أسرار بحيرة ” لوخ نس ” وحقيقة اسطورة وحشها

الأساطير

تُعرف الأساطير بإنّها روايات رمزية مجهولة المصدر مُتعلقة بالثقافات والتقاليد البشرية ونادرًا ما يتعلق بالواقع وترتبط بطقوس أو رموز دينية معينة أو كائنات خارقة للطبيعة يمكن العثور عليها في ظروف استثنائية، كما تروي أحداثًا خيالية وتنتشر في مجتمعات دون الحاجة إلى إثبات أصالته ويُعتبر مكونًا أساسيًا للثقافة الإنسانية في جميع المجتمعات ككل فقط الحكايات الخرافية التي تُروى للأطفال، مثل الأبطال الخارقين والمخلوقات الخيالية.



أسرار بحيرة وحش لوخ نس


تقع بحرية لوخ نس في اسكتلندا ويعتقد بعض الناس أنّها يسكنها وحش ومع ذلك، فإن الكثير من الأدلة المزعومة التي تدعم وجوده قد فقدت مصداقيتها، ويعتقد على نطاق واسع أنّ الوحش هو أسطورة، وتعود التقارير عن وجود وحش يسكن بحيرة لوخ نيس إلى العصور القديمة وتجدر الإشارة إلى أنّ المنحوتات الحجرية المحلية التي رسمها Pict تصور وحشًا غامضًا به زعانف، عض الوحش سباحًا وكان مستعدًا لمهاجمة رجل آخر عندما دخل كولومبا، وعلى مر القرون تم الإبلاغ عن مشاهد عرضية فقط بدت العديد من هذه اللقاءات المزعومة مستوحاة من الفولكلور الاسكتلندي وهو من

ابرز معالم اسكتلندا

الذي يزخر بمخلوقات مائية أسطورية.

في عام 1933 بدأت أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس في النمو في ذلك الوقت، وتم الانتهاء من طريق مجاور لبحيرة لوخ نيس، مما يوفر إطلالة دون عائق على البحيرة في أبريل، ورأى زوجان حيوانًا ضخمًا وقارنوه بـ “تنين أو وحش ما قبل التاريخ” وبعد أن عبر مسار سيارتهم، اختفى في الماء تم الإبلاغ عن الحادث في صحيفة اسكتلندية، وتبع ذلك العديد من المشاهدات في ديسمبر 1933بتكليف ديلي ميلمارمادوك ويثيريل صياد كبير، لتحديد موقع ثعبان البحر على طول شواطئ البحيرة، وجد آثار أقدام كبيرة يعتقد أنها تنتمي إلى “حيوان قوي للغاية ناعم الأقدام يبلغ طوله حوالي 20 قدمًا أي:6 أمتار ومع ذلك، عند الفحص الدقيق قرر علماء الحيوان في متحف التاريخ الطبيعي أن المسارات كانت متطابقة ومصنوعة بمظلة أو منفضة سجائر كان لها ساق فرس النهر كقاعدة فكان دور ويذريل في الخدعة غير واضح.

وتعود الإشارات الأولى لشخصية تشبه نيسي في اسكتلندا إلى العصور القديمة في القرن الأول الميلادي، كانت الإمبراطورية الرومانية تحاول غزو الأراضي الواقعة في الشمال عن طريق

خريطة اسكتلندا

، لكنهم واجهوا مقاومة من البيكتس، وهي مجموعة من الشعوب الناطقة بالكلتية سميت بهذا الاسم بسبب عادتهم في طلاء أجسادهم بالصبغة، إلى جانب كونها مشهورة بالمحاربين الشرسين تتميز

دولة اسكتلندا

بعدم السقوط أبدًا في أيدي جيوش روما الغازية، على الرغم من أن الرومان حاولوا الغزو عدة مرات تركت البيكتس وراءهم حجارة منحوتة وقائمة، كما يقع بعضها حول بحيرة لوخ نيس، وتصور حيوانات مختلفة موطنها اسكتلندا بطريقة نابضة بالحياة جميعها باستثناء حيوان واحد.

كما أنّ أحد الحيوانات التي تم تصويرها في المنحوتات البكتية مخلوق غريب ذو منقار ممدود وما يشبه الزعانف بدلاً من القدمين أطلق عليه البعض اسم “فيل السباحة”، ولكن في وقت لاحق أرجع الكثيرون هذه الصور القديمة لحيوان مائي غامض كأول دليل على فكرة وحش بحيرة لوخ نيس، وتُعرف بحيرة لوخ نيس بإنّها أكبر وثاني أعمق تجمع للمياه العذبة في الجزر البريطانية نظرًا لكونه مهيبًا جدًا، فليس من المستغرب أن نرى أن بحيرة لوخ نيس تحتل دورًا رئيسيًا في الفولكلور الاسكتلندي بإنّها

