كم مرة ذكر القلب في القرآن

ذكر الله تعالى كلمة ” القلب ” في مواضع كثير ة في القرآن الكريم ، حيث تنوعت المواقع التي ذكر بها كلمة ” القلب ” وفق مقصد الآيات التي كانت تخاطب المسلمين ، أو التي تصف قلوب المسلمين ، لتوضح

أنواع القلوب

بصفة عامة ، كما ذكر القرآن الكريم هذه الكلمة لتكملة معنى الآية المقصود دون أن كيون هناك وصف محدد لـ

أنواع القلوب في القرآن

، أو لذكر علامات معينة لوصف هذ القلوب ، و لوصف الأشخاص الذين يمتلكون هذه القلوب . و في هذا المقال يمكننا حصر أعداد كلمة ” قلب ” التي ذكرت في القرآن الكريم من خلال محاور ثلاثة ، الاول يناقش عدد كلمة ” قلب ” التي ذكرت في القرآن الكريم لوصف نوعية هذه القلوب ، والمحور الثاني وهو عدد ذكر كلمة قلب لتكملة معنى الآية بصفة عامة ، والمحور الثالث يناقش حصر عدد الآيات التي ذكرت كلمة قلب في القرآن ككل .

كم مرة ذكر القلب ككلمة في القرآن الكريم ككل

ذكرت كلمة قلب في عدد كبير من الآيات التي قدمها القرآن الكريم ، حيث تنحصر عدد الآيات في 169 آية ، والتي جمعت بين ذكر كلمة قلب ككلمة عامة ، أو ذكر كلمة قلب لتحديد نوع القلب الذي يحدد نوع الشخصية التي تمتلك هذا القلب ، وهناك عدد من الأمثلة على ذكر كلمة قلب في القرآن الكريم ، فمثلاً في الآية الكريمة ” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴿١٥٩ آل عمران﴾.

وهنا وصف القرآن الكريمة على نحو محدد نوعية القلب التي يتصف بها بعض البشر ، في حين ذكرت كلمة قلب في موضع بعض الآيات التي ربطت الكلمة لإتمام المعنى العام كقوله تعالى ” قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ﴿٩٣ البقرة﴾ ، والآية الثانية ” إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ﴿١٤٣ البقرة﴾” . حيث جاء القلب ككلمة دالة على فعل مضارع في كلمة ينقلب ، وهي تعني التحول من حالة إلى أخرى ، وفي الآية الكريمة ” قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴿١٤٤ البقرة﴾ ، جاءت أيضاً كاسم يدل على التحول من حالة لأخرى لتفسير الآية ، والوصول بها إلى المعنى المحدد . كما ذكرت كلمة قلب بمعنى ” الفؤاد ، كما في الآية الكريمة ” وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴿110 الأنعام﴾ .[1]

ذكر القلب للدلالة على نوعه

تم ذكر كلمة قلب في القرآن الكريم للدلالة على نوعه في مواضع كثيرة في الآيات ، حيث حصر الفقهاء عدد أنواع القلب التي ذكرت في القرآن الكريم ، وأكدوا على أنها عشرون نوعاً منها ، القلب السليم ، و القلب المنيب ، و القلب المخبت ، و القلب الوجل ، و القلب التقي ، و القلب المهدي ، و القلب المطمئن ، و القلب الحي ، و القلب المريض ، و القلب الأعمى ، و القلب اللاهي ، و القلب الآثم ، و القلب المتكبر ، والقلب الغليظ ، و القلب المختوم ، و القلب القاسي ، و القلب الغافل ، و القلب الأعلف ، و القلب الزائغ ، والقلب المريض . كما في الآيات الجليلة مثل ” وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨ البقرة﴾ ، فضلاً عن توضيح علامات هذه القلوب ، و

علامات القلب السليم

.

ذكر القلب للدلالة على معاني ضمنية

ويؤكد الفقهاء ، بأن ذكر كلمة القلب في كتاب الله الكريم جاء من خلال عدد من الصياغات المختلفة ، مثل المفرد والجمع ، و أيضا احتواء بعض آيات القرآن الكريم على ذكر كلمة قلب من خلال تغيير الكلمة لتعبر عن صيغة الضمير ، و قد تم ذكر كلمة قلب في الآيات من خلال هذه الأنواع المختلفة من الصياغات في 132 مرة.

كما أنه هناك من يعتقد بأن القلب هو الجزء الأيسر في جسم الإنسان ، و لكن القلب أيضاً يحتوي على معاني ضمنية وصفها القرآن الكريم ، و هذا هو إعجاز البلاغة في تفسير ايات كتاب الله ، فتلك الآيات التي ذكر بها كلمة قلب جاءت لتعكس معاني أخرى ، فهناك من الآيات التي دلت على أن القلب هو ” الصدر ” ، وهناك آيات قد دلت على أن القلب هو ” الروح ” ، وهناك بعض الآيات التي دلت على ان القلب هو ” النفس ” ، و كل هذه المعاني ذكرها القرآن الكريم ، من أجل توصيل معنى أعمق ، وحقائق إعجازية للقارئ في متن هذه الآيات الكريمة.

ومن الآيات التي ذكرت القلب بالمعنى الضمني الذي يرتبط بمعنى الصدر ، الآية رقم 46 من سورة الحج في قوله تعالى ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ” حيث أكدت معاني هذه الآية العميقة الذي أن القلوب هنا بمعنى الصدور ، و من أحد المعجزات التي اكتشفها علماء الطب في تفسير هذه الآية الكريمة ، و التي دلت على أن القرآن الكريم كان له تفسير عميق ، عدد من الحقائق التي أثبتت أن القلب له أكثر من وظيفة على الجانب الطبي ، والقرآن الكريم معجزة أبدية ، من يقرأه يحتم عليه أن يسوره ، بمعنى أن يقلب في معانيه ، لأنه سيصل إلى حقائق تثبت اعجاز القرآن الكريم ، لأنه منزل من عند الله سبحانه وتعالى.

والهدف من احتواء كلمة قلب للمعاني الضمنية المتعددة في كتاب الله الكريم ، هو اثبات أن القلب ليس وظيفته الوحيدة ضخ الدم في جميع أجزاء جسم الانسان ، ولكن القلب أيضاً له وظيفة متصلة بعملية الإيمان بالخالق ، حيث أن القلب هو العضو الذي قد يوصف بأنه كالعين ، التي تبصر كل الأمور ، و الذي لا يكون لديه بصيرة ، لا يكون مبصراً ، وهو أسلوب بلاغي رائع للكناية عن وصف الأفراد الذين لديهم هذا النوع من القلوب المبصرة ، و أنهم يكونون لديهم حكمة ، يستخدمها الأفراد في الحكم على الأمور التي تكون غير ظاهرة للعض ، كما أن القلب هو الموضع الذي يدفع الانسان إما الى عمل الخير ، أو إلى عمل الشر ، كما أن القلب بمثابة المكان الذي قد يؤدي بالأشخاص إلى حالات مختلفة ، مثل الهم ، و الغم ، و الحزن ، و القلق ، و كل ذلك يكون مسكنه القلب ، و القلب أيضاً هو الجزء الذي يدفع بالإنسان إما إلى التقوى ، و عدم الاقتراب من المعاصي ، أو فعل المعصية ومن ثم يكون آثم.[2]