كيف يستطيع الانسان الاسهام في احياء الأرض

يستطيع الانسان الاسهام في إحياء الارض من خلال

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في الارض حتى يقوم بإعمارها فحدد الله للإنسان مهاماً محددة، تتجلى في الاعمار وعبادة الله حيث أنه سبحانه وتعالى سخر للإنسان الارض وكل ما عليها سواء كانت كائنات حية أو غير حية، وهنا السؤال المطروح كيف يستطيع الإنسان أن يسهم في إحياء الأرض ونجد أنه يستطيع أن يحييها من خلال:

  • زراعة الأرض.
  • بناء الأرض.
  • المحافظة على الأرض وعلى خصوبتها.
  • الإهتمام والعناية بالأرض ومنعها من التلوث.
  • استغلال المهارات والقدرات التي خلقها الله للإنسان في استثمار المجهودات والعمل في الأرض.

معنى المزارعة وفضلها

إن المزارعة هي العامل الأساسي لإحياء الأرض وحماية الارض من التلوث والاهتمام بها، فنستطيع أن نعرف المزارعة في اللغة بأنها المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها، وهي أيضاً إعطاء الارض لمن يزرعها بشرط أن يكون له نصيب مما يخرج منها مثل النصف أو ممكن الثلث أو أكثر أو أدنى حسب ما يتم الاتفاق عليه، وللمزارعة فضل كبير حيث أن القرطبي قد نوه على أن الزراعة هي فرض من فروض الكفاية، فإن على الإمام الوجوب عليها وحث الناس عليها، فهي تتجلى في غرس الأشجار والنباتات،  روى البخاري ومسلم عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

«ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة»

.

المزارعة الفاسدة

كنا قد أسلفنا سابقاً وقد ذكرنا معنى المزارعة الصحيحة حيث هي تتجلى في إعطاء الأرض لمن يقوم بحرثها وزراعتها بشرط أن يكون له نصيب مما يخرج منها كالثلث أو الربع أو غيره، ولكن المزارعة تكون فاسدة في هذه الحالات:

  • إذا كان نصيب من يزرعها معيناً بأن يحدد مقداراً محدداً مما تخرج الأرض.
  • أو ممكن أن يحدد قدراً محدداً من مساحة الأرض حيث أن ما تُخرج تكون من نصيبه والباقي يكون للعامل.

فهنا في هذه الحالة تكون المزارعة فاسدة لأنها تحتوي على الغرر ولأنها تؤدي إلى النزاع ومن الأدلة التي سنستشهد بها هي:

  • روى البخاري عن رافع بن خديج قال: كنا أكثر أهل الأرض أي المدينة مزروعا.
  • وروي أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

    «ما تصنعون بمحاقلكم»

    أي المزارع، قالوا: نؤجرها على الربع، وعلى الاوسق من التمر والشعير، قال:

    «لا تفعلوا».
  • وروى مسلم عنه قال: وإنما كان الناس يؤجرون على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بما على الماديانات – ما ينبت على حافة النهر ومسايل الماء وأقيال الجداول – أوائل السواقي – وأشياء من الزرع، فيهلك هذا ويسلم هذا، ويسلم هذا ويهلك هذا، ولم يكن للناس كري إلا هذا، فلذلك زجر عنه.

معنى إحياء الموات

إن إحياء الموات يعني أنه يجب إعداد الأرض الميتة التي لم يتم تعميرها من قبل وتهيئتها حيث أن العمل لجعلها صالحة ويتم الانتفاع بها في السكن والزرع وغيرها، وإن الإسلام حث على التوسع في العمران وأن ينشروا في الأرض يحيوا مواتها، لم في ذلك منفعة لهم حيث أن ثرواتهم تزداد ويصلون إلى الرقي وبالتالي يكسبوا الثروة والقوة.

شروط متعلقة بإحياء الموات والآبار

إن ما لخص إليه العلماء وحسب ما ورد في المغني لاين قدامه في كتاب إحياء الموات حيث أن الموات إذا سبق إليه فتحجره كان أحق، وإن سبق إلى بئر أو أحد الآبار فعمل على تعميرها كان أحق بها، ومن سبق إلى مقاعد الأسواق أو مشارع المياه أو المعادن الباطنة أوالظاهرة فهو أحق به وفي هذه الحالة لا يحتاج إلى إذن من الإمام ولا يحتاج إلى إذن من غيره، ونستطيع أن نستدل بهذا الكلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم , فهو أحق به }.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من عمر أرضا ليست لأحد، فهو أحق بها ) وعن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحيا أرضا ميتة فهي له)، وهنا نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال أحق بها وهنا في هذه الحالة يوجد

شروط إحياء الأرض الموات

ويتجلى معنى قول الرسول الكريم “أحق بها” بالنقاط التالية:

  • إذا وضع يده على أرض موات أو بئر بشرط أن لا تكون مملوكة وليست لأحد وقد اندثرت أو أن ماءها قد انقطع، وقد قام  على إحيائها ونصب عليها أحجاراً وأسلاكاً شائكة، وهذا المعروف عند العلماء بالتحجير فهو في هذه الحالة أحق بها من غيره.
  • وإن ما يشترط بإحياء الموات في حالة الأحقية أو التقدم بشرط أن لا تطول مدة تحجره للأرض، في مدة تقريباً ثلاث سنين ونحوها.
  • ففي الحالة السابقة يطلب الحاكم من الذي وضع يده على الأرض أن يحييها حتى يملكها أو يتركها لشخص آخر يقوم على إحيائها.

وهنا نستنتج أن المسؤول عن الأرض لم يمتلكها بمجرد التحجر والشروع في الإحياء ما دام لم يقم بإحيائها، ففي هذه الحالة الإحياء لم يتم، وإنما يكون من تحجرها أحق بها من غيره في حالة كان تحجره لها باق ولم يبق مدة طويلة، أما إذا طالت المدة والتحجر ولم يتم إحياءها، ووجد من يطلب إحياءها ففي هذه الحالة لا يكون المتحجر أحق بها من غيره، وإن كل شخص شاء في إحيائها يشرع له الإحياء دون إذنه.[1]

حكم من أحيا أرضاً ميتة

إن الشخص الذي يحيي

الأرض الميتة

وهي ليست لأحد وليست في الصالح العام، وإذا كان ليس له حاجة فيها ففي هذه الحالة لا بأس أن يحييها ويصبح هو أحق بها، أما إذا كان العامر يريدها ويحتاجها وقد سبق أن أحياها فلا يحق له، وأما إذا كانت ميتة ولم يسبق لها أحد وليست في مصلحة العامل فإنها تحيا، أما إذا كان يعيش في دولة تأمر بالاستئذان وبالتالي تقوم بالمنع من الإحياء بدون استئذان فيجب أن يستأذن حتى لا يمنع.[2]

إحياء الأرض في القرآن

إن إحياء الأرض قد تم ذكره في القرآن الكريم حيث أن ورد الكثير من الآيات الكريمة تبين إحياء الله سبحانه وتعالى للأرض ومن هذه الآيات الكريمة:

  • قال تعالى :{ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ

    بَعْدَ مَوْتِهـَا وَبَثَّ فِيهـَا مِن كُلِّ دَآبَّة }.
  • وقال سبحانه { وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ

    بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }.
  • وقال تعالى: { فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.

وهنا نجد أنه يوجد علمياً أرض ميتة وأرض حية حيث أن الأرض الميتة تتصف بـــ:

  • أنها أرض صخرية أو أرض حصوية أو رملية.
  • وتخلو من الكائنات الحية.
  • وتكون غير صالحة للزرع إلا إذا أحييت أولا.
  • لا تنبت وبالتالي لا تخرج الكلأ.

أما الأرض الحية فهي تتصف بــ:

  • باحتوائها على جزء معدني مثل رمل وطين أو صخر.
  • تحتوي على العديد من الكائنات.
  • ينبت الزرع فيها في حال وجود الماء.