أثر علماء المسلمين على الحضارة الغربية


التأثير الإسلامي في الحضارة الغربية

حينما ظهر الإسلام وأضاء بنوره العالم عمل على صياغة الأمم صياغة مختلفة وجديدة، وقد أصبحت بذلك خير أمةً عربية إسلامية أخرجت للناس، منطلقة خلف مظلة العقيدة والشريعة الإسلامية ناشرة ما لها من حضارة في كبرى الدول الأوروبية.

وقد كان


اثر الحضارة الاسلامية على اوروبا

كما كان للحضارة

الإسلامية كذلك بالغ الأثر على الدول الغربية خاصةً في ظل العصور الوسطى، حيث إن عدد كبير من المؤلفات العلمية بمختلف الفنون والعلوم قد انتقلت للدول الأوروبية بعد أن تم ترجمة تلك المؤلفات إلى اللاتينية، ثم بدأ تدريسها بالجامعات والمعاهد كما وقد تم اعتمادها بمثابة مراجع أوروبية يعتد بها خاصةً من قبل من قدر وأنصف تلك الحضارة من علماء الغرب. [1]


أثر العلماء المسلمين في الحضارة الأوروبية

الجميع ينظر بدهشة وانبهار إلى التقدم السريع والمتلاحق الذي تشهده الحضارة الغربية في مختلف المجالات والعلوم مما يجعل العرب يتمنون لو أن يلحقون بهم أو حتى يقتربوا من تقدمهم بعض الشيء، ومن المسلمين العرب من يسافر إلى البلاد الأوروبية من أجل تعلم واكتساب خبرة الغربيين، ولكن في الواقع ومنذ زمن بعيد كان من بين علماء المسلمين عباقرة تركوا خلفهم ما يعد هو حجر الأساس للتقدم الحضاري والعلمي بالدول الأوروبية، ومن أبرز إسهامات و


دور العلماء المسلمين في تطور العلوم


في الحضارة الأوروبية ما يلي:

إسهامات علماء المسلمين في الطيران



تعددت


اسهامات العلماء المسلمين في مختلف العلوم

ومنهم

عباس بن فرناس، أول طائر عاش بالفترة ما بين عامي (810م حتى 887م)،

وقد

كان العالم المسلم عباس بن فرناس هو أول من قام بمحاولة حقيقية لبناء آلة طيران وأخذها بالهواء في القرن التاسع بمدينة قرطبة في إسبانيا، وقد


اكتسب معرفته للطيران عن طريق دراسته للطيور. [2]



ومن المعروف عن التاريخ أنه مليء بالخرافات وبالأساطير حول رجال قاموا بمحاولة الطيران،

وقد

كان إيكاروس أشهر من قام بالطيران بالقرب من الشمس لدرجة أن الشمع الذي كان يحمل ريشه ذاب وسقط في البحر وغرق، في حين أن




أول محاولة ناجحة للطيران قام بها الصينيون حين حلقوا بطائرات ورقية في القرن الخامس قبل الميلاد تقريباً، ولكن في الواقع فإن أول محاولة لطيران الإنسان ناجحة أنجزها العالم عباس بن فرناس عام 875 ميلادية بمدينة قرطبة الأندلس


.

الحسن بن الهيثم مخترع النظارات



ومن


افضل العلماء المسلمين تأثيرا في أوروبا


الحسن بن هيثم عالم الرياضيات الفيزيائي العربي المسلم والذي عاش في الفترة ما بين عامي (965 / 1039 م)، وهو من قام بوضع أساس البصريات الفسيولوجية وقد أتى في إطار اكتشاف استعمال النظارات أن أول من قام بذلك هو العالم ابن الهيثم الذي وضع كتب على نطاق واسع في الجبر والهندسة وعلم الفلك بشكل مجرد في بدايات القرن الثالث عشر، وفي أوروبا كام قد تم استعمال النظارات باعتبارها وسيلة تساعد على الرؤية، لكن كتاب العالم ابن الهيثم (كتاب المناظير) أو ما أطلق عليه (كتاب البصريات) والذي تضمن نظريات حول الانعكاس، والانكسار، ودراسة العدسات كما قدم أول حساب حول رؤية، والتي كان لها تأثير كبير أثناء العصور الوسطى، حيث أوضح به أن الشفق كان ناتج عن انكسار أشعة الشمس بالغلاف الجوي للأرض.


