تعبير عن نصاب الزكاة وأهميتها وفضلها

مقدمة عن الزكاة

الزكاة أحد أركان الدين الإسلامي الحنيف، المبني على التقوى والهدى والإحسان والعفو، وأركان الإسلام، تتمثل في الصوم الصلاة والزكاة والصوم والشهادة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة البقرة آية 43″ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ” صدق الله العظيم، ففضل الزكاة عظيم وتعتبر أحد أعمدة الدين الحنيف، التي لابد أن يخرجها كل مسلم، ويكون على علم بقدرها وأهميتها.

ونصاب الزكاة هو حق الله تعالى في مال العبد، حيث رزقه ليعطي غيره، ويشعر بالفقراء ويخرج الزكاة لمستحقيها، سواء كان النصاب ذهب أو فضة أو مال مدخر أو قطعة أرض أو مال، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من كل عشرين دينار فصاعد نصف دينار، ومن الأربعين دينار واحد، أي دينار واحدا”. دلالة على وجوب الزكاة على كل مسلم، وإنها بقدر مقدر ومعروف في الدين ويجب حسابه وإخراجه حتى يتم المؤمن فرض الله تعالى عليه[3].

أهمية الزكاة

الزكاة هي مال قدره الله للفقراء في مال العبد، وهي من أهم الأمور الدينية التي يجب أن يأتيها المسلم، إذ ذكرت كثالث ركن من أركان الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج الزكاة ولا يؤجلها، وهي فرض على كل المسلمين، وذكر ذلك في الكتاب والسنة، وترجع أهمية الزكاة إلى[1]:

  • تعتبر الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة الواجبة على كل مسلم، ومن يقوم بها ينال رضى الله عز وجل، ويكون من سعداء الدارين.
  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”الصدقة تطفئ الخطئية”، لذلك فإن الزكاة يطهر الله بها العبد، ويغفر له أخطاءه  وزلاته.
  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” من تصدق لمعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبة، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل”، بمعنى أن الزكاة أجرها عظيم عند الله عز وجل.
  • الزكاة تطهر الأشخاص من الأطباع الخبيثة التي لا يقبلها الدين الإسلامي ولا الله عز وجل، فالله طيب لا يقبل إلا طيب، والزكاة تعمل على تخليص الأفراد من البخل والشح، وهي من الأطباع الغير مرغوبة أبداً في الدين.
  • تعمل الزكاة على تعزيز قيمة الرحمة، وهي من أهم القيم التي يجب أن يتمسك بها المسلمون، لأن لين القلب من أهم ميزات المؤمنين، والزكاة تعلم الناس الرفق بالفقراء والرحمة بهم والشعور بمن هم في حاجة للمال والمساعدة.

فوائد الزكاة

فوائد الزكاة كثيرة، وهي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع، فتساهم في انتعاش الحركة الاقتصادية ودعم التكافل الاجتماعي وهو الهدف الأول والإسلامي في الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعوا لأن يشهر الغني بالفقير ويتشارك الناس في حياة سوية تكفل الكرامة لكل من أفراد المجتمع والعيش الأدمي، وتتمثل فوائد الزكاة في:

  • الدين الإسلامي مبني على فكرة التكافل الاجتماعي، بمعنى أن يساعد الفقير الغني، ويمنح من معه من لا يملك، كي يعيش المجتمع كله في سلام وتكافل، إذ أن البشر مختلفون في الرزق وفي المستوى المادي وفي قدرتهم على الإنفاق، لذا فالزكاة من الفروض التي تساهم في توفير حياة كريمة للأفراد، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة آية 103″خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا”.
  • الزكاة تعود على أصحابها بالسعادة والرضا وعلى من يأخذها بالسعادة أيضاً، فهي تجعل النفوس راضية والقلوب راضية، وتؤلف بين المسلمين وبعضهم، وتجعل لا فرق بين غني ولا فقير.
  • من شان الزكاة أن تعمل على رواج الحركة الاقتصادية في المجتمع، وتنعش الحياة الاجتماعية أيضاً، والزكاة تخرج بشكل مباشر للفقراء الذين يستخدموا المال في شراء السلع بشكل مباشر لحاجتهم لذلك، لذلك فالزكاة تخدم المجتمع والأفراد ويؤجر عليها المسلم.
  • الزكاة تحصن المال من أيدي المجرمين والطامعين والسارقين، وتذهب الأموال في مواضعها الصحيحة.
  • التخلص من الحسد والبغض والكراهية، حيث إن الزكاة تعمل على إعادة توزيع الثروات، وجعل الناس كلهم في حالة من الحب والرضا والسعادة، فهي تنظيف آلهي للحياة بين المسلمين.

فضل الزكاة

هناك فضائل للزكاة تعود على الفرد، وتجعله في عيشة رغدة، وتطهره من كل ذنب، وتحول بينه وبين المعاصي، وتمنعه عنه سوء القدر، وتجعل الله راضياً عنه، فمن عرف الله وأعطى الفقراء مما رزق، رزقه الله أضعاف مضاعفة، ولا ينقص المال من صدقة ولا زكاة، بل يزيد بالخير والبركة والنماء، فالمعني الحقيقي للزكاء هو الخير والنماء والبركة، لذا يجب الالتزام بها وتأديتها في وقتها وبقيمتها المستحقة، ومن فضائل الزكاة:

  • الزكاة تقرب بين العبد وربه، تجعل الله راضياً على عباده، الذين لم يبخلوا بالمال على أخوانهم.
  • تظهر فضائل الزكاة في البركة في مال العبد وفي رزقه وفي زريته، حيث إن الزكاة والصدقات تمنع البلاء.
  • الزكاة تطفأ المعاصي كالماء وهي تطفئ النار، وتذكى النفس وتمنعها عن الهوى، فهي تعلم الإنسان كيف يستغنى.
  • الزكاة تعلم الشخص السماحة والمحبة، وهم أعمدة التعامل مع الآخرين.
  • تنمي الزكاة في النفس حب الغير، والشعور بمن هