ما الأوزان التي ذكرت في القرآن

الأوزان والمقاييس والمكاييل

المقاييس والمكاييل والأوزان هي وسائل تستخدم لضبط التعاملات الحياتية بين الناس بمعيار العدل، قال تعالى : “وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين” في “سورة هود” آية 85

واهتم المسلمون والعرب كافة بالمقاييس والأوزان والمكاييل اهتمامًا كبيراً، سنتحدث عن مجموعة من المقاييس والأوزان لا تزال تستخدم حتى عصرنا هذا، حيث أن أغلب المعايير القديمة اندثرت، ويشتمل القرآن على بعضا منها، كما تحمل الأحاديث النبوية والاثار التاريخية قدرا كبيراً منها، وهذه الأوزان والمقاييس التي وردت في كتاب الله تعالى، وورد في السنة نفسها وغيرها، قد أحصاها العلماء بما يقارب أربعة عشر صنفاً ، وقد عرفت بهذه الأسماء : الميزان ، القيراط ، الدانق ، الدرهم ، الدينار ، النواة ، النش ، الأوقية ، الرطل ، المن ، المنى ، القنطار ، البهار ، المثقال.

هناك بعض منها لم تعد تستخدم بلفظها وحتى لا نقف محتارين فيها، فأتينا بما يقابلها من مقاييس و أوزان عصرنا الحالي لفهم معانيها والقدرة على استخدامها بالطريقة الصحيحة.

الأوزان

تختلف الأوزان بداية من الدينار حتى نصل إلي حبة الشعير:

  • الدينار، هو نقود ذهبية تساوي بالمقادير الحديثة لعصرنا الحالي 72 حبة او ما يعادل 4.25 جم، ما يعادل خمسون قرشا مصريا، وجنيه إسترليني
  • حبة الشعير فهي تساوي 38/1 من الدرهم أو 0.00620 فضة.
  • النواة تعادل خمسة دراهم، والعشرون درهمًا تسمى “النش”.
  • الدانق سدس الدرهم، وهو يعادل قيراطين.
  • ربع الدانق والذي يساوي حبتان من الشعير يسمى “الطوج”.
  • المثقال وزن مقدر في الذهب وهو يساوي 72 حبة أو 4.25 جم ومثقال الأشياء الأخرى يعادل 80 حبة أو 4.5 جم.
  • القنطار معيار وزن يساوى 100 رطل، ويختلف باختلاف الأماكن أيضًا.
  • الفلس هو من الأوزان الدقيقة والتي تعادل 1/72 من الحبة أو 0.00082 جم.

تلك كانت مقاييس وأوزان الزمان القديم، ولم يتبقى منها غير اقل القليل على مر الزمان، واندثر الكثير منها بين الكتب ليغني تراثنا.[1]

الأوزان التي وردت في القرآن الكريم

ذكرت مجموعة من الأوزان والمقاييس في القرآن الكريم وهي:


  • الصاع

    :جمع أصواع أو أصوع وجاء بلفظ صواع أو صيعان ، ويذكّر ويؤنّث  ، ويعادل كيلوان وخمسة وثلاثون جراماً ، ورد الصواع في قوله تعالى في سورة يوسف : ﴿قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ﴾ [الآية: ٧٢]

  • القنطار

    :ستة أمنان ، والمن يساوي شرعاً 180 مثقالاً  ، ورد في قوله تعالى : ﴿وَإِن أَرَدتُمُ استِبدالَ زَوجٍ مَكانَ زَوجٍ وَآتَيتُم إِحداهُنَّ قِنطارًا﴾ [النساء: ٢٠]

  • المثقال

    :عرفاً يساوي درهماً ونصف درهم ، ورد في قوله تعالى : ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ ۝ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧-٨]

  • الدرهم

    :ويعادل اربع حبّات من الحمص ، ورد في قوله تعالى : ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠]