اجمل بحيرات اسكتلندا

، حيث ترتبط بمختلف الحيوانات الأسطورية من بينها ما يسمى بخيول الماء، والمعروفة أيضًا باسم عشب الماء وفقًا لإحدى روايات أسطورة خيول الماء، فإنّ هذه المخلوقات السحرية تجذب الأطفال الصغار إلى الماء من خلال منحهم ركوب الخيل على ظهورهم ولكن بمجرد أن يقفز الأطفال على متن المركب، تتعثر أيديهم على حصان الماء، ويتم جرهم إلى الأعماق المائية حتى وفاتهم، دون ترك أي أثر وراءهم باستثناء أن أكبادهم تغسل الشاطئ في اليوم التالي.[1]

حقيقة وجود وحش لوخ نس

يعود تاريخ إحدى أقدم الروايات المكتوبة المرتبطة بمخلوق يشبه وحش بحيرة لوخ نيس إلى عام 565 بعد الميلاد في سيرته الذاتية، حيث يروي القديس كولومبا وهو رئيس دير أيرلندي في يوم من الأيام وهو في طريقه لزيارة ملك Pictish عندما توقف فجأة على طول شاطئ Loch Ness منبهرًا بمشهد لا يصدق حينما تعرض رجل يسبح في البحيرة للهجوم من قبل وحش كبير، ورد كولومبا على الفور وأمر الوحش “بالعودة بكل سرعة”، وامتثل وحش المياه العذبة وتم إنقاذ حياة الرجل.

ويوجد حوالي عشرة أساطير أو نحو ذلك من هذا النوع، ولكن يمكن إرجاع الأسطورة الحديثة لوحش بحيرة لوخ نيس إلى أوائل الثلاثينيات، وفي 2 مايو 1933، نشرت Inverness Courier مقالاً أفادت فيه عن مشاهدة زوجان محليان “حيواناً هائلاً يتدحرج ويغرق على سطح البحيرة”، واستخدم محرر الصحيفة الاسكتلندية مصطلح “الوحش” للإشارة إلى المخلوق الذي أبلغ عنه الزوجان الشابان، وظل التصنيف عالقًا منذ ذلك الحين.

وأثناء هذا الوقت تم الانتهاء من إنشاء طريق جديد على طول الشاطئ، مما يوفر رؤية واضحة غير مسبوقة للبحيرة من الجانب الشمالي وسرعان ما أرسلت الصحف البريطانية الأخرى مراسليها إلى هذه البحيرة الاسكتلندية المثيرة للاهتمام، وكانت البرامج الإذاعية تنقطع بانتظام لإحضار آخر الأخبار التي تتكون من شائعات ومقابلات مع السكان المحليين من البحيرة.

كما عرض سيرك بريطاني مكافأة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني للقبض على الوحش في أواخر عام 1933،  وبطبيعة الحال أدى ذلك إلى تدفق آلاف الأشخاص إلى البحيرة الاسكتلندية، والتخييم على شواطئها، وحتى الخروج في قوارب صغيرة على أمل التقاط لمحة عن المخلوق طويل العنق، وفي خضم هذا الارتباك، نشرت صحيفة لندن “ديلي ميل”في عام 1934 صورة يُفترض أنها تُظهر وحش بحيرة لوخ نيس الأسطوري، وفي التسعينيات تم الكشف عن الصورة، وأنّها كانت خدعة متقنة ولم يكن “الوحش” أكثر من لعبة غواصة ذات رأس ورقبة مزيفين.

هل وحش بحيرة لوخ نيس الحقيقي هو إكتيوصور

يعتقد الكثيرون أنّ وحوش البحر الحقيقية موجودة في بحيرة لوخ نيس منذ حوالي 170 مليون سنة، وفي عام 1966 اكتشف عالم الحفريات الهواة نوري جيليس حفريات إكثيوصور يبلغ طوله 13 قدمًا بينما كان يتجول بالقرب من محطة ستور لوخس للطاقة في إدنبرة، وأرسل جيليس رسالة إلى المتحف الملكي الاسكتلندي وتم إرسال فريق للتحقيق في الحفرية.

لكن الحفريات كانت مغلفة بالصخور وثبت صعوبة دراستها في ذلك الوقت، ولهذا السبب ظلت منسية في مخزن المتحف حتى بعد 50 عامًا عندما حث نجل جيليس، آلان جيليس ستيفن بروسات الأستاذ في جامعة إدنبرة، لاستئناف تحليل أحافير الإكثيوصور من أجل والده.

واستخدم الباحثون تقنيات جديدة لتحرير الحفرية من الصخور المحيطة، وإعادة بناء هيكل الإكثيوصور وبهذه الطريقة أدركوا أنّ الحفريات تنتمي على الأرجح إلى نوع جديد من الإكثيوصور، على الرغم من أنه لم يتضح بعد أين يقع بالضبط داخل شجرة الحياة، وبيّن ستيف بروسات أنّ النّاس لا يدركون أنّ وحوش البحر الحقيقية كانت موجودة.[2]