كيفية التعامل مع غير المسلمين في المجتمع المسلم


التعامل مع غير المسلمين في المجتمع المسلم


لقد وضح لنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله  : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” ، وتلك الخيرية لم تكن دون استحقاق ، بل و استوجبت على المسلمين الكثير من الواجبات ، والتي لم توجبها شرائع أخرى على أهلها تجاه المختلفين معهم.


إن الإسلام شهد له بتشريعاته وأحكامه ، وما تضمنه من عقيدة و أحكام ، شهد له بالعدل والمساواة ، ورفع الظلم ، ونشر الأمن والسلام ، وتأسيس قواعد الحضارة ، والاستقرار ، والإعمار والبناء ، وتحقيق مطالب التعمير التي من أجلها خلقه الله سبحانه وتعالى كما أوردها سبحانه وتعالى في آيات القرآن الكريم، وأكد عليها أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك خلق الإنسان لتوحيد الله وعبادته حق العبادة.


تلك الأغراض التي من أجلها خلق الله الإنسان ، ما وجدت تعارض في يوم من الأيام مع المساواة وحقوق الإنسان ، بل على العكس تماما فإنه لا دين ولا عقيدة ولا منهج إنساني وجد أنه قد سبق الإسلام في تقرير تلك الحقوق للعباد ، حتى أنه أقرها من آلاف السنين فتفوق بذلك على كل قانون وضعي بشري ، وكل منهج وشرع.


حتى تلك التي كانت سادت حتى أعوام قريبة مضت ، أو تلك الاضطهادات في دول أسيا للمسلمين لمجرد اختلاف الدين، و كل ذلك سواء بالقانون كما كان في أمريكا ، أو بالشكل الشعبي كما في أسيا ، مع تأكيد الإسلام على عكس كل ذلك وهو كفالة الحقوق لغير المسلمين ، بل إن الإسلام قد تطرق لتفاصيل تلك العلاقة ونظمها حتى يصل بها إلى أقصى حالات السلام والتوافق والتعايش في حالة تطبيقها، والالتزام بها ، ليضمن للمجتمع ، السلام و الاستقرار ، وشعور أفراده باختلاف دينهم بالأمن. [1]


فكيف يتعامل المسلم مع غير المسلم بشكل عام في المجتمع المسلم ، وفي أي وطن وارض جمعتهم، للإجابة على هذا السؤال يكن من المستحب توضيح حقوق وواجبات غير المسلمين في المجتمع المسلم، والتي تنقسم بين عام وخاص إلى


  • حق عام لغير المسلم.

  • حقوق خاصة لغير المسلم.

  • واجبات عامة على غير المسلم.

  • واجبات خاصة على غير المسلم.

حقوق غير المسلمين في المجتمع الاسلامي


الحقوق العامة لغير المسلمين


  • تقرير الحرية الدينية ، والحرية في الاعتقاد كاملة ، وقد كفلها الإسلام لغير المسلمين ، دون فرق بين مسيحي ويهودي ، وغيرهم، وأكدت عليها القوانين الوضعية من بعده، ويعطي حق الاعتقاد لغير المسلمين الحق في قيامهم بالشعائر التي تخصهم، دون مساس.

  • حسن المعاملة و تنطبق تلك الحقوق على الجميع ولكن يختص بها أكثر ضعيف غير المسلمين من فقير ، أو يتيم ، او شيوخ والنساء، وأطفال.

  • الجدال معهم لا يكون إلا بالرفق واللين وكما ذكر القرآن الكريم لفظاً بالحسنى، فلا يحتد المجادل ، ولا يتطاول ، ولا يظهر الضيق ، فالهادي هو الله وحده لو شاء ذلك ما أعجزه شئ.

  • الحماية والرعاية، والأمان، فلا يخاف منهم من يعتقد ضعفه.

  • رعاية الفئات الأكثر احتياج وأكثر ضعف من غير المسلمين بالتكافل ، ورفع معاناتهم وسد فقرهم وحاجتهم، وتأمين حياة كريمة لهم.

  • تقرير الحق المالي في العمل بالوظايف والكسب، والتجارة وغيرها، فلا يمنع عنهم بعض انواع التجارة او الكسب بسبب الدين.

  • دعوتهم بالحسنى للتوحيد، وتأمين من يدخل منهم إلى الإسلام، ضد تطرف بعضهم، وفرض الحماية له. [2]

الحقوق الخاصة لغير المسلمين


  • عقود الزواج ، والطلاق وغيرها وفقاً ، لعقيدتهم ولا تبطل عقود زواجهم، ويتحكمون فيها لدينهم.

