من هو الممنوع من الشفاعة يوم القيامة


شفاعة الرسول يوم القيامة

شفاعة الرسول الكريم ، تعني بأن سيدنا محمد ، عليه أفضل الصلاة والسلام ، هو الذي سيشفع لنا يوم القيامة عند الله فيما يسمى ب

الشفاعة العظمى

، فيخلص الناس من المعاناة والكرب الشديد اثناء انتظار الحساب ، فالنبي عليه الصلاة والسلام

سوف ينجي الناس من العذاب بفضل شفاعته يوم القيامة ، وسبب هذا الفضل العظيم انه كان لكل نبي دعوة يدعو بها الله على قومه فيستجيب الله بهذه الدعوة.

أما حبيبنا محمد  النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لم يكن قد دعا ربه بعد ، حيث تركها ل

يوم القيامة

ليشفع بها لأمته ،


وهذا وان دل ، فيدل على رحمة وحب رسولنا صلى الله عليه وسلم لأمته ، كما أنه يقدم مصلحة وشأن أمته على مصلحته الشخصية وشأنه ، في مثل هذا اليوم العصيب يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ولكن ماينفع هو العمل الصالح الذي يوجب شروط الشفاعة في مثل هذا اليوم.

فبدل أن يدعو النبي لنفسه سوف يدعو لأمته


، سيدعو لنا ففي هذا اليوم لا يعرف أحد أحدا حتى الام ستفر من ابنها ، وكل سيقول نفسي نفسي ، الا المصطفى عليه الصلاة والسلام ، لانه يخاف ويخشى على أمته من العذاب في مثل هذا اليوم الشديد ، اليوم الذي نعرض فيه كلنا ، كما ولدتنا امهاتنا ، لكن للاسف ، هناك من لن تشملهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لعدة أسباب كانوا يرتكبونها.[1]

المحرومون من الشفاعة

اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان للإنسان

اعمال تشفع لصاحبها يوم القيامة

، والاعمال هنا تعني كل عمل صالح مثل قراءة القران والصيام والجهاد في سبيل الله ، وغيرهم من الاعمال الصالحة التي توجب

الشفاعة المثبتة

للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هنا سنوضح من هو الممنوع من الشفاعة يوم القيامة؛

  • المشركين: وذلك لان الشرك مانعٌ من نيل الشفاعة لصاحبها ، لان في مقتضى الشفاعة يجب ان يتم حصول الصفح والتجاوز عن الشخص المشفوع له ، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن نفسه ، أنه لن يسامح ولن يتجاوز أبداً على كل من تلبّس بالشرك وخالط الكفر ، كما ان الشرك محبطٌ للعمل اي مبطلٌه ، فمهما عمل المشرك من أعمال صالحة لن يقبل منه ، وسيكون عمله في النهاية هباءً منثوراً ، فأهل الشرك وأصحاب المعتقدات الكفريّة لن تنفعهم شفاعة أحدٍ من الصالحين مهما علت منزلته عند ربّه ، والدليل ، قول الله تعالى: ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ).
  • المكذبين بالشفاعة: وذلك لقول أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: ( من كذّب بالشفاعة فليس له فيها نصيب) ، ويجب ان نعلم ان مثل هذا لا يُقال بالرأي ، ولكن كل من يُبطل الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويُنكر مقامه المحمود الذي وينفونه عنه، فلن تنالهم شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن هنا فإن من

    شروط الشفاعة

    ، هو الايمان بها.
  • الإحداث في الدين (الغش) : حيث دلّت النصوص على أن الاحداث في الدين يمنع من ورود الحوض يوم القيامة ، لدرجة انه لا تنفع معه

    شفاعة النبي

    صلى الله عليه وسلم لهم.
  • الإمام الظالم للعباد ، بالاضافة الى الغلو في الدين: والدليل على هاتين المسألتين هو حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، وفي معنى الحديث ان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال: يوجد صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: وهما ( إمام ظلوم ، وكل غالٍ مارق ، ومن هنا يجب على الإمام أن يحافظ على حقوق رعيّته ويرعاهم ، ولا شك ايضا أن الغلو في الدين هو شئ مذموم كما ان التشديد فيه ايضا غير محمود ، وهذا لأنّ ذلك خروجٌ عن منهج الوسطية الذي اتصفت به الشريعة الربّانية والشريعة الاسلامية السمحة ، كما قد نهى الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب منان يغلو في أي جانب من جوانب الدين العقائدية والتشريعية فقال سبحانه وتعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) ، كما قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ايضا بدليل قوله: ( يا أيها الناس إياكم والغلوّ في الدين؛ فإنما هلك من قبلكم بالغلوّ في الدين).
  • في رواية متواترة ، قال موسى بن جعفر الكاظم ، انه لمّا حضر أبي ، جعفر بن محمد ، الوفاة قال لي: يا بني انّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة

دلائل وأحاديث الشفاعة

  • من دلائل الشفاعة هو الحديث المشهور عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : ( ان لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة – إن شاء الله – من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ).
  • حديث اخر عن أبي سعيد الخدري ، وفيه : قال رسول الله : ( أما بالنسبة لأهل النار الذين هم أهلها ، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم ، أو قال ، بخطاياهم ، فأماتهم إماتة ، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاع ة، فجيء بهم ضبائر ضبائر ، أي جماعات  ، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل ).
  • الحديث او الدلالة الثالثة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله قال: ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ).
  • وحديث اخر عن جابر بن عبد الله وفيه ، قال: سمعت رسول الله يقول: ( إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي ).
  • حديث عن عوف بن مالك الأشجعي ، وفيه ، قال: قال رسول الله : ( أتدرون ما خيرني ربي الليلة ، قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها ، قال: هي لكل مسلم ).

من هم أصحاب الشفاعة يوم القيامة

تعددت اقاويل العلماء عن اصحاب الشفاعة ، ولكن المشهور هو؛

    • ان أول من يشفع في يوم القيامة وتكون في أمته ، هو رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ، وذلك عن حديث بن عباس.
    • وان أول من يشفع وتكون

      الشفاعة

      في أهل بيته وولده هو  أمير المؤمنين.
    • واما أول من يشفع في الروم المسلمين هو صهيب.
    • والذي يشفع في مؤمني الحبشة هو بلال.[2]