انواع منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين

فوري22 أكتوبر 2023
انواع منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين


منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين


الإسلام دين العدل والمساواة والإنسانية ، ففي الوقت الذي عاش فيه الغرب

التمييز العنصري

، والتفرقة بين الناس ، وإفساد حياة البلاد والعباد الذي دخلوها محاربين ، كان الإسلام يقر الحقوق ، ويحفظ الأرواح ، ومثير من البلاد التي فتحها المسلمين ، وكان فتحها بدون حرب ، أو سلاح ، وبعضها كان بالرضاء بعد احتلال الروم والمجوس والتتار.


وقد أقر الإسلام حقوق العباد في كل شئ بلا تفرقة ، على أي أساس سواء في ذلك دين أو عرق أو لون ، و حتى حرية الاعتقاد ترك أمر حسابها لله ، فلم يجبر الإسلام إنسان على تبني عقيدة التوحيد ، ولم يفرض على إنسان الإسلام ، وهو ما أقره المستشرقين المنصفين في كتبهم.


وقد فتح المسلمين بلاد كثيرة ، لم تكن تعرف الإسلام ولا التوحيد ، ولم يذكر التاريخ أن المسلمين أجبروا أهلها على الإسلام ، كان الفتح يتبعه نشر للدين فمن شاء فليؤمن ، ومن بقى على دينه أقر له المسلمين حقوقه الكاملة بداية من حقه في حفظ روحه وماله و عرضه وصولا لحقه في عقيدته وإقامة شعائره وقد انقسمت أنواع منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين إلى عدة أقسام يمكن إيجازها في الآتي : [1] ، [2]


  • كفار محاربين ، يحاربون المسلمين.

  • أهل عهد، ذمة وعهدة وأمان ومنهم اليهود والنصارى.

  • المستأمن من رسل وتجار و مستجيرون.

ويجب تعلم

فقه التعامل مع غير المسلمين ، وهو :


  • فقه العبادات.

  • فقه المعاملات.

  • فقه الجهاد ، الصلح ، والجزية.

  • فقه الأدب.


معاملة الكفار المحاربين


وقد بين الإسلام أنواع الكفار وطريقة تعامل المسلمين الموافقة للإسلام معهم، فإذا كان الكافر محارب للمسلمين ، فلا حقوق له عند المسلمين ، إلا ما وضعه الدستور الإسلامي على يد النبي صلى الله عليه وسلم وهي


  • عدم قتال النساء.

  • عدم قتل الأطفال.

  • عدم قتل الرهبان في صوامعهم.

  • لا تقطع شجرة ، وهنا تبقى العلاقة علاقة حرب ، لا أمان ولا عهد معه.


وبذلك يتضح أن أنواع المنهج الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين ينقسم تبعا لحالهم في السام والخرب مع المسلمين ، وهل هم داخل أراضي المسلمين أم خارجها، وأن التفرقة ليست قائمة على تمييز عقدي وإنما قائمة على حفظ أرواح وحقوق المسلمين الاولى بالرعاية، دون الاعتداء على الآخرين.


معاملة كفار أهل ذمة


هم الغير مسلمين الذين يعيشون بين المسلمين ، يلتزمون بما عليهم من واجبات ويأخذون ما لهم من حقوق، ولا تفرقة بينهم وبين المسلمين غير إن المسلمين يؤدون زكاة وهم يؤدوها تحت مسمى الجزية، ويخضعون لحكم المسلمين إلا في بعض ما يترتب عليه عقيدتهم ودينهم مثل العبادات و أحكام الزواج والطلاق ، و الطعام والملبس ، فكل ذلك يحكمه دينهم وشريعتهم إلا إذا طالبوا هم بغير ذلك و بالتحكيم للشريعة الإسلامية، ولهم من الحقوق ما للمسلم من حق ، في الحماية ومنع الأذى عنه ، وحفظ حقوقه.


