أهمية الحذف وأنواعه


الحذف موجود في جميع اللغات وعلى رأسهم اللغة العربية، فهو ظاهرة لغوية عامة، ولكنه مترسخ في اللغة العربية، ولا يمكن الاستغناء عنه، حيث أنه من أصول تركيب اللغة، والنحويين والبلغاء والأدباء يميلون إلى الإيجاز والحذف،

و

الحذف والزيادة


الغرض منهما التخفيف في الأغلب.


أهمية الحذف


  • التخفيف: أكثر أسباب الحذف المستخدمة هو التخفيف، وهو غرض من أغراض الحذف، وكل ما استثقله العرب حذفوه، ومثال ذلك قوله تعالى: « يوسف أعرض عن هذا » [يوسف، الآية 2] فحذف أداة النداء استخفافا و قوله أيضا: « أهذا الذي بعث الله رسولا » [الفرقان، الآية 41]، فحذفت الهاء وذلك من أجل التخفيف.

  • الإيجاز: يأتي الإيجاز في الحذف من رغبة المتكلم في الإيجاز و الاختصار في الكلام، و القارئ للنص القرآني يدرك وجود هذه السمة و كثرة الحذف، حيث حذف كل ما يمكن للسامع أن يفهمه أو يدركه بالقرائن الموجودة، مثل قوله تعالى: « يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبيا» مريم، الآية 12 ، وقوله تعالى: « ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر، ليقولن الله » العنكبوت، الآية 61 .

  • الاتساع: هو نوع من الحذف للإيجاز وينتج عن نوع من المجاز بسبب نقل الكلمة من حكم كان لها إلى حكم ليس بحقيقة فيها، مثل قوله تعالى: « واسأل القرية » يوسف، الآية 82، والتقدير واسأل أهل القرية وأهل العير . و الاتساع هنا أنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح سؤاله.

  • التفخيم والتعظيم: و ذلك بتفخيم شأن المحذوف و إعظام قدره، ويأتي هذا بكثرة في المواضع التي فيها التعجب أو التهويل، مثل قوله تعالى: « وحتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها » الزمر، الآية 73، فحذف الجواب لأن وصف ما يجدونه في الجنة لا يتناهى.

  • التحقير: فتحقيـر للمحذوف يحذف من الكـلام و يصان اللسان عن ذكره، قولـه تعالى: « صم بكم عمي » طه، الآية 78، أي هم المنافقون .

  • قصد البيان بعد الإبهام: ويتحقق هذا في حالة وقوع الشرط، مثل قوله تعالى ﴿ ولو شاء الله لهداكم جميعا ﴾ الزمر 73، فمفعول المشيئة محذوف تقديره ولو شاء الله هدايتكم لهداكم.

  • الإبهام: وفيه يتعمد المتحدث الحدف حتى لا ينصرف ذهن المستمع، مثل قوله تعالى : ﴿وإذا حييتم﴾ فلا يهم فاعل التحية المهم حدث التحية نفسه.

  • الإشعار باللهفة:  غرض لباب الإغراء والتحذير، مثل قوله تعالى: ﴿ناقة الله وسقياها﴾، التقدير ذروا ناقة الله والزموا سقياها.

  • الحفاظ على السجع: وهو غرض لفظي حيث يحذف حرف أو أكثر، مثل قوله تعالى: ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ ، فمفعول الفعل قلى ضمير مخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم محذوف برعاية الفاصلة . [1]


أنواع الحذف


حذف الجملة


حذف الجملة من الكلام هـو أظهر أنـواع الحـذف، لأنـه الأكثـر استخدام مـن بـین الأنواع الأخـرى، ویـأتي حـذف الجملـة علـى عـدة أنواع، وهي: [2]


  • حذف جملة الشرط: إن حذف جملة الشرط يأتي كثیرا في اللغـة العربيـة، ويأتي توخيا للإیجاز والاختصار. وحـذف الجـواب أبلـغ فـي المعنـى مـن إظهـاره، مثل قولـه تعـالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (آل عمران ٣١) .


ومما ورد في كلام العـرب مـن حـذفهم لجملـة الشـرط، قـولهم: النـاس مجزیـون بأفعالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا .


  • حذف الجملة في القسم: ورد في كلام العرب حذف الجملة في القسم، ومن ذلك قولهم: (بالله) أي: أحلف باالله فحذفوا أحلف للعلم به والاستغناء عن ذكره. وقد یحذف القسم وجوابه، مثلم: لأفعلن أي: والله لأفعلن. ومثال حذف جوابه قوله تعالى: “


    وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ . هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ “.

