توثيق سورة ق

طريقة توثيق سورة ق

سورة ق أحد السور المكية التي نزلت في مكة جميعها، وهذا

على اي اساس رتبت سور القران

، عدا الآية الثامنة والثلاثين، حيث نزلت في المدينة، فكلها نزلت قبل الهجرة ماعدا تلك الآية بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، يبلغ عدد آياتها خمسة وأربعون آية، تقع في المرتبة الخمسين في المصحف، في الجزء السادس والعشرون.

سميت سورة ق بهذا الاسم نسبة إلى أول حرف فيها، وهو حرق القاف، مثل

اسماء سور القران

كصورة ص، ون وحم، وطس، حيث إنها الحروف المتقطعة في القرآن الكريم هي معجزة ألهيه لتعجيز الكفار وهي إعجاز كبير وعظيم حيث إن جميع الخلق غير قادرون على أن يأتوا بسورة من مثله[1].

مضمون سورة ق

  • وقال أبو داود : حدثنا

    محمد بن بشار

    ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن خبيب ، عن عبد الله بن محمد بن معن ، عن ابنة الحارث بن النعمان قالت :

    ما حفظت ” ق ” إلا من في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب بها كل جمعة . قالت : وكان تنورنا وتنور رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واحدا، وهي أحدى

    الدروس المستفادة من سورة ق

    [3].
  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بها كثيراً ويرددها كثيراً حتى حفظها الصحابة الكرام جراء تكراره لها[2].
  • كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ

    اجزاء القران الكريم

    ، فكان يقرأ سورة ق في العيد وفي يوم الجمعة.

فضل سورة ق

يعتبر فضل سورة ق كبير إذ إنها أول الحزب المفصل والدليل على أنها أول المفصل ،ما رواه أبو داود في سنته إذ قال” حدثنا مسدد، حدثنا قران بن تمام، ( ح ) وحدثنا

عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج

، حدثنا

أبو خالد سليمان بن حبان

– وهذا لفظه – عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جده – قال عبد الله بن سعيد : حدثنيه أوس بن حذيفة  ثم اتفقا .

قال :

قدمنا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له – قال مسدد : وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم من ثقيف، قال: كان رسول الله [ – صلى الله عليه وسلم – ] كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا – قال أبو سعيد : قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام – فأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه قريش ، ثم يقول : لا سواء وكنا مستضعفين مستذلين – قال مسدد : بمكة – فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ، ندال عليهم ويدالون علينا . فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه ، فقلنا : لقد أبطأت عنا الليلة قال: ” إنه طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمه ” . قال أوس : سألت أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده[3]

شرح سورة ق

تتلخص مقاصد سورة ق وفق

سبب نزول سورة ق

حيث قال ابن عاشور فيما يلي[4]:

  • جاءت صورة ق من أجل التنويه بعظمة وشان وسمو القرآن الكريم.
  • جاءت للتعجب والاستنكار من فعل الكفار في تكذيب نبي جاء من بينهم،
  • جاءت السورة الكريمة من أجل مواجهة الكافرين بتكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أحدى

    معاني أسماء سور القرآن الكريم

    .
  • جاءت بوصف السماوات والأرض، وكيف للكفار لا يدركوا عظمة الله الحق في حلقه، إذ يقول عز وجل “أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ  تبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ  وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ  رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ”.

سبب نزول سورة ق

  • نزلت السورة بالوعيد للكافرين على كفرهم وغلظة قلبهم، وكم هلك من قبلهم الفاسدون “وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ، وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ، إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ، نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ”
  • جاء بتأكيد أن محمد صلى الله عليه وسلم بشر عادي من البشر، ومعه رسالة ألهيه لا يمكن لبشر أن يكتبها أو يؤلفها، فهي تعجيز لكل بشر، والدليل على ذلك أن لا أحد يستطيع أن يأتي بسورة من مثلة.
  • جاءت بالدلالة على وجود الله تعالى، وقصت وسردت الأحداث منذ بداية الخليقة الدالة على البعث، فالله تعالى هو من خلق السماوات والأرض، والنبات والشجر، كما غنه من زين الأرض بما فيها، وشبه ذلك الله تعالى بأنه كما خلق كل شيء من عدم، قادر على إحياؤه مرة أخرى “يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ”
  • استوعد الله تعالى للكافرين بعذاب أليم، كما وصف أهوال يوم القيامة وكيف إنه يوم عسير على الكافرين.
  • جاءت السورة المباركة موضحة موقف النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الاعتناء لأذى الكافرين، واهتمامه برسالته ودعوته المباركة.
  • ذكر في السورة الكريمة أن الله تعالى لم يكلف النبي صلى الله عليه وسلم بان يفرض الدين على الكافرين، بل أن يدعوهم ويتركهم وشأنهم، فالله تعالى يحاسبهم يوم القيامة بكفرهم.
  • ذكرت السورة الكريمة، ما يلقاه المؤمنين في الآخرة من نعيم وجنة عرضها السماوات والأرض، فهذا ما جاء في

    مراحل جمع القران الكريم

    .
  • أمر الله تعالى النبي بالصبر والاحتساب وإنه يعلم بما يفعلوا” فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ”
  • أثنى الله تعالى على المؤمنين في السورة المباركة على المؤمنين أثناء بعثهم لأنهم يتذكروا القرآن الكريم.
  • وضحت السورة الكريمة علم الله تعالى بما تخفيه الصدور، وبكافة مجريات الأمور، وأوضحت علم الله تعالى بكل ما يفعله البشر سر وعلانية، وإنه يجازي الذين كفروا ويجازي المؤمنين كله بفعلته، وذلك وضح في قول” نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ” آية 45.