معاملة المستأمن والمستجير


وهو غير المسلم الذي بين قومه وبين ديار المسلمين حرب لكنه دخل أرض الإسلام، بغرض سلمي سواء في ذلك كان السبب التجارة أو الاستجارة ، وهنا لا تكون عليه الجزية وتكون له حقوق الحماية والحفظ والرعاية كما هي للمسلم ، ودون دفع جزية حتى يعود لبلاده ، فهو يعامل معاملة الضيف حتى ينصرف. [1]


التعامل مع غير المسلمين في القرآن الكريم


وبالاطلاع على


التعامل مع غير المسلمين في المجتمع المسلم


،


يلاحظ بداية أنه في الوقت الذي سادت فيه التفرقة والظلم ، والغوغائية ، قدم الإسلام نماذج مشرفة من دساتير تحكم علاقات الناس المختلفة وعلاقاتهم بغير المسلمين ، وتنظم شؤونهم ، وترتب على كل منهم حقوق وواجبات.


وقد قدم الإسلام نموذج في التعامل بين المسلمين بعضهم البعض وبينهم وبين غيرهم من المسلمين ، حيث ألقى القرآن الكريم الضوء على تلك العلاقة ونظمها في آيات القرآن بشكل واضح لا يقبل اللبس ، فأول ما جاء في سورة البقرة يرتب العلاقة الدينية جاء لا إكراه في الدين ، ولا إجبار.


وحرية الاعتقاد جزء من حقوق غير المسلم، بل وزاد القرآن الكريم في ذلك في سورة يونس ما أكد به أن لا داع في محاولة إجبار غير المسلمين على التوحيد ، فلو شاء الله أعتق قلوبهم لتطيع رب السماوات والأرض وتسلم لله ، لذا وجب عدم إجبارهم ، وأما في التعامل مع غير المسلمين فلم يحرم الإسلام على المسلمين تناول طعامهم والزواج منهم، بالضوابط التي أقرها العلماء، والبيع والشراء معهم ، ومجادلتهم بالحسنى. [1] ، [2]


التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية


قدم الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة العملية الفعلية للأمة الإسلامية في التعامل مع غير المسلمين، حتى أنه صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل ما استدان به الرسول له، و كان صلى الله عليه وسلم، لا يرفض الطعام من وليمة لهم ، ويزور مريضهم.


وحين جاء نصارى نجران لمقابلة النبي ، استقبلهم في مسجده صلى الله عليه وسلم، وأجلسهم على عباءته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ولما دخل مكة وكان يخشاه كفارها أن يبطش بهم جزاء ما فعلوه معه قبل الهجرة وبعدها وقبل فتح مكة ، أمنهم على أرواحهم وأموالهم ، وممتلكاتهم،  بل وأكثر من ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم ، أن من يؤذي غير المسلم من اليهود والنصارى فسيكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو نفسه خصمه ، وهي خصومة حتى يوم القيامة، وفي حديث أخر قال أن من قتل ذمي فلن يجد ريح الجنة. [1] ، [2]


التعامل مع غير المسلمين في العبادات


  • تصان الكنائس ومعابد اليهود ولا تمس ، ولا تنزع أراضيها منهم.

  • يدخلها المسلم مسالم، ولا يحرم عليه دخولها.

  • يحرم على المسلم دخول الكنائس والمعابد وغيرها من دور العبادة، إذا كان بها تماثيل.

  • تكره صلاة المسلم في الكنائس والمعابد طواعية ، أما المكره فلا إثم عليه.

  • واختلفت المذاهب في دخول غير المسلم للمسجد بين التحريم والكراهة والمباح ، فهناك من أباحها، وهناك من رأى فيها الكراهة.

  • أما الجنائز فيختلف فيها بعض الفقهاء بين عدم الوقوف لجنازة غير المسلم وجواز الوقوف كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. [1] ، [2]


الضوابط الشرعية في التعامل مع غير المسلمين


نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم البدء بالسلام على غير المسلم، أما التحية لغير المسلم، وبحسب بعض من علماء الشريعة الإسلامية فلم يحرمه البعض منهم و البعض حرمه قياس على السلام ، والبعض أرجحها للمصلحة في كل حالة إذا كانت ترفع ضرر ، أو تجلب خير.


أما إذا كان السلام ابتداء من غير المسلم فواجب على المسلم رد السلام لورود نص عام في القرآن الكريم، بوجوب رد السلام عامة دون تخصيص. [1] ، [2]