلام

    .
  2. جعل وسيطة بن العبد ورب العالمين يأتمنهم ، ويطلب منهم الشفاعة  ويدعوهم ، ومن صور هذا النوع من الشرك أن العبد يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيطًا بينه وبين ربه ، كأن يقول : يا محمد أعنني ، أو يا محمد اشفع لي عند ربي أو تأخذ جني أو ملك من الملائكة أو الشمس أو القمر أو أي شيء آخر وسيطا بينه وبين الله كما كان يفعل الكفار في الماضي ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر:3] .
  3. عدم الاعتقاد في شريعة الإسلام فالإنسان لا يصح في الإسلام حتى يؤمن بأن الشريعة الإسلامية أفضل من كل قوانين الأرض ، والإيمان بوجود حكم أفضل من حكم الشريعة ، أو الإيمان بوجود قاعدة متساوية للشريعة الإسلامية كفر من الإسلام ، وتفضيل أي هبة أو طريقة مثل منهج الفلاسفة ، أو الصابئة على هدي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ مخالفة الإسلام ومبطله ، لأن رسول الله لا ينطق بالأهواء والشهوات بل هو وحي من عند الله تعالى .
  4. الاستهزاء بشيء من دين الله ، أو الاستهزاء بالثواب أو العقوبة ؛ الاستهزاء بالصلاة كالزكاة ، أو بفرائض من الواجبات ، أو الاستهزاء بالعباد للصلاة  أو نعيم الجنة وعذاب النار ، كفر ينتقص من الدين (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65].
  5. السحر وسبب كفر الساحر أن ممارسته للسحر تتطلب علاقته بالشياطين ، ولا يتم هذا إلا بتقريبه من الجن مع المشركين ، وحتى تكون الخدمة بين الساحر والشياطين متبادلة ، يتطلب من الساحر أن يكفر بالله تعالى ، أو أن يدوس القرآن ، أو يلطخه بالنجاسة (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). [البقرة:102].
  6. مساعدة المشركين وظهورهم على المسلمين فمن يساعد المشركين على المسلمين بأي شكل من أشكال العون ، سواء كان ذلك من خلال بالمال ، أو بالسلاح ، أو بأي شكل من أشكال المساعدة لهم ، يعتبر الإسلام لهم ، سواء بالمال ، أو بالسلاح ، أو في رأيهم. والرجل الذي يفعلها يُخرج من الدين (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [التوبة:30] .
  7. الإعتقاد بأن بعض الناس يمكن أن يخالفوا شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما خرج الخضر عن شريعة موسى عليه السلام يعتبر الإيمان بإمكانية عبادة الله بدون شريعة الإسلام ، مثل العبادة على سبيل الفلسفة ، أو طريق الصابئة ، أو التصوف باطلاً وخارج مجتمع الإسلام (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ، وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤونَ)، [التوبة: 64-65] .
  8. الإيمان بإمكانية انحراف بعض الناس عن الإسلام ، والاعتقاد بجواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وعبادة الله تعالى بغير شرعه مثل الفلسفة والتصوف والصابئة ، تعتبر مخالفة للإسلام ، وتأتي في

    معنى الردة وأنواعها

    ولا يصح الاستدلال على قصة الخضر مع موسى عليه السلام ، لأن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وأعطاه السلام – عام في العالمين ، وهو خاتمة كل الشرائع ، وشريعة موسى عليه السلام خاصة ببني إسرائيل ، وخضر لم يكن بينهم ، بالإضافة إلى أن الخضر نبي .
  9. الابتعاد عن دين الله الابتعاد عن دين الله عز وجل – الإحجام عن تعلم المعرفة الشرعية اللازمة لأداء الواجبات بشكل صحيح ، وما لم يتم الوفاء بغيره فهو واجب (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ) .
  10. من لم يكفر المشركين أو يشكك في كفرهم أو يصحح مذهبهم ؛ لأنه كفر لهم في آيات كثيرة ، وأمر المسلمين بمعارضته أكاذيبهم على الله عز وجل ، كما أنه لا يحكم بإسلام الفرد حتى يكفر الكفار ، إذا لم يفعل أو يشك في كفرهم وهو واحد منهم ، أما من يصحح عقيدتهم ويوافق على ما هم عليه: فهو كافر بالإجماع (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [التوبة:30] . [2]