ما هي الإجازة في القرآن و” شروطها “


تعريف الإجازة في القرآن الكريم


الإجازة هي شهادة من شيخ يجيز طالبًا أن هذا الطالب قد أتم قراءة القرآن الكريم كاملاً غيبًا ، وذلك بالتجويد وأنه متقن للرواية التي أجيز بها، وبات مؤهل أن يقريء بها غيره، وبعدها يصبح هذا الحافظ متصل بسند النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ناقلين كتاب الله تعالى، وبالسند المتصل، وبذلك تعد الإجازة هي عملية يتم فيها نقل القرآن الكريم من جيل لجيل نقلاً صوتيًا، وبحسب الرواية أو الروايات، التي أجيز له بها، وبهذا يتضح أمر وهو أهمية الإجازة في القرآن الكريم. [1]


شروط الإجازة في القرآن الكريم

وبذلك يكون قد اتضح ما هي الإجازة في القرآن و” شروطها ” هي الجزئية التي يمكن إيضاحها في التالي، حيث أن شروط الإجازة في القرآن الكريم متعددة في أربعة شروط وهي حفظ القرآن الكريم حفظ كامل متقن، حفظ منظومة التجويد وفهم شرحها وهي المقدمة الجزرية، وقراءة القرآن الكريم على الشيخ المجيز حرفًا حرفًا، وأخيراً تدريب المجيز للمجاز على الإقراء.


  • حفظ القرآن الكريم حفظ كامل متقن

والسبب في ذلك أن الأسانيد التي وصل القرآن الكريم إلينا عن طريقها كانت على أساس قراءة كل شخص من رجالها على الشيخ حفظ وغيبًا، من بداية السلسلة من الشيوخ وحتى الوصول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو إجابة  على من يتساءل

ما الفرق بين السند والاجازة

، ويعد السند مسلسل قراءة كاملة عن ظهر قلب.

هذا ولا مانع من إجازة لمن يقرأ القرآن الكريم بالنظر إلى المصحف الشريف، بإتقان للتجويد كامل والضبط، وتعطى له إجازة أو شهادة تلاوة، تتميز عن إجازة الحفظ المتعارف عليها.


  • حفظ منظومة المقدمة الجزرية في التجويد وفهمها

والسبب في هذا الشرط أن نقل القرآن الكريم، له ضوابط وقيود محددة، وذلك من حيث صفات الحروف، ومخارج الحروف، لذا يجب على الشخص الذي يريد الحصول على الإجازة أن يعرف هذه الضوابط ويعمل بها ويحفظها، وقد كان للقراء حفظ منظومة المقدمة الجزرية في التجويد والتي قدمها الإمام ابن الجزري إمام القراء، هذا لأنها قد احتوت على أغلب أحكام التجويد، مع فهم معانيها، وفهم الشرح.


  • قراءة القرآن الكريم على الشيخ المجيز حرفًا حرفًا

والمقصود هو قراءة القرآن الكريم بداية من الفاتحة إلى آخر سورة الناس، مع الالتزام بجميع القواعد التجويدية والأحكام، سواء في المخارج والصفات وغيرها من مما يستوجب في التجويد.

وبعض الشيوخ قد يجيز الطلاب في قرائتهم على شيء منه ، ولا يبين أن الإجازة جاءت على جزء بعينه، وهذا خطأ حيث أن الإجازة يجب أن تبين إن لم تكن في القرآن الكريم كاملة أي جزء تمت فيه الإجازة ولا تترك مفتوحة ما دامت في جزء محدد.

لكن إذا كان الطالب مستجد في قراءة القرآن الكريم ولا يدري الشيخ أو معلمه عن قراءته شيء، فلا يمكن للشيخ هنا أن يجيزه، وذلك لأن هناك بعض الكلمات في القرآن الكريم التي لا تتكرر سوى مرة واحدة، وضبط تلك الكلمات لا يمكن أن يمر بدون ضبط مثل الإشمام والروم، مثل التسهيل في كلمة (ءأعجمي) في سورة فصلت، ومن ذلك كلمة (تأمنا) في سورة يوسف.

والإمالات مثل كلمة (مجراها) في سورة هود والخطير في هذا الأمر أن تلك الألفاظ القرآنية لا تتكرر في القرآن الكريم وقراءتها تحتاج ضبط فكيف يشهد أستاذ أو شيخ لطالب أنه مجاز وقراءته صحيحة وهو لم يسمعها من الطالب، ويتأكد من ضبطها وهذه الإجازة شهادة وتعد من خطورتها قول الله سبحانه وتعالى  ﴿ سَتُـكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾سُورَةُ الزُّخرف: 19.


  • تدريب المجيز للمجاز على الإقراء

كثيراً ممن يحسنون القراءة لا يحسنون الإقراء ويحب على المجيز أن يقوم بتدريب الطلاب على الإقراء، بحيث يطلب من الطالب الذي يريد الحصول على الإجازة أن يصحح تلاوة طالب جديد في التلاوة أمام الأستاذ أو الشيخ، حتى يتأكد من أهليته للإقراء فقد يكون قارئ جيد لكنه لا يستطيع الإقراء والذي جزء من رغبة الحصول على الإجازة هدف أو مطلب، وفي حالة كان الشخص يقرأ لكن لا يستطيع الإقراء ولا يصلح له تكن إجازته في القراءة فقط ولا يسمح الشيخ للقارئ أن يقرأ غيره.


أهمية الإجازة في القرآن الكريم


وترجع أهمية الإجازة في القرآن الكريم إلى أهمية كبرى ألا وهي أن قراءة القرآن الكريم لا تعد صحيحة إذا لم تكن مأخوذه من أفواه الشيوخ المتقنين، وحتى يستطيع الشخص أن يُقريء غيره، ويؤذن له بالإقراء، وذلك لأن قراءة القرآن الكريم لا يكفي فيها في إقرائها مجرد الاستماع والعرض، لكن ما معنى يُقريء وإجازة ربما تكون المعاني غير واضحة في أذهان البعض بالشكل الكافي، لذا يمكن توضيح الإجازة والإقراء بشكل أعمق.


إن القرآن الكريم ليس شأنه كشأن أي كتاب يمكن لأي شخص أن يقرأه وأن يجلس غيره أمامه يقرأ عليه، لماذا هو مختلف إذن إن اختلاف القرآن الكريم عن غيره من الكتب يرجع إلى ثلاثة أمور.



الأمر الأول


كونه كلام الله وقدسيته وقيمته تعود إلى ذلك فهو ليس كلام بشر، لذا فإن قراءته يجب أن تكون على الوجه الذي أراده به الله وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم به.


  • الأمر الثاني


يرجع للغة العربية نفسها والتي تحتوي على تشكيل للحروف قد يغير المعنى من كلمة إلى كلمة أخرى فيجعل الفاعل مفعول به لمجرد تغيير حركات التشكيل وهو ما يعد تحريف لكلام الله.


  • الأمر الثالث


يرجع إلى علم التجويد، ذلك العلم الذي وضع من أجل قراءة القرآن الكريم قراءة سليمة صحيحة، حيث أن العرب منذ زمن بعيد كان استخدامهم للغة العربية في النطق يختلف قليلاً عن نطقنا الآن للحروف، والقرآن الكريم نزل في زمن تلك القراءة وعليه فهو يقرأ بنفس الطريقة.


وترجع خطورة الإقراء والتي تعني أن يقرأ الناس على شخص، ترجع خطورته إلى كونه وسيلة تناقل من زمن إلى زمن ومن جيل إلى جيل فإن لم يلتزم القارئ والمقرئ بالقواعد الخاصة باللغة العربية والتجويد كما ينطقها المتقنين من الشيوخ يعد هذا نوع من التحريف.


وترجع أهمية الإجازة إلى كل ما سبق مجتمع ذلك أن الإجازة تعد بمثابة إقرار أو اعتراف بأن القاريء يقرأ القرآن الكريم بالطريقة السليمة والصحيحة، وأنه مسموح له أن يقرأ عليه غيره، حتى يصبح التناقل سليم شرعي ، وصحيح لا تحريف فيه، وخاصة مع انتشار ما اصطلح العلماء على تسميته لحن.


مشروعية طلب الإجازة


وإذا أراد الشخص الحصول على إجازة برواية واحدة مثل رواية الإمام حفص، أو ورش أو قالون، فلابد أن يحفظ القرآن الكريم حفظ متقن ويطبق أحكام التجويد، ويفضل دراسة التجويد، وأفضل ما فيها مقدمة الإمام ابن الجزري، والتي باقية إلى الآن يتعلم منها الكبير والصغير، وتعد منهج لأغلبية القراء والمتعلمين.


وطلب الإجازة أمر مشروع ومحمود ذلك لأن السلف السابقين، كانوا يرتحلون أيام وأميال من أجل تعلم حديث واحد للنبي، أو معرفة سنده وصحته، وقياسًا عليها فإن القرآن وطاب الإجازة فيه هو أولى من غيره، وصاحبه إن شاء الله مأجور على ذلك.


وقد يقرأ الطالب القرآن الكريم أو يسمعه غيبًا أكثر من مرة على شيخه دون أن يجيزه أو يحصل منه على الإجازة، حيث يكون الطالب في كل الختمات لم يكن متقن إتقان تام يستحق معه الإجازة، وهو من حفظ الله لكتابه الكريم حيث قال تعالى عن القرآن الكريم ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (سورة الحجر أية 9) . [2]