ما النتيجة المترتبة على وصول البرتغاليين إلى الهند

ما النتيجة المترتبة على وصول البرتغاليين إلى الهند

النتيجة المترتبة على وصول البرتغاليين إلى الهند ، هي النتائج السريعة التي حققتها رحلة فاسكوا دا غاما إلى الهند ، والتي أحدثت مجداً كبيرا لتجارة البرتغال ، وتجارة أوروبا ، فبعد وصول الوصول للهند تمكن البرتغال من السيطرة على التجارة التي تزعمها العرب فيما سبق ، كما أنشئوا العديد من المحطات التجارية ، وكانت البضائع لا تُنقل سوى بالطريق البحري من خلال السفن البرتغالية .

فكان يتم توزيع البضائع لجميع أسواق العالم ، من خلال الطريق التجاري الذي استولى عليه البرتغاليون من أيدي العرب ، وأصبحت ترسل البضائع للبندقية ، وبرشلونة ، ومرسيليا ، والعديد من المدن الأوروبية .

مما أدى لزيادة الصراع ما بين البرتغاليين ، والعرب على التجارة مع الهند ، وخاصة بعد الصراع مع البرتغاليين بعد انتهاء الحكم العربي لبلاد الأندلس ، وكذلك إسقاط القسطنطينية عن طريق المسلمين وطرد المسلمين من إسبانيا في نهاية القرن 15 ، مما ساعد على ازدياد العداء والكراهية بين هذه الأطراف ، وتلك كانت النتيجة المترتبة على وصول البرتغاليين إلى الهند .[1]

بداية العداء بين العرب والبرتغاليون

وقد بدأ البرتغاليون بالعداء في العام 1500 ، حيث قام البرتغاليون بالهجوم على السفن العربية عند الموانئ الهندية ، فقاموا بتدمير 10 من السفن المصرية ، وصرح ملك البرتغال بضرورة منع العرب من السيطرة على تجارة التوابل ، وحارب العرب في العام 1502 ، عندما قرروا منع سفنهم من الدخول للبحر الأحمر .

وأرسل أسطول آخر لغلق مداحل البحر الأحمر أمام الصفن العربية ، وأما في العام تمكن البرتغاليون من الوصول لجدة ، وبعد ذلك قررت البرتغال التوسع في شرق إفريقيا ، وإقامة الموانئ في الجزيرة العربية ، مما أدي لزيادة العداء ما بين العرب من جهة وبين البرتغاليين من جهة أخرى .[2]

وقوف المماليك والدولة العثمانية في وجه البرتغاليين

نتيجة للتطورات التي حدثت في طرق التجارة العالمية ، وسيطرة البرتغاليون على الكثير من الموانئ في الخليج العربي ، والهند شعر المماليك بالتهديد ، وكذلك تأثرت الدولة العثمانية نتيجة وجود قوى أخرى في المنطقة ، وتأثيرها على مسار التجارة الدولية ، فقد أصبح الطريق الجديد يهدد الطريق التقليدي للتجارة .

ومن هنا بدأت الدولة العثمانية العمل مع دولة المماليك في بدايات القرن 16 ، إلى جانب بعض الجمهوريات التجارية الأوروبية ، وجمهورية كجرات التي تقع في شمال شرق الهند ، والتي تأُثرت بالكساد التجاري نتيجة تهميش البرتغال لها بعد أن كانت التجارة مزدهرة بها ، لذلك قررت جميع هذه الأطراف الدخول في معركة مع البرتغال .

وبالفعل دارت أول معركة بين المماليك من ناحية ، والبرتغاليون من ناحية وهي معركة شاول ، وقد انتصر فيها المماليك ، وبدأ تقلص نفوذ البرتغال ، ولكنهم لم يستسلموا ، وقرروا الدخول في معركة أخرى ، وهي معركة ديو التي انتصر فيها البرتغاليون على المماليك ، وتمكنوا من السيطرة على مكة والمدينة .[1]

اكتشاف رأس الرجاء الصالح والوصول للهند

بدأ الاتجاه لاستكشاف الساحل الغربي لقارة إفريقية ، واكتشاف الطريق لآسيا في القرن 15 بدعم من الأمير البرتغالي هنري الملاح، وهو شقيق لملك البرتغال في هذا الوقت ، وكان يُشجع اكتشاف هذه السواحل ، وكان يسعى لاحتلال سبتة ، وهي مدينة مغربية واقعة على الجانب الإفريقي لمضيق جبل طارق ، والتي كانت واقعة تحت احتلال الأسباب في هذا الوقت ، وذلك لتأمين الطريق التجاري مع البرتغال .

