أدوات الجزم وإعرابها

لاتهمل واجبك علامة جزم تهمل

العديد من الطلاب يحتارون في إجابة بعض الأسئلة الإعرابية الخاصة بالنحو، كما أنهم في بعض الأحيان يطلب منهم المعلم عمل الواجبات المنزلية والتي تتضمن إعراب بعض الجمل، ومن الدروس النحوية التي يمكن أن يواجه الطلاب صعوبة في فهمها وإعراب الجمل الخاصة بها هو درس أدوات الجزم، فعلى سبيل المثال جملة (لا تهمل واجبك) يكون فيها الفعل (تهمل) مجزوم بحرف الجزم (لا) وعلامة جزمه السكون.


حروف

الجزم

الفعل المضارع المجزوم يكون هو الفعل الذي سبقه واحدة من أدوات الجزم، و


حروف الجزم و النصب


متعددة ولكن لكلٍ منهما عمله الإعرابي الخاص به، ولكنهما يشتركان في الدخول على الفعل المضارع فقط، كما أن أدوات الجزم عبارة عن قسمين هما، الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا، والتي تجزم فعلين وتعرف باسم أدوات الشرط الجازمة، وفي الآتي بيان كل قسم منهما:

الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا

أدوات الجزم التي تجزم فعلًا واحدًا عبارة عن أربعة وهم (لم، لمّا، لا الناهية، ولام الأمر)، وهم كالتالي: [1]


  • لم:

    وهو حرف جزم يدل على النفي، كما يقوم بتحويل زمن حدوث الفعل من المضارع إلى الماضي، ومن الأمثلة عليه نجد (لم ينتبه أحد إلى الطفل)، إذ أن حرف الجزم (لم) جعل الفعل المضارع (ينتبه) مجزوم، كما يمكن أن يدخل عليه همزة الاستفهام ولا تقوم بتغيير عمله، فعلى سبيل المثال يمكن أن يُقال (ألم أنبّهْك؟)، وكذلك يمكن إضافة أداة شرط إليها مثل (سنتأخر إن لم تستيقظ باكرًا).

  • لمّا:

    تدل هذه الأداة على نفي الفعل المضارع من الماضي إلى الزمن الخاص بالمتكلم وهو الحاضر، فمثلًا (ذهب ولمّا يصل)، بمعنى أنه لم يصل حتى هذا الوقت أو حتى زمن التكلم ولكنه سوف يصل، كما يمكن أن يتم استخدامها حينما يُتوقع حدوث الفعل، ومثال ذلك (لم يصل) ولكن من المتوقع أنه سيصل، وقد ذكر العلماء هنا أنه يمكن حذف الفعل المجزوم بعدها إن كان من المعروف ما يدل عليه الكلام، فعلى سبيل المثال (بدأت المذاكرة باكرًا ولمّا)، وذلك بمعنى أنه لم ينتهي بعد.

  • لا الناهية:

    تدل على النهي، وذلك حينما يكون النهي من الأعلى وحتى الأقل، مثل قول الوالد إلى ابنه (لا تقصر في صلاتك)، أو يمكن أن تدل على النهي من الأقل وحتى الأعلى في حالة الدعاء مثل قول الله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ” [البقرة: 286]، ويمكن أن تدل على الالتماس في حال كان من فرد متساوي مع الآخر مثل قول الأخت لأختها (لا تتأخري!).

  • لام الأمر:

    وتُعرف كذلك باسم لام الطلب، حيث إنها تدل على الطلب، ففي حين كان من الأعلى في المقام إلى الأقل مثل قول المعلم للطالب (لتؤدي واجباتك المنزلية)، إذ أنها تدل على الأمر، ولكن في حالة كانت من الأقل للأعلى فتدل على الطلب مثل قول الابن لأبيه (لتمنحني بعض المال)، وحينما تكون من فرد متساوي مع الآخر فتدل على الالتماس أي الطلب المصحوب بالرجاء مثل قول الزميل لزميله (لنتحدث غدًا)، بالإضافة إلى أن حركة لام الأمر هي الكسرة ولكن عندما يأتي قبلها الواو أو الفاء فتُسكن عادًة مثل قوله عز وجل: “فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ” [الحج: 15].

