سبل تحصيل الاستعفاف

ماهي طرق تحصيل الاستعفاف

هناك العديد من السبل التي تمكن الفرد من الحصول على الاستعفاف، وذلك من أجل ملاحظة


آثار


الاستعفاف على المجتمع


وتذوق ثمرة تطبيقه، ومن أهم الأمور التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تحصيل الاستعفاف عن ما في يد الآخرين من مال ورزق، مع السعي إلى طلب هذا الرزق بالعمل الجاد والسعي في التجارة أو أي أمر حلال.

ويدل على هذا الأمر حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخيل لرجلٍ أجرٌ ولرجلٍ سترٌ وعلى رجلٍ وزرٌ ثلاثةُ أصنافٍ فأمَّا الذي له أجرٌ: فرجلٌ ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرجٍ أو روضةٍ يعني: الحبل طويل فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الرَّوضة كانت له حسناتٍ، ولو أنَّه انقطع طيلُها فاستنَّت شرفاً أو شرفين وعدت وجرت كانت آثارُها وأورواثها حسناتٌ له.

ولو أنَّها مرَّت بنهرٍ فشربت منه ولم ير أن يسقي كان ذلك حسناتٌ له فهي لذلك أجرٌ هذا جزاء الذي يعدُّ العُدَّة للجهاد، ويربط الخيل وقفاً في سبيل الله، يجاهد عليها هو أو يعطيها لمن يجاهد عليها، فهذا أجره حتى الرَّوث فيه أجرٌ، قال: ورجلٌ ربطها تغنِّياً وتعفُّفًا اتخذ الخيل تجارةً ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً لتتوالد عنده وتتكاثر ويبيع منها لأجل أن يغتني ويعفَّ نفسه عن أموال النَّاس.

قال: ورجلٌ ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً ثُمَّ لم ينس حقَّ الله في رقابها ولا ظهورها وهذا من أدلَّة الذين احتجُّوا بزكاة الخيل، والمسألة فيها نقاشٌ لأهل العلم، وعلى أيَّة حالٍ: إذا جُعلت للبيع والشِّراء ففيها الزَّكاة؛ لأنَّها من عورض التَّجارة ثُمَّ لم ينس حقَّ الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك سترٌ هذه السِّتر.

والسِّتر محمودٌ ورجلٌ ربطها فخراً ورياءً ونواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزرٌ[رواه البخاري 2242]. رواه البخاري. وهو الذي يتَّخذها فخراً ورياءً ليرائي بها ويفاخر بها في مجامع النَّاس والمحافل والمسابقات، فهذا عليه وزر.

ورواية أحمد في هذا الحديث: عن أبي هريرة: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن الخيل: الخيل معقودٌ بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، والخيل ثلاثة: وهي لرجلٍ أجرٌ وهي لرجلٍ سترٌ وهي على رجلٍ وزرٌ، فأمَّا الذي هي له أجرٌ الذي يتَّخذها ويحبسها في سبيل الله.

فما غيَّبت في بطونها فهو له أجرٌ وإن استنت منه شرفاً أو شرفين كان له في كُلِّ خُطوة خطاها أجرٌ، ولو عرض له نهرٌ فسقاها منه كان له بكُلِّ قطرةٍ غيبت ببطونها أجرٌ حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها وأمَّا الذي هي له سترٌ: فرجلٌ يتَّخذها تعفُّفاً وتجمُّلاً وتكرُّماً ولا ينسى حقَّها في ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها.

وأمَّا الذي عليه وزرٌ فرجلٌ يتَّخذها أشراً وبطراً ورئاءَ النَّاس وبذخاً عليه [رواه أحمد8965، وقال شعيب الأرنؤوط: “إسناده صحيح على شرط مسلم” مسند أحمد8965]. رواه أحمد. هذا إذاً يدلُّ على من اتخذ الخيل ليتاجر بها وتتوالد وتتكاثر يعفُّ نفسه عن أموال النَّاس، أنَّ هذا الرَّجل أراد بها السِّتر وأنَّه محمودٌ على فعله.

اهمية تحصيل الاستعفاف



الاستعفاف


هو السبيل نحو حياة كريمة ومجتمع صالح، وهو يتمثل في النزاهة والصبر على الحياة، والسعي إلى الحلال والبعد التام عن الحرام وتجنب ما لا يصح أن يقوم به الفرد المسلم، كما ينبغي أيضًا أن يتعفف الفرد عن كل ما هو يتصف بالدناءة مثل صفة الجشع خلال العزومات والتسابق في الحصول على الطعام.

وكذلك التسابق في عملية التجارة ومزاحمة التجار الصغار في مجالهم وربحهم القليل، فالتعفف هنا واجب، ويكون عكس العفة هي الخسة والدناءة، ومن المعروف أيضًا أن


العفة


تعتبر من أهم الأخلاقيات التي لابد أن يتحلى بها الكبار والصغار. [1]

العفة والاستعفاف في القرآن الكريم

قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:30-31]

وقال سبحانه وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} [النور من الآية:33].

وقال سبحانه وتعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ} [النور من الآية:60]

وقوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا} [النساء:6]. [2]

ماهو الاستعفاف في الاسلام

يتمثل


تعريف الاستعفاف


في كونه السعي إلى طلب العفة، ويكون معنى الاستعفاف الاصطلاحي هو ترك كل ما لا يحل للفرد ولا يليق به، مع البعد عن الحرام والتحلي بمكارم الأخلاق وأجمل الصفات، والاستعفاف يتعلق بجميع الأمور التي تشمل ذلك، ومن الرائع أن يجمع الفرد ما بين المروءة والعفة في الوقت ذاته.

أما عن


الفرق بين العفة والاستعفاف


فكما قال الإمام النووي، العفة هي البعد عما هو غير مباح بشكل تام، ويكون الغنى في هذه المواقف هو غنى النفس، مع الاستغناء عن الجميع وما يمتلكوه.

وحينما يعيش الفرد في المجتمع بشكل طبيعي تكون هناك العديد من فرص ارتكاب خطايا مختلفة وكثيرة، ومن أكثر الأمور شيوعًا هو التساهل في هذه الخطايا، لذلك يتطلب الأمر أن يمتلك الفرد منا أساس قوي للغاية من الأخلخاقيات والقيم والقدرة على حفظ الذات والسيطرة عليها.

ومن الأمور الضرورية أيضًا هي أن يناضل الفرد ضد أي عدو بشتى الطرق، مع الدخول إلى المعركة بكل إخلاص والتضامن بنية خالصة لا تحتوي على أي مصالح شخصية أو أنانية، وفي الدين الإسلامي يكون أفضل أنواع الجهاد هو السعي إلى مقاومة رغبات الفرد الغير مشروعة، مع طلب العفة والقيام بالصلوات والصوم والالتزام بالاخلاقيات والقيم المختلفة. [3]