  • الدينار

    :مثقال شرعي ، ورد في قوله تعالى : ﴿وَمِنهُم مَن إِن تَأمَنهُ بِدينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيكَ﴾ [آل عمران: ٧٥]

  • الذراع

    :عرف الذراع بين الناس كوحدة لقياس الطول وهي طوليا أقل من المتر الذي نعرفه ، وطول الذراع الشرعي يساوي ٤٩ سنتيمتر، ورد ذكر الذراع في قوله تعالى : ﴿ثُمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعونَ ذِراعًا فَاسلُكوهُ﴾ [الحاقة: ٣٢]

وذكر الله تعالى أيضاً في  آياته العظيمة:

  • ﴿ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ﴾ [هود: ٨٤].
  • ﴿ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ﴾ [هود: ٨٥].
  • ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ [الأعراف: ٨].
  • ﴿ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ﴾ [يوسف: ٦٥].

الميزان والمكيال في اللغة


الميزان

: مفعال من وزن ، كالمكيال من كال ، قالت العرب : وزنت الشيء وزناً وزنة ، أي امتحنته بما يعادله ، والوزن في اللغة هو التقدير بواسطة الميزان .


المكيال

: اسم يعم جميع ما تُعاير به المكيلات ، فمكيال على وزن مفعال والكيل أصله مصدر ، كال الطعام وغيره يكيله كيلاً، والمكيال مشتق منه ، والكيل في اللغة هو: تحديد مقدار الشيء بواسطة آلة لذلك هو الكيل والمكيال ، والكيلة اسم هيئة.

  • وقد استعملوا للكيل : المد والصاع وغيرهما.
  • واستعملوا للوزن : الدينار والدرهم والأوقية وغيرها.

المكاييل في عهد الرسول

كانت الوحدات الأساسية للمكاييل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هي المد والصاع، وأي مكيال دونهم ما هو إلا جزء منهم أو مضاعفة لهم، لهذا المد والصاع مفتاحين لمعرفة باقي المكاييل، واختلف العلماء في مقدار المد والصاع.


  • المد

    هو وحدة أساسية للمكيال وقدرها ملء كفى الشخص ويداها ممدودتين لذا سمي مدا، وقيل أن مقداره رطلان او رطل وثلث

  • الصاع

    هو الوحدة الأساسية الثانية للمكاييل ويستخدمه أهل المدينة، مقداره من كفى الإنسان أربع إمداد أما مقداره بالرطل اختلفوا فيه :

  1. الرأي الأول

    أن مقداره خمسة ارطال وثلث، وأن المد ربعه وهذا رأي المالكية والحنابلة والشافعية.

  2. الرأي الثاني

    أن الصاع ثمانية أرطال، والمد ربعه أي رطلين وهذا قول الآحناف ومحمد تلميذ أبي حنيفة.

المُدّ والصاع في المقادير المعاصرة

لتحديد المقادير المعاصرة للمكاييل، لابد من معرفة مقدار المد والصاع بالجرام والكيلوجرام، وبعدها بيان باقي المكاييل بالمقادير المعاصرة لاعتمادها في التقدير على المد والصاع.

مقدار الرطل ببغداد عن جمهور الفقهاء 128,57 درهما، والدرهم يقدر بالجرام 2,970 جم، والصاع يقدر عند جمهور الفقهاء كما ذكرنا بخمسة ارطال وثلث فإن مقدار الصاع بالدرهم يساوي 681,421 درهما، والدرهم يساوي 2,970 جم، إذا في مقدار الصاع بالجرام 2024 جم، ومقدار الصاع بالكيلوجرام يساوي 2,024 كجم.

والمد ربع الصاع والمد يساوي 506 جم.

مقادير المكاييل الأخرى

أما المكاييل الأخرى التي تعتبر جزء من المد والصداع، أو مضاعفة لهما سنعتمد على رأي الجمهور في مقدار الصاع وهو 2020 جم، وسنتواصل لمقدار باقي المكاييل الأخرى من خلال مقدار الصاع المعتمد.

  • القسط ومقداره نصف صاع مقدار القسط بالجرام يساوي 1012 جم ووزنه بالكيلوجرام 1,012 كجم
  • الكليجة ومقداره منا أو سبعة أثمان منا، والمنا رطلان، والقول الراجح سبعة أعشار الصاع، وقيل نصف صاع، مقدار الكليجة بالجرام 1417 جم ومقدارها بالكيلوجرام 1,417 كجم.
  • المختوم وهو يساوي مقدار الصاع وسمي مختوما لختم الأمراء أعلاه منعا للتلاعب.
  • المكوك ومقداره صاع ونصف ومقدار المكوك بالجرام 3036 جم ومقداره بالكيلوجرام 3,036 كجم
  • الفرق وهو معروف لأهل المدينة ومقداره ثلاثة أصوع ومقداره بالجرام 6072 جم ومقداره بالكيلوجرام 6,072 كجم.
  • الويبة مقداره تسعة أصوع وقيل خمسة أصوع ونصف، ويقدر بالجرام على أنه ستة أصوع  ب 12144 جم، وبالكيلوجرام يساوي 12,144 كجم
  • المدى ومقداره سبعة أصوع ونصف وقيل اثنين وعشرين صاع ونصف، ويقدر بالجرام 15180جم ويقدر بالكيلوجرام 15,180 كجم.
  • القفيز ومقداره ثمانية مكاكيك والمكوك صاعا ونصف، ويقدر بالجرام 24288 جم ويقدر بالكيلوجرام 24,288 كجم.
  • العرق قيل يقدر بخمسة عشر صاعا ويقدر بالجرام 30360 جم، ويقدر بالكيلوجرام ب 30,360 كجم.
  • الاردب ويعادل أربعة وعشرين صاعا ويقدر بالجرام 48576 جم، ويقدر بالكيلوجرام 48,576 كجم.
  • القلة وتعادل 46,875 صاعا وتقدر بالجرام 94875 جم، وتقدر بالكيلوجرام 94,875 كجم.
  • التجريب يعادل ثمانية وأربعين صاعا ويقدر بالجرام 97152 جم، ويقدر بالكيلوجرام 97,152 كجم
  • الوسق يعادل ستين صاع ويقدر بالجرام 121440جم، ويقدر بالكيلوجرام 121,440 كجم.

مقادير المقاييس (الأطوال)

إذا أردنا معرفة المقاييس بالمقادير المعاصرة لابد من معرفة مقدار الذراع بأعتبارها الوحدة الأساسية للمقاييس، إذا سنعرف في البداية مقدار الذراع بالمقادير المعاصرة، ونقدر المقاييس الأخرى المراد معرفتها بمقداره.

اختلف الفقهاء في تحديد مقدار الذراع الشرعي نظرا لكثرة أنواع الأذرع التي استخدمت في العصور المختلفة، ولأسباب متعددة، فمنها من يتساوى في أطواله ويختلف في أسمائهم، ومنها من يختلف في الاطوال والأسماء معا، ورجح احد العلماء ان تحديد مقدار الذراع ينطبق على ذراع اليد ومقدار الذراع المذكور في الكتب أربعة وعشرين أصبع معتدلة بالعرض، ومقدار الأصبع ست حبات من الشعير معتدلة بالعرض.

مقدار الذراع في المقادير المعاصرة بما أن مقدار الذراع في المقادير الشرعية بأربع وعشرين أصبع والأصبع ست حبات شعير، وعرض كل شعيرة ست شعرات من شعر البغل، ومقدار شعرة البغل بالسنتمتر 0,054سم، فإن مقدار الذراع بالسنتمتر 46,656سم.

عند المعاصرين مقدار شعرة البغل 0,05 سم فإن مقدار الذراع بالسنتمتر، 43,2سم والرأي الأول أرجح المقدر ب 0,054 سم.[2]