ما هي الافعال المندوبة بالأمثلة


من الافعال المندوبة

الأفعال المندوبة هي التي أمر بها الشرع والدين لكن فعلها ليس إلزاميًا، ولا يعاقب الله على تركها، ولا توضع في ميزان السيئات، لكن يحصل الشخص على ثواب وأجر عند فعله، وهي من السنن التي فعلها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أو ذكرها الله تعالي في كتابه لكن بصيغة التخيير، وقد أتي الندب في القرآن والسنة على وجهين وهما:

  • عدم الإلزام في الكلام نفسه

مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل”

  • ذكر أن الأمر سنة

مثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن قيام رمضان “شهرٌ كتبَ اللَّهُ عليكم صيامَهُ وسننتُ لكم قيامَهُ فمن صامَهُ وقامَهُ إيمانًا واحتسابًا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ”

فكلمة سننت يعني أنه فعل مندوب، وليس مفروض وهو سنة واجبة.

  • ذكر صيغ للترغيب في الفعل

مثل هذا الحديث عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس، فسألته؟ فقال: “إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”

ففي هذا الحديث صيغة الترغيب في صيام هذين اليومين لأجل أن يتقبل الله الأعمال.

  • عرض ثواب العمل

مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”

وقوله أيضًا “مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”

ففي الحديثين دعوة لفعل الأمرين لتحصيل الثواب لمن يرغب في الاستزادة من الصالحات، لكن مع غير إلزام بذلك

  • الأمر في الكلام لكن مع إضافة في الكلام تعطي معنى عدم الإلزام

مثل قول الله تعالى، عن مكاتبة الرقيق أي أخذ مال من العبد أو الأمة  لتحريره ( فكاتبوهم إن علمتهم فيهم خيرًا)

فهناك أمر في بداية الكلام، لكن الإضافة بعده توضح أن هذا الأمر ليس إلزاميًا بل  فيه صيغة التخيير، وترك الأمر لتقدير الرجل ومعرفته بعبده أو أمته ومدى صلاحهم.

ومثل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم)

فهناك أمر في الآية لكن اتبعها الله بقوله (فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي أؤتمن أمانته) فأظهر ذلك أن هذا الأمر مندوب.


أنواع الأفعال المندوبة وأمثلة عليها

يمكن تقسيم الأفعال المندوبة إلى نوعين هما:

الأفعال المندوبة في العبادة

وهي التي ورد فعلها عن الرسول في العبادات مثل الصيام والصلاة بخلاف الفروض الأساسية ومن أمثلتها:

  • صيام أغلب أيام شعبان حيث قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: «وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ في شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا في شَعْبَانَ» رواه البخاري ومسلم.
  • صيام يوم عرفة ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» والحديث أخرجه مسلم.
  • الصيام في رجب ومحرم، وصيام الأيام من الثالث عشر إلى الرابع عشر من كل شهر هجري.
  • اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، وكذلك الاعتكاف بوجه عام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين”. رواه الطبرانى وغيره.
  • صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الفجر، وأربعًا قبل الظهر واثنين بعده، وصلاة ركعتين بعد المغرب والعشاء، وقد ورد عن أُمِّ المؤمِنِينَ أُمِّ حبِيبَةَ رَمْلةَ بِنتِ أَبي سُفيانَ رضيَ اللَّه عَنهما، قَالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: “مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلاَّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ: إِلاَّ بُنِي لَهُ بيتٌ فِي الجنَّةِ”
  • قيام الليل والتهجد، وقد ورد فيه أحاديث عدة عن الرسول وذكر في القرآن ومن الأحاديث عنه قوله صلى الله عليه وسلم “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد،وقال النبي عن عبد الله بن عمر: “نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل”
  • الاغتسال قبل الذهاب إلى صلاة الجمعة.
  • صلاة ركعتين كتحية للمسجد.
  • قول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثون مرة بعد كل صلاة.[1]

الأفعال المندوبة في المعاملات والتصرفات

  • تناول السحور في رمضان والإسراع في الإفطار.
  • الاشهاد عند البيع.
  • كتابة قيمة الدين واحضار شهود على الامر.
  • المشي في قضاء حوائج الناس.
  • التبسم في وجه الآخرين وحسن الخلق.
  • الزواج وانجاب الاطفال.
  • الصبر على صاحب الديون.

يمكن تقسيم الأفعال المندوبة أيضًا إلى:


  • أفعال محددة بوقت ضيق

مثل صيام عاشوراء وعرفة وأول ستة أيام من شهر شوال، حيث أن وقتها هي أيامها المحددة فقط وتنتهى بانقضاء أيامها، وقد تم تحديدها من أحاديث الرسول عن صيام شوال مثل: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»


  • أفعال محددة بوقت أطول من وقت أدائها

مثل الوتر وصلاة الضحى وركعات السنة بعد العشاء، حيث يكون أمام الشخص عدد من الساعات لفعلها.

وهناك تقسيم ثالث للأفعال المندوبة وهو:


  • فعل مندوب عين.

أي الافضل لكل فرد مسلم فعله د، كي يتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل الصيام والصلاة كنوافل.


  • فعل مندوب كفاية

أي إذا فعله بضعة أفراد في المجتمع، كفى ذلك عن البقية مثل إغشاء السلام وإطعام الطعام.


المندوب والمستحب



الفرق بين المندوب والمستحب


هو أن المندوب يعتبر سنة مؤكدة فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وداوم على فعلها ولم يتركها، أما المستحب فهو ما ورد أن الرسول فعله بضعة مرات فقط ولم يستمر عليه دائما، وهناك أمر ثالث وهو التطوع أي ما تطوع العبد بفعله دون ان يرد فعله عن الرسول مثل اخراج مبلغ مالي كصدقة شهرية أو غيره.


فوائد الأعمال المندوبة

  • أنها تقرب الله إلى عبده باتباع ما يحبه واتباع سنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
  • تعتبر أعمالًا مكملة للأعمال التي فرضها الله عز وحل مثل الصلاة والزكاة، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ؛ قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ)
  • يذكر الشخص بالفروض، ويعينه على أدائها فقد قال الإمام الشاطبي أحد الأئمة المشهورين بعلمهم: (المندوبُ إذا اعتبرتَه اعتبارًا أعمَّ من الاعتبار المتقدِّم وجدتَه خادِمًا للواجب، لأنه إما مقدِمةٌ له أو تكميلٌ له أو تِذْكارٌ به، كان من جنس الواجب أو لا).[2]