  • الاحتكام في الخصومة لشرائعهم فيما يخص الزواج والطلاق، وما يتبعهم من مهر وغيره، كلها أمور من اختصاص عقيدتهم وأحكامها.

  • عقودهم في المعاملات لا تفسد لاختلاف الدين، فلا عيب إلا عيب العقد ذاته هو ما يفسده.

  • العصمة أموالهم ودمائهم من الاعتداء عليهم. [2]

واجبات غير المسلمين في المجتمع الاسلامي


الواجبات العامة على غير المسلمين


  • احترام العقيدة الإسلامية احترام تام كامل ، لا يظهر ما يناقضه ،خاصة أن القاعدة في الإسلام تفرض على أهل الإسلام احترام جميع أنبياء الله، و احترام ما يمثل الدين الاسلامي ويشير إليه، من مظاهر أو امور معنوية لا يختلف فيها كونها ترتبط بالإسلام فقط، وعدم استفزاز مشاعر المسلمين ، بالتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بالقول أو الفعل المسيء، أو التطاول على الله سبحانه وتعالى، أو التعرض للمساجد، وممتلكات المسلمين بالأذى.

  • الحفاظ على أمن و أمان البلاد التي يشاركون المسلمين العيش عليها ، وعدم خيانة أرضها، وعدم تعريض أمنها للخطر.

  • الامتناع عن أي شكل من المناصرة أو التعاون مع أعداء المسلمين ونصرتهم، واقل ما يكون التزام الحياد وعدم طعن المسلمين ، كما فعل اليهود مع النبي.

  • الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ، سواء للمجتمع أو أفراده.

  • تأدية الحقوق المادية وغيرها الواجبة على الجميع.

  • الحفاظ على وحدة وسلامة وأمن المجتمع، وعدم إثارة الفتن. [1] ، [2]


الواجبات الخاصة على غير المسلمين


  • احترام شعائر المسلمين، و تقدير عبادتهم من صيام أو صلاة وغيرها من العبادات.

  • كف الاذى عن المسلم المسالم.

  • احترام العقود والعهود والمواثيق.

  • احترام شعائر المسلمين في احتفالاتهم ، والطلاق والزواج، وغيرها من معاملات. [1] ، [2]


مظاهر التعامل المطلوبة بين المسلمين وغيرهم


من الطبيعي أن العلاقة التي تربط بين المسلمين و غير المسلمين، شبه ثابتة لا تتغير ، ذلك لأن الإسلام، و

منهج الإسلام في معاملة غير المسلم

، وأسيه وأحكامه لم تتغير منذ ظهور الإسلام من ألاف السنين وحتى اليوم، ولكن الاختلاف قد يطال نوع العلاقة التي بين المسلمين وغيرهم، خاصة ومع انفتاح العالم ، واختلاط البشر وسهولة تنقلهم، جعل تلك العلاقات متداخلة وأكثر تشابك من ذي قبل.


وقد وضع القرآن الكريم اول لبنة لتلك العلاقات حيث صرح بين آيات القرآن الكريم أن الهدف والغاية هو السلم فمن جنح له ، فقد فاز وبادر ، وعلى المسلمين الجنوح للسلم أيضاً، ومن مظاهر التعامل المطلوب بين المسلمين وغيرهم الأتي : [1] ، [2]


  • صون كرامتهم ضد أي امتهان متعمد.

  • العدل معهم في المنازعات.

  • رد حقوقهم العينية والمادية.

  • عدم سب غير المسلمين ، وحتى من كان منهم من غير اليهود والنصارى الذي مأمور المسلم باحترام رسلهم ، حتى من كان يشرك بعبادة صنم أو غيره ، فيجب عدم سب تلك الآلهة ، ليس فقط لتقرير عدم التعدي على الغير ، بل يزيد على ذلك احترام للإسلام ورسوله من أن يرد المعتدى عليه السب.

  • الاكل من طعامهم ، وخاصة من كان منهم من اليهود أو النصارى.

  • تأمينهم ، واذا استجار منهم شخص ، لا يسمح بالتعدي عليه.

  • الزواج من أهل الكتاب، ذلك لأن الإسلام لم يحرم على المسلم الزواج من اليهودية والنصرانية.

  • تدور بين الحل والتحريم الأكل من ذبيحة الكنائس والمعابد ، ولو أن الأقرب عدم تناولها.

  • تهنئتهم بالمناسبات الخاصة مثل المولود الجديد والزواج ، مع تحريم تهنئتهم بالأعياد الدينية لما فيها ، من تعدي على الله سبحانه وتعالى.

  • تقديم واجب العزاء والمناصرة ، في الوفاة والأزمات والمرض.

  • تقديم التحية دون السلام، اتباعا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.