  • حذف الجملة الفعلية: یحصل حـذف الفعـل في نوعين أحدهما أن تحذفه والفاعل فيـه، فهـو حـذف جملـة، مثل: زيدا ضربته، فلما أضمرت فسرته بقولك: ضربته، وتحذف الجملة الفعلية في كلام العرب كثیرا، ومن الشواهد على حذفها في القرآن الكریم، ْ ما جاء في قوله تعالى: “فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا” (فانفجرت) متعلقة بمحذوف أي فضرب فانفجرت.

  • حذف جملة القول: يحذف العرب فعل القول من قال، وورد هذا في قوله تعالى كثيرا، مثل “فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم”، أي فيقال لهم أكفرتم، وقوله تعالى: “والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم” أي يقولون.


حذف الكلمة


  • حذف الفعل: هذا النوع يقصد منه أن يحذف الفعل وحده، وهذا هو غرض هذا الموضع وذلك أن یكون الفاعل مفصولا عنه مرفوعا بفعل محذوف يفسره المذكور، مثل قوله تعالى “إذا السماء انشقت”، “إذا الشمس كورت”.

  • حذف الاسم: وهناك أنواع، حيث يوجد حذف الصفة والموصوف، وحذف المضاف والمضاف إليه، وحذف المبتدأ والخبر، وحذف الفاعل، وحذف المفاعيل، وحذف الحال، وحذف المنادى.

  • حذف الحرف: أحرف الحذف هي الألف، همزة الاستفهام، كي المصدرية، أن الناصبة، لا النافية، النون والتنوين، وحرف النداء “يا”. [3]


تعريف الحذف لغة واصطلاحا


تعريف الحذف في اللغة


جاء في معجم القاموس للفيروز آبادي قوله:« حذفه يحذفه أسقطه.. » ، فالحذف عنده هو الإسقاط .


أما في معجم لسان العرب لابن منظور فقد جاء تعريف الحذف على أنه “حذف الشيء يحذفه حذفًا” قطعه من طرفه.


ومعظم التعريفات الواردة في القواميس والمعاجم تدور حول معنى عام وشامل هو أن الحذف يعني القطع، أو البتر والإسقاط .


الأصـل اللغـوي لمـادة (ح ذ ف) هـو دلالتهـا علـى إسـقاط الشـيء، وهـو مـأخوذ مـن قـول العـرب: حـذفت مـن شـعري أي أخـذت .


ومنه قولهم: حذف الصانع الشيء إذا سواه تسویة حسنة، كأنه حذف كل ما یجب حذفه حتـى خـلا مـن كـل عیـب.


ومـا جـاء في الشعر بهذا المعنى قول امرئ القيس يصف فرسه وخروجه إلى الصید: لها جبهة كسراة المجن.


جاء في اللسان : حذف الشيء يحذفه قطعه من طرفه .


ذكر أبو بكر الرازي في كتابه ” مختار الصحاح من باب ” ح ذ ف” حذف الشيء أسقطه و حذفه بالعصا رماه بها .


وفي كتاب “المعجم المفصل في علوم البلاغة” الحذف ” حذف الشيء یحذفه ً : حَذف الشيء إسقاطه.


تعريف الحذف في الاصطلاح


ظاهرة الحذف عند اللغويون القدامى تعني الإضمار، أما عند النحاة فهم يفرقون بين الإضمار والحذف، وذلك من خلال قولهم “إن الفاعل لا يحذف ولكنه يضمر”، وهذا يعني أنهم يقصدون بالمضمر أنه م لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن أن يضمر أو يظهر أما المحذوف يمكن الاستغناء عنه ولا يظهر ولكنه يقدر.


وبذلك يمكن تعريف الحذف على أنه “إسقاط جزء من الكلام أو كله لا يخل بالمعنى أو بالفهم، وذلك عند وجود ما يدل عليه”.

و

تعريف الحذف والزيادة


عند أهل الصرف هما تغيير الكلمة لفظا وخطا دون تغيير معناها أو حكمها.


الحذف في القرآن الكريم


  • ﴿ قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ﴾.

  • ﴿ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ﴾.

  • ﴿ لا إله إلاّ هو رب العرش الكريم ﴾.

  • ﴿ إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ﴾.

  • ﴿ يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك… ﴾.

  • ﴿ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ﴾.

  • ﴿ وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلاّ الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته، ويهيئ لكم من أمركم مرفقا، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ﴾.

  • ﴿ إلا كباسط كفيه على الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه… ﴾.

  • ﴿ فقلنا اضربوه ببعضها، كذلك يحيي الله الموتى ﴾ .

  • ( أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون، يوسف أيها الصديق ﴾.

  • ﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ﴾.

  • (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر، ليقولن الله).