ما معنى يوم تلد الأمة ربتها

ان تلد الامة ربتها من علامات الساعة الصغرى

يعتبر قيام الساعة  من الأمور الغيبية التي لا يعلم ميعاده إلا الله و ميعادها هو جزء من الزمان . فقد خص الله سبحانه و تعالى ذاته الإلهية بعلم قيام الساعة بأهوالها و أحداثها المروعة فلا يعلم بميقاتها إلا هو سبحانه و تعالى .

و لم يخبر بها الرسول صلى الله عليه و سلم حيث قال الله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ

عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – ذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد سُئل عن الساعة ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ  قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ.) ، فيتعتبر علم الساعة من الأمور الغيبية التي لا يعلم أسرارها إلا الله عز و جل

و كانت من رحمة الله العظيمة لنا أن يوحي لنبينا محمد عن علامات للساعة الصغرى و الكبرى . و تعتبر علامات الساعة هي العلامات التي تسبق قيام الساعة و هي تنذر بقدومها و ذلك لنتعظ و نراجع أنفسنا .

و تتمثل علامات الساعة الصغرى في ما هو قد حدث بالفعل و ما هو يحدث في هذه الأيام و ما هو من المؤكد حدوثه في المستقبل . و فيما يلي مستعرض بعضا من علامات الساعة الصغرى :

  • بعثه النبي محمد و موته
  • إنشقاق القمر
  • فتح بيت المقدس و أولى القبلتين
  • كثرة الأموال و الإستغناء عن الزكاة
  • كثرة إنتشار الفتن
  • أن تلد الأمة ربتها.
  • ترى الحفاة العراة يتسابقون في البنيان

المعنى اللغوي لـ يوم تلد الأمة ربتها

و كما ذكرنا من ذي قبل أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد سئل عن أمر الساعة قبل و فاته ، فجاء  سيدنا جبريل إلى سيدنا محمد في شكل رجلا شديد بياض الثياب و شديد سواد الشعر  و أخذ يسأله إلى أن قال ” فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها) .

و المقصود  بالمعنى اللغوي لها هي المعاني الحرة  ، و الغير ممزوجة بالتفسير غالبا . و فيما يلى نستعرض المعنى اللغوي للجملة :

  • جاءت كلمة  ” تلد ” بمعنى تضع أو تولد المرأة مولودها .
  • ” الأمة “: و هي المرأة المملوكة من صاحبها  ، و الرق في الإسلام يشترط أن تؤخذ المرأة أما من الحرب أو أن تكون أبنة لأم مملوكة أيضا ، فيما عدا ذلك لا يُعتبر رق .  و لابد لنا أن نعرف

    الفرق بين الأمة و الجارية

    في الإسلام .
  • ” ربتها ” : كلمة ربة هي كلمة تأنيث للرب ، و في بعض أحاديث أخرى جاءت ربها أي بمعنى سيدها أو مالكها  . أما ربتها للتأنيث ظهرت بمعنى للإيجاز .

تفسير يوم تلد الأمة ربتها

نعلم جميعا أن في آخر الزمان يأتي علينا كل ما هو غريب و ذكر أن في وقتها سوف  ينقلب الحال رأساً على عقب . فتجد الأبن الذي يضرب أمه أو أبيه و قد تجد كثيرا من كبار السن لا يجدوا مأوى لهم بسبب أبنائهم و هكذا . و لقد أختلفوا علماء الدين في قول رسول الله  (يوم تلد الأمة ربتها ) ، و هناك عدد من التفسيرات النبوية التي تساعدك في فهم المقصود من تلد الأمة ربتها .

التفسير الأول

هي أن تلد المرأة المملوكة بعقد اليمين مولدتها من سيدها الذي يملكها كما قال تعالى:

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ .

و كان ذلك  الموقف يحدث بكثرة في عهد رسول الله حيث أنه كانت توزع الأماء على الرجال من أجل الخدمة أو الزواج  ، و يولد لهم منهن ولدا و يصبح سيدها بعد ذلك .و غرضه كان لإتساع رقعة الإسلام  . و هذا المعنى لا يكون بالمعنى المقصود بيه لأن الحديث كان لعلامات الساعة التي  ستحدث فيما بعد ليس التي حدثت و التي كانت متداولة في وقت من الزمان


التفسير الثاني

كان هناك من الأمراء الغير ملتزمين بالتعاليم الأسلامية في قانون الرق . كان منهم من يبيع أمهات الأبناء بعد ولادتهن ، و كان ذلك الزواج فقط من أجل إنجاب الإبناء ، فكَثر ذلك في وقتا ما ،

و يداول الملاك عبر السنين إلى أن يشتريها ولدها دون علمه أنها أمه ، و قد يصل في كثير من المواقف أن ينكحها ولدها دون علمه بحقيقة الأمر . و كان ذلك من الجهل من الإستهانة بالأحكام الشرعية في الرق ، يمكن أن تؤدي إلى الزنا . و كانت من علامات الساعة هي قلب موازين الأمور .


التفسير الثالث

أن تلد الأمة ولدا من غير سيدها ، و لكن كان من شروط ذلك أن لا تصبح هي أم لذلك الولد ، فيصبح ذلك الولد حرا بعد ولادته ، و كان ذلك يحدث من أجل تقليل نكاح الشبهة عليها ، أو تقليل نكاح الرقيق أو الشك أن ذلك الولد قد جاء عن طريق الزنا .

فلا تباع المرأة إذا كان معها ولدها ، لذلك كان يؤخذ منها و يصبح حرا ، و تباع تلك الأمة بيعا صحيحا بعد عتق ولدها . و تدور الأيام و يشتريها أبنها أو إبنتها دون علمهم أنها أمهم . و بذلك يتحقق القول أن تلد الأمة ربتها .


التفسير الرابع

في قول الإمام ابراهيم الحاربي  ، أن تقوم الأمة بولادة ولدا يُعتق بعد ذلك ، حيث كان الأمراء من قبل يستكبرون من نكاح الأماء ،و يتنافسون على نكاح الأحرار ، فكانوا يعتقون الأبناء و تظل هي أمة لديهم ، فيكبر أبنها أو إبنتها و يصبحوا أسياد للرعية و التي منهم أمهم .

معنى حديث رسول الله أن تلد الأمة ربتها


المعنى الأول

أن تلد الأمة ربتها بمعناه في أيامنا الحالية هي بإختصار تجسد صورة عقوق الوالدين الذي إنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعنا ، حيث يعامل الأبن / الأبنة أمها معاملة الأمة . و يتجسد العقوق في السب و الشتم و الضرب و الأهانة للأم . و يشير ذلك إلى قيام الساعة حيث إنقلاب الأحوال .


المعنى الثاني

عندما ندقق في قول رسول الله  ” أن تلد الأمة ربتها ” ، هي أن الأمة ستحمل في بطنها إبنة ليست إبنتها . و لم يقل تلد الأمة و تصبح ربتها و ذلك إتفق عليه العلماء أن الطفل الذي تحمله لن يكون إبنها أو إبنتها .

و مع تقدم العلم بالطبع قد حدث ذلك في العديد من الدول أن توافق الخادمة  ،و هي بمثابة الأمة ، على أن تحمل أبنة أسيادها في عملية باهظة الثمن تسمى أستئجار الرحم . و هي عملية بيلوجية يتم فيها زرع البويضة المخصبة من الحيوان المنوي للأبوين في رحم الخادمة مقابل مبلغ مالي .

و يلجأ إلى تلك العملية الكثير من السيدات الغير قادرات على الحمل ، فتلد الخادمة إبنتهم و تصبح بعد ذلك ربتها . و حدثت هذه العملية بكثرة في أمريكا و الهند .