الأدوات التي تجزم فعلين

الأدوات التي تجزم فعلين تسمى أدوات الشرط الجازمة، والفعلين الذين تجزمهما هما فعل الشرط وجواب الشرط، وكذلك تربط بين جملتين إذ تكون الجملة الأولى شرط لحدوث الجملة الثانية، وهذه الأدوات هي (إن، ما، مهما، أيان، أينما، أنى، من، أين، حيثما، متى، أي، وكيفما)، وجميع تلك الأدوات عبارة عن أسماء ما عدا إن فهي حرف، وفي الآتي توضيح هذه الأدوات: [1]


  • إن:

    حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وهو يعمل على ربط فعل الشرط بالجواب، ومثال ذلك (إن تذاكر تنجح).

  • من


    :

    اسم شرط جازم يستخدم مع العاقل ويكون إعرابه في محل نصب مفعول به إذا كان من الأفعال المتعدية، فعلى سبيل المثال (من تُكرم يُكرمك)، أو قد يُعرب في محل رفع مبتدأ مثل (من يُصلي ينل رضى الله).

  • ما ومهما:

    يعتبران من أسماء الشرط الجازمة التي تأتي مع غير العاقل، ويعربان في محل نصب مفعول به في حالة كان فعل الشرط متعديًا وله رابط بالمعنى فمثلًا (مهما تعمل من خير ينفعك)، أو يمكن أن تأتي في محل رفع مبتدأ ومثال ذلك (ما تفعله افعله).

  • أين، أينما، أنّى، وحيثما:

    هذه الأسماء تدل على المكان، كما تُعرب في محل نصب مفعول فيه وهو ظرف المكان مثل (حيثما ينزلْ المطر تخصبْ الأرض).

  • متى، وأيّان:

    وهما من أسماء الشرط الجازمة التي تشير إلى الزمان، ويكون إعرابهما في محل نصب مفعول فيه وهو ظرف الزمان) فمثلًا (متى يأتِ الربيع تُزهِر الأشجار).

  • كيفما:

    تدل على الحال، ولكن من الضروري أن يكون فعل الشرط وجوابه بذات اللفظ، ويكون إعرابها في محل نصب حال، مثل (كيفما تعامل أصدقائك يعاملوك).

  • أي:

    جميع أدوات الشرط الجازمة مبنية ما عدا أي فهي معربة، وتعرب على أساس ما تضاف إليه، حيث إذا أضيفت إلى اسم علم فيكون إعرابها مبتدأ، مثل (أيُّ طالبةٍ تجتهد تتفوق في دراستها)، وأيضًا إذا أضيفت إلى زمان أو مكان يكون إعرابها مفعولًا فيه مثل (أيَّ بلدٍ تسافر إليه تجد أصدقاءً).


أمثلة على جزم الفعل المضارع

هناك في الشعر العربي والقرآن الكريم العديد من الشواهد الإعرابية على جزم الفعل المضارع سواءً كان لفعل مضارع واحد، أو فعلين مضارعين، ومن الشواهد عليه التالي:

  • قول الله تعالى: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا”، الفعل المجزوم هنا هو (تمش)، ويكون إعرابه هو: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت).
  • قول الشاعر: (ومَنْ لا يُقدِّمْ رِجْلَهُ مُطمَئِنّةً         فَيُثْبتَها في مُسْتَوى الأَرضِ، يَزْلَقِ)، ففي هذا البيت نجد الفعلين المضارعين (يُقدم) و(يزلق) مجزومين، ويكون الإعراب هو (من لا يقدم): فعل مضارع مجزوم باسم الشرط الجازم (من) وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو)، كما أن إعراب الفعل المضارع (يزلق): فعل مضارع مجزوم باسم الشرط (من) وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو).
  • قول الله تعالى: “إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ”، ففي تلك الآية الكريمة الفعلين المضارعين (يكونوا) و(يغنهم) مجزومان، والإعراب هو (يكونوا): فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف الشرط إن، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع اسم يكون، بينما إعراب (يغنهم): فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، و(الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.