مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس

اين تقع شبه الجزيرة الايبيرية أو الاندلس

شبه الجزيرة الإيبيرية كانت نعرف قبل الفتح الإسلامي باسم ايباريه و التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أوروبا.

تكون اسبانيا البرتغال، اندورا و منطقة جبل طارق الأجزاء الرئيسية لشبه الجزيرة الإيبيرية و هي


الدول التي تشغل منطقة الاندلس اليوم


و يحدها من الجنوب الشرقي البحر الأبيض المتوسط أما حدودها الشمالية الغربية فهي المحيط الأطلسي و تصل مساحتها إلى 600 كيلو متر مربع و تغطي اسبانيا الجزء الأعظم من شبه الجزيرة.

تحتوي شبه الجزيرة الإيبيرية على كثير من السلاسل الجبلية و التي يصل ارتفاعها ال 1600م. و تعتبر ايباريه من الأماكن الجميلة في العالم و التي تم وصفها على أنها (شامية في طيبها وهوائها ، يمانية في إعتدالها واستوائها ، هندية في عطرىا وذكائها ، احوازية في معظم جبايتها ، صينية في جواهر معادنها و عدنية في منافع سواحلها. [1]

متى فتح المسلمون الاندلس

فيما لا شك فيه بأن الجانب التاريخي لأي أرض كانت و قراءة


معلومات عن تاريخ الأندلس


و تاريخ غيرها من الدول التي كانت تعتبر عظمى في يوم من الايام له كثير من الفائدة لإستقراء المستقبل من صفحات الماضي المشرق.

تم تسمية هذه الجزيرة باسم باطقة نسبة إلى نهر قرطبة بعد إطلاق اسم ابياريه عليها اما الإسم الثالث لها فهو إشبانيا نسبة إلى رجل قد امتلك هذه الارض و إسمه اشبان و تم اشتقاق الاسم العربي اسبانيا منه و هكذا تمت تسميتها بspain باللغة الإنجليزية .

دخل العرب المسلمون شبه الجزيرة الايبيرية في عام 92 هجري و استعملوا إسم الاندلس لهذه الارض و الذي تم اطلاقه عليها من قبل القبائل الجرمانية في القرن الخامس الميلادي و هكذا بدأت سلسلة الفتح الإسلامي في المنطقة .

فتح العرب المسلمون للأندلس (شبه الجزيرة الايبيرية ) حاله كحال جميع الفتوحات الإسلامية التي كان هدفها الرئيسي هو نشر الدين الإسلامي في أغلب بقاع الأرض. [1]

كيف بدأ الفتح الاسلامي للاندلس

عندما يتراود السؤال


كيف تم فتح الأندلس


إلى أذهاننا نجيب بشكل فوري بأن فتح الأندلس قد تم بفضل القائد طارق بن زياد و لكن التاريخ له إجاية أوسع من تلك الإجاية المختصرة و التي توضح لنا أسباباً كانت مجهولة و لكنها حساسة جداً و لا تقل أهمية من قيادة طارق بن زياد لتلك المعركة.

حيث قرر حاكم مدينة سبتة في ذاك الوقت (جوليان ) و أبناء الملك السابق غيطشة التخلص من حاكم إسبانيا لأسباب عديدة , فأرسلوا نداء إستغاثة للمسلمين لتخليصهم منه و هذا ما جعل الفتح بالنسبة للعرب المسلمين خالي من الصعوبات. حيث قام جوليان بعرض التسهيلات لدخول الأندلس من قبل المسلمين لطارق بن زياد حاكم مدينة طنجة آنذاك .

أما الأخير فلم يعطي قراره النهائي في الأمر إلا بعد إستشارة موسى بن نصير و الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك اللذان وافقا على هذا الفتح لتوسيع الرقعة الإسلامية في العالم و لكن مع أخذ الحيطة و الحذر تحسباً من هدر أرواح المسلمين و دمائهم. أرسل موسى بن نصير حملة استطلاعية تتضمن مئة فارس , خمسمئة جندي و أربعمئة من المشاة بقيادة طريف بن مالك المعافري لتقصي الأوضاع في الأندلس و خصوصا المنطقة الجنوبية منها .