كما قام الكثير من ملوك البرتغال بتمويل رحلات لاستكشاف ساحل غرب افريقيا ، والوصول لطريق آسيا من خلال البحر ، وكان يعتقدون في وجود طريق آخر يمكن الوصول ، من خلاله لجزر التوابل ، وسواحل الهند غير الطريق المعروف باسم طريق الحرير ، والذي كان يسيطر عليه العرب .

وتمكن بارثولوميو دياز ، وهو بحار برتغالي من الوصول لرأس الرجاء الصالح ، والدوران حوله حتى يتأكد من إمكانية الدوران حول إفريقيا ، ولكن وقف في مواجهته العواصف الشديدة التي أجبرته على العودة .

وأطلق علي هذا الطريق في البداية اسم رأس العواصف ، ولكن الملك البرتغالي خوان الثاني أسماه باسم رأس الرجاء الصالح من باب التفاؤل ، وذلك في العام 1488 ، وعلى الرغم من هذه الانجازات إلا أنه هناك الكثير من العوامل التي لعبت دور كبير فيما بعد وأدت إلى


سقوط الامبراطورية البرتغالية


.

اكتشاف الطريق البحري إلى الهند

بعد هذا التاريخ بتسعة أعوام قام القبطان المعروف فاسكو دي جاما من اكتشاف الطريق البحري للهند ، حتى يمكن الوصول من خلاله للأراضي المسيحية في قارة آسيا ، وتوجهت 4 سفن من ميناء لشبونة إلى الهند في العام 1497 ، ودارت هذه السفن حول طريق رأس الرجاء الصالح .

واستمرت السفن  في رحلتها بالمحاذاة للساحل الشرقي للقارة الإفريقية في نهاية هذا العام ، ولم تكن هذه الحملة مسالمة لاستكشاف هذا الطريق بل أنها هاجمت في طريقها الموانئ المسلمة ، وتم ضربها بالمدفعية .

كما كان يحدث قرصنة للسفن الموجودة أمام سواحل مومباسا في كينيا ، بعد ذلك تمكن فاسكو دي جاما من الالتقاء بالبحار المسلم أحمد ابن ماجد ، وقد تمكن من مساعدته للوصول لمدينة كليكوت في الهند ، ومن ثم إلى جوا الواقعة على الساحل الغربي الهندي .

وتم توقيع اتفاقية تجارية هناك مع كوجارات الهندية بالقوة ، وترك بعض الممثلين من دولة البرتغال ، ورجع إلى البرتغال ليحصد الكثير من الجوائز ، والهدايا ، كما تم منحه بعض الاقطاعيات نتيجة لجهوده في اكتشاف الطريق للهند .

وأما في العام 1502 تم توجيه الرحلة الثانية من البرتغال إلى الهند ، ولكن عن طريق 20 سفينة من السفن الحربية التي ألقت بالرعب على جميع الموانئ الواقعة على امتداد الساحل الشرقي لقارة إفريقية ، وتم قتل ونهب سفن الحجاج .

وتدمير الكثير من الموانئ في الطريق لكاليكوت ، وتم تدمير اسطول كبير يتكون من 29 سفينة بحرية ، مما دفع مدينة كاليكوت لتقديم الكثير من الصفقات ، والتنازلات التجارية في مقابل السلام والأمان ، وعاد فاسكو دي جاما مرة ثالثة للهند في العام 1524 ، حتى يدير الأملاك البرتغالية هناك ، ولكنه توفي بعد مدة قصيرة ، وتم دفنه في الهند ، وتلك كانت قصة وصول البرتغاليون إلى الهند ، لكن على ارغم من انجازات البرتغاليين في المحيط الهندي إلا أنه كان هناك


عوامل انهيار النفوذ البرتغالي في المحيط الهندي


وتلاشيه.[2]