المسرح الكويتي قديما وحديثا

نشأة المسرح في الكويت

تهتم دولة الكويت بالفنون المسرحية منذ عام 1924 وحتى بديات القرن الماضي وهناك العديد من الأعمال المسرحية الكويتية  الشهيرة والتي لها دور أساسي في انطلاق المسرح في الكويت من خلال أول عمل مسرحي على خشبة مدرسة الاحمدية مثل  «محاورة إصلاحية» التي كتبها الشيخ عبد العزيز حميد ، واشترك فيها الطلبة والأساتذة ، وكانت تدور أحداث تلك المسرحية حول كيفية إدارة حوار جيد مع إبداء الرأي بكل شجاعة وطرح موضوعات إصلاحية سواء في السلوك أو العمل أو في مجالت متعددة في قالب فكاهي وساخر وكيفية مواجهة العنف ، والإضطرابات ، ثم مسرحية اسلام عمر بن الخطاب ثم بدأت تتوالى المسرحيات في فترة الاربعينات  وازدهرت العروض المسرحية مثل حرب البسوس.

تم عرض أكثر من عشرون مسرحية خلال عامي 1956- 1960 وكانت بين اللغة العربية الفصحى ، والعامية وتم إنشاء أول فرقة مسرحية تحت إشراف الفنان الراحل محمد النشمي  في عام 1958 من خلال استقدام عميد المسرح العربي الراحل ذكي طليمات ليقوم بالمساهمة مع أبناء الأرض الطيبة في إحداث فارق كبير في المسرح الكويتي.

وقد شكلت المطبوعات الثقافية في دولة الكويت عاتق كبير وسبباً في نجاح الكثير من الأعمال المسرحية الكويتية مثل

مسرحية «إسلام عمر» في عام 1938-1939، التي تستلهم التراث العربي ، والإسلامي والتي تعمل على زيادة ثقافة المجتمع ومعرفة أولوياته ، وطموحاته وقد شارك في تلك المسرحية العديد من الشخصيات النسائية من الطالبات ثم توالت المسرحيات ، وتطور هذا الفن الراقي، على يد الرواد الأوائل في سنوات الأربعينات ، والخمسينات من القرن الماضي.

لكن هذا الفن تراجع كثيراً بدءاً من ثمانينات القرن الماضي، والعقود التي تلتها لعدة أسباب منها جماعات التشدد والتطرف الذين كانوا يحاربون الفنانين ، والفن ويحاربون كل ما هو متقدم ومتطور ،وكذلك بسبب اهمال الدولة لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثةوأصبحت الحياة جافة بل تنتشر فيها مظاهر عنف ، وتعصب بغيض، وتعرض فنانون كبار إلى التحقيق، بسبب رفع قضايا عليهم من قبل بعض المتشددين.[1]

العوامل التي ساهمت في تقدم المسرح الكويتي

  • اهتمام دولة الكويت بالفن المسرحي كنوع من أنواع الفنون الذي له جمهوره وعشاقه فكانت الفرق المسرحية الأربعة التي تضم المسرح الشعبي ، والمسرح العربي ، والمسرح الكويتي ، ومسرح الخليج العربي وإضافة إلى المسارح الأهلية، التي رعتها الدولة لها دور في تقدم الفن في الكويت  وقفزت بالمسرح في الستينات، باتجاه النهضة والتي أصبحت بمثابة باكورة نجاح وجعلت اسم دولة الكويت عاليا في المحافل العربية كما كانت كانت المدارس تحرص على النشاط المدرسي، الذي كان من ضمن أنشطته الفنون المسرحية، حيث ساهم هذا النشاط الراقي، بظهور كوادر ، وفنانين كبار.
  • تطور المسرح كثيراً برعاية  الشيخ أحمد الجابر الصباح من خلال إقامة العديد من الدورات لمهرجان المسرح العربي ممثلة في المجلس الوطني للثقافة ، والفنون ، والآداب ،وتنظمه الهيئة العربية للمسرح مما يدل على اهتمام القيادة السياسية، بفن المسرح ودوره الإصلاحي كما أنه تم اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية ومنها تم انطلاق الخطة الخطة الخمسية للإستراتيجية الثقافية وهو نوع من المشاريع المسرحية الكويتية العملاقة وقد تم إطلاق اسم الممثل الكويتي عبد الحسين عبدالرضا على أحدث صالات العرض المسرحي.
  • الدعم الرسمي للمسرح على المستوى المؤسسي مثل دعم الدولة للمجلس الوطني للثقافة وإنشاء معهد عال للفنون المسرحية في الكويت لنشر الإبداع المسرحي العالمي مما ساهم في توافد العديد من رواد الفن المسرحي العرب إلى دولة الكويت من أجل اكتشاف المواهب المكبوتة وتقويم القدرات
  • التنوع في المهرجانات وإعطاء فرصة لعرض التجارب المسرحية الكويتية كان له أثر كبير في النهوض بالمسرح في الكويت مع وجود المهرجانات التي ساعدت في رقي هذا الفن من خلال مهرجان المسرح الكويتي وهو مهرجان الدولة المحلي ، ومهرجان الشباب الذي ترعاه وزارة الشباب والرياضة ومهرجان الخرافي الذي يدعمه محمد عبد المحسن الخرافي.

أشهر المسارح في الكويت

في البداية كانت العروض المسرحية في الكويت تقدم على مسارح المدارس من خلال تقديم عروض مسرحية من الطلبة والطالبات مثل الصديق ، والشويخ ثم أنشئ المعهد العالي للفنون المسرحية وأصبحت تقام على خشبته الكثير من المسرحيات ، وبعده مسرح الدسمة الذي تم وأده وفي السبعينات تم إنشاء مسرح الطفل الذي عرض  عليه  الكثير من المسرحيات منها مسرحية السندباد البحري ، والبساط السحري  ثم مسرح الفنون الذي عرض على خشبته الكثير من المسرحيات مثل مسرحية حمدو ن المحطة الذي شارك فيه نخبة من الفنانين الكويتيين.

يوجد العديد من

أسماء المسارح في الكويت

المملوكة للدولة مثل كيفان ، والدسمة ، والشامية وجميعها تابعة للمجلس الوطني للثقافة وفي الثمانينات تم إنشاء مسرح نقابة العمال في منطقة ميدان حولي ، وكذلك تم عرض المسرحيات في أرض المعارض في مشرف ، وجمعية الشرق ، وصالة المبارزة في الدعية .

فرقة المسرح العربي والتي أنشأت في عام 1961 لتكون مرحلة متميزة في تاريخ المسرح الكويتي وفرقة المسرح الكويتي وهو آخر الفرق المسرحية التي تم إنشاؤها في عام 1964 بجهود محمد النشمي ، وكذلك عبدالله خريبط ، وعبدالله حسين وحمد الرجيب ، وغيرهم من المبدعين وكذلك فرقة المسرح الجامعي من مسرحياته الثمن ، ومأساة فنان ، والسم، وفرقة المسرح الخليجي وهو عبارة عن مجموعة من الشباب الهواة الذين يحبون الفن والعمل به مثل مسرحية قاضي المحكمة وغريب وعجيب ، وفرقة المسرح الشعبي  ومن أبرز مسرحياته مدير فاشل.

الفرق بين المسرح الكويتي القديم والحديث

تطورت الحياة الإجتماعية في الكويت وتطورت معها كافة الثقافات ، والفنون ومنها الفن المسرحي حيث اختلف عما كان عليه في الماضي حيث أصبحت فرقة المسرح العربي في تطور ملحوظ سواء كان في كتابة المسرحيات أو الديكورات أو مضمون المسرحية أو الإخراج وأصبحت تلك المسرحيات من مظاهر الأدب العربي الحديث.

إنشاء المسرح العربي كان أولى خطوات الفن المسرحي في

تاريخ المسرح في الكويت

سواء كان في مستوى المسرحيات أو في الأدوات الحديثة المستخدمة على المسرح مع الاستفادة بخبرات الفنان زكي طليمات وفي أكتوبر عام 1992تم تأسيس فرقة المسرح القومي ومن أعماله مسرحية القضية وأصبح المسرح مظهراً من مضاهر التقدم ، والتطور.

تقوم الكويت بنشر ، وإبراز مفاهيم العروبة الأصلية ، وربط الحاضر بالماضي والمستقبل والتطلع إلى آفاق جديدة وقد استحدث المسرح الكويتي في مضمون كتاباته وأصبحت الفرق المسرحية حديثا برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية وقد تخرج من الكويت العديد من كتاب المسرح الذين لهم تاريخ كبير وعريق وأصبح لهم سجلاً بارعا في العالم العربي بأكمله منهم عبد العزيز السريع وهو من مؤسسي فرقة مسرح الخليج العربي ومن أبرز مسرحياته الأسرة الضائعة ، والجوع العام.

كان المسرح في الماضي يقتصر على أعمال محددة مع إمكانيات محددة سواء في التصوير أو في الديكور ولاكن الآن ومع زيادة التكنولوجيا ، والأدوات الحديثة أصبح المسرح مختلف في شكله ، ومضمونه.