و عاد القائد طريف من هذه الحملة إلى طنجة بغنائم كثيرة و معلومات عظيمة و مفيدة للحملة العسكرية القادمة . قد تم فيما بعد اختيار قائد الحملة العسكرية من قبل موسى بن نصير و قد وقع الخيار آنذاك على القائد طارق بن زياد في عام 92 هجري / 711 ميلادي و الذي تولى هذه الحملة برفقة سبعة آلاف مقاتل. [1]

معركة كورة شذونة و فتح الاندلس

تدور أحاديث و روايات كثيرة حول مساعدة سبتة للقائد طارق بن زياد في عملية عبورة إلى شبه الجزيرة الايبيرية و ذلك عن طريق تقديم السفن له و لكن ليس من المنطق في ان تكون هكذا حملة عظيمة تتألف من سبعة الاف مقاتل حملة ارتجالية غير محضر لها بشكل كامل من قبل العرب المسلمين و هذا ما يدل على عبور القائد طارق بن زياد إلى شبه الجزيرة الايبيرية على متن سفن كثيرة العدد قد تم تصنعيها و تجهيزها خصيصا” لعملية الفتح الاسلامي التي تمت في الأندلس.

عندما علم ملك اسبانيا رودريكو (لوذريق) بقدوم جيش مسلم بقيادة طارق بن زياد قام بتحضير العدة و العتاد و جهز مئة الف مقاتل للنيل من المسلمين العرب و لكن حنكة طارق بن زياد و خبرته الإستراتيجية في الحروب إضافة الى مساعدة القائد طريف قد جعلتهم يربحون المعركة بعد ثمانية إيام من القتال على الرغم من مشاركة إثني عشر الف مقاتل عربي مسلم فقط و قد سميت هذه المعركة بمعركة كورة شذونة و التي كانت في تاريخ 29 رمضان سنة 92 هجري.

بعد فوز المسلمين في هذه المعركة قام موسى بن نصير بزيارة الأندلس برفقة ثمانية عشر الف مقاتل قد تم نشرهم في أرجاء شبه الجزيرة و فتح المدن التي لم يتم فتحها بعد من قبل القائد طارق بن زياد.

بدأ الفتح في مدن المملكة القوطية على يد طارق بن زياد حيث تساقطت مدن شذونة، مورور و قورمونة على التوالي ثم اتجه الى مدينة إشبيلية التي انضمت الى مدن الفتح بعد مقاومة لا تذكر من قبل حامية المدينة ثم واصل طارق بن زياد زحفه الى مدينة قربة و من ثمة طليطلة عاصمة الدولة القوطية ثم نحو الشمال حتى وصوله الى مدينة المائدة.

و عند وصول موسى بن نصير الى إلاندلس واصل فتح المدن، التي لم بتم فتحها من قبل طارق بن زياد و إفتتحا معاً مدينة سرقسطة و المناطق القريبة منها و تمت مواصلة الفتوحات في الغرب حتى جاء أمر من الخليفة الاموي بإيقاف الفتوحات و توجه موسى بن نصير و طارق بن زياد إلى دمشق بشكل فوري و ذلك حفاظا” على أرواح المسلمين.[1]

نتائج الفتوحات الإسلامية في الأندلس

كان من أبرز النتائج الإيجابية للفتح الإسلامي هو إنتشار الدين الإسلامي في بلاد الغرب و تحول اسبانيا إلى ولاية تابعة للدولة الإسلامية الكبرى آنذاك، أما الفوائد الإجتماعية فقد لوحظ غياب التفرقة و التمييز بين طبقات المجتمع الغنية و الفقيرة و ذلك بسبب تعاليم الدين الإسلامي، التي انتشرت بشكل واسع في ذلك الوقت أما بالنسبة للنواحي الإقتصادية.

فقد تم إعادة توزيع الأراضي الزراعية بين العرب و الإسبان و البربر بشكل متساو و لم يعد هنالك اضطرارية الى عمل لإسبان فيالزراعة لصالح الاروستقراطية و التي لم تكن تعطهم الا مبالغ زهيد ةوهكذا تحسنت الحياة الاقتصادية في بلاد الاندلس. [1]

الاندلس قبل الفتح الإسلامي

هناك العديد من القبائل التي سكنت شبه الجزيرة الإيبيرية قبل الفتح الإسلامي، و من هذه القبائل: الفينيقيون، الرومانيون ، القرطاجيون و الإغريق الذين قاموا بتسميتها بإسم اسبانيا ثم غزتها فيما بعد القبائل المتبربرة والقوطيون إلى ان تم فتحها من قبل المسلمين في عام 92 هجرية؛ 711 ميلادي. [2]

هناك عوامل رئيسية قد أدت بطريقة غير مباشرة إلى المساهمة في الفتح الإسلامي و أهمها العامل السياسي، فلم يكن نظام الحكم ملكي في ذاك الوقت متعارف عليه في تلك الدولة و اعتادت اسبانيا على النظام الانتخابي في تولية الملك للعرش و كانت الانتخابات تضم النبلاء و رجال الدين لتنصيب الملك على عرشه .

و لكن في عام 700 م استلم الملك غطيشة ( ويتزا) الحكم عن أبيه و قد عين ابنه وقله (اخيلا) وليا” للعهد و ذلك الذي سبب في سخط طبقة النبلاء و محاولة خلعه من العرش بطرق شتى.

أما العامل الثاني و الذي لا يقل أهمية عن العامل السياسي فهو العامل الإجتماعي فقد كانت إسبانيا تنقسم الى طبقتين أساسيتين طبقة النبلاء و رجال الدين و هم الطبقة الراقية في المجتمع و التي لها من الميزات ما لا يعد ولا يحصى مقابل طبقة صغار الكسبة و الفلاحين و التي عليها من الضرائب و الإلتزامات ما لا يطاق ولا يحتمل.

و هكذا كان هذين العاملين الرئيسيين اللذين سببا بسقوط إسبانيا في أيدي الإسلام و المسلمين و نهوضها فكريا” و حضارياً و

أسباب جوهرية دفعت المسلمين لفتح الأندلس

. [2]

عصور الحكم الإسلامي في الأندلس

إستمر الحكم الإسلامي في الأندلس ثمانية قرون حيث شملت أغلب


مراحل تشكل العالم الإسلامي


و تم تقسيم هذه الفترة الى ثمانية عصور أ عهود . [3]

  1. العصر الاول ( عصر الفتح) : و،يضم الفترة التي قام بها طارق بن زياد و موسى بن نصير بعمليات الفتح الإسلامي و إستمر حوالي ال 4 سنوات . [4]
  2. العصر الثاني( عصر الولاة) : و هو الفترة اللاحقة للفتح الإسلامي و التي استمرت حتى نهاية الدولة الاموية بفترة تقدر ب 42 عاماً حكم خلالها بلاد الأندلس عشرون والياً . [4]
  3. العصر الثالث (عصر الإمارة) : و يضم فترة دخول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس و إنفصاله عن الخلافة العباسية  ، إستمر هذا العصر لمدة 178 عاماً و بدأ بمجيء عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس. [4]
  4. العصر الرابع ( عصر الخلافة) : و يضم فترة اعلان عبد، الرحمن الناصر نفسه خليفة و يعتبر هذا العصر هو ذروة الازدهار الاندلس .
  5. العصر الخامس ( عصر ملوك الطوائف) : وهو العصر الذي بدأ معه ضعف و انحطاط الأندلس. [3]
  6. العصر السادس ( عصر المرابطين) و هو الفترة التي تضم القضاء على ملوك الطوائف في الاندلس و البدء في تثبيت دعائم جديدة. [3]
  7. العصر السابع (عصر الموحدين) : و هي الفتررة التي تلت عصر المرابطين. [3]
  8. العصر الثامن و الأخير في المجد الأندلسي هو عصر مملكة غرناطة و الذي انتهى بالسقوط و انتهاء الحكم الإسلامي للأندلس.

و رغم ذلك فإن


آثار المسلمين الباقية في الأندلس


كالمساجد و بعض القصور موجودة إلى يومنا هذا و بهذا تكون قد خرجت الأندلس من


خريطة العالم الإسلامي


في عام 897 هجري / 1492 ميلادي. [3]