[3]

الزهراوي في علم الجراحة والتشريح



أبو القاسم خلف بن الزهراوي عاش في الفترة ما بين عامي (329-404 هجرية / 940-1013 ميلادية)، وقد كان أول أشهر العلماء الجراحين المسلمين،وهو من توجه بالنصح حول ضرورة أن يكون الجراحون على دراية بطرق التشريح كما شدد حول أهمية التشريح باعتباره وسيلة لاكتساب المعرفة فيما يتعلق بجسم الإنسان، إذ يمكن التحقق من أسباب الوفاة ومن ثم استغلال فوائد رؤية حالات مماثلة، ولعل من أشهر أعمال الزهراوي موسوعته التي تحمل عنوان (التصريف لمن عجز عن الطائف) التي توضح وتصف ما يزيد عن مائة وخمسون أداة جراحية.



حين إجراء العمليات الجراحية اهتم المسلمون الجراحون بشكل خاص بتعقيم مكان العملية؛ حيث أوضح الزهراوي بموسوعته طرقًا كثيرة لتوفير بيئة معقمة، وبها اشتملت العمليات الجراحية الاعتماد على التخدير العام، على سبيل المثال تم استعمال اسفنجة مخدرة غارقة بزيت الحشيش، والأعشاب، والبلادونا، والأفيون، ثم جففت بالشمس.



وحينما يأتي الوقت يتم ترطيب الاسفنجة ثم وضعها على أنف المريض إذ تمتص المواد المهدئة عبر أنسجة المريض لإدخاله في حالة من النوم العميق بما يكفل بقاء المريض دون الشعور بالألم خلال الجراحة، وقد استخدم المسلمون الجراحون الخيوط الجراحية المصنعة من أمعاء الحيوانات ومن أمثلتها أمعاء القطط، إذ قام الزهراوي بتعليم طلابه طريقة خياطة الجروح بواسطة الخياطة السحرية الداخلية المشابهة لتلك التي يتم استعمالها اليوم بعمليات التجميل اليوم، كما تغطي موسوعة الزهراوي الجراحة التجميلية، ومن أمثلتها تصحيح التشوهات بالأنف والأذن والشفة، كما يناقش جراحة الأوعية الدموية.


[4]

ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية



اكتشف ابن النفيس دوران الأوعية الدقيقة بالرئة قبل ثلاثمائة عام من ولادة العالم ويليام هارفي، الذي ادعى أنه أول عالم يقوم بذلك، حيث

كان ابن النفيس واسمه (علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي حزم القرش) عالمًا مسلمًا معروفًا موسيقيًا أطقلق عليه لقب والد فسيولوجيا الدورة الدموية، كما يعد هو  أول من وصف الدورة الدموية الرئوية، على الرغم من أن المعاهد الغربية التعليمية قانت بنسب ذلك الاكتشاف إلى العالم الإنجليزي ويليام هارفي بالقرن السابع عشر.




كان ابن النفيس مفكرًا له جوانب متعددة، حيث قدم مساهمات كبيرة بالمجالات المختلفة مثل الفقه، والسياسة والدراسات التشريحية، وعلى الرغم من شهرته الهائلة في مجال طب العيون، وما قام بإجرائه كثيراً من التشريح البشري، ولكن عمله المكثف بالدورة الدموية الرئوية يبرز بمجال العلوم.



أعطى أيضًا مفكر القرن الثالث عشر نظرة مبكرة ثاقبة حول دوران الشريان التاجي والشعيرات الدموية، وقد بدأت الدراسات المبكرة على القلب وتشريح الدورة الدموية  في عام خمسمائة قبل الميلاد لأول مرة حول الشرايين والأوردة بتشريح الحيوانات، كما تم تأكيد دراساته بواسطة Herophilus of Chalcedon في العام الثلاثمائة قبل الميلاد خلال دراسات الجثث، وقد قام أرسطو بوصف القلب بأنه عضو ثلاثي الغرف عام ثلاثمائة وخمسون قبل الميلاد.


[5]


شهادة الغربيين بفضل الحضارة الإسلامية على أوروبا

قام العديد من كبار الرجال والقادة في الحضارة الغربية والدولة بوصف مدى تقديرهم للحضارة الإسلامية وإسهاماتها في أوروبا، وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح ذلك:  [6]


  • ألفونسوا العاشر:

    كان ألفونسوا محب للتقرب من المسلمين ومجالستهم، وقد اعتمد عليهم في الوظائف والمهام الكثيرة والمتعددة.

  • ألفونسو السادس:

    كان الفونسو السادس محب للمسلمين، إذ كان أغلب مستشاريه ومساعديه من المسلمين.

  • فريدريك الثاني:

    كان تظاثره بالمسلمين العرب بالغ وعظيم، وكان متقناً في الحديث باللغة العربيّة، كما وقد تميزت طفولته بالعلاقة القوية الوطيدة التي جمعته مع قاضي المسلمين بمدينة بالرمو، وهو من قام بتقديم العديد من الكتب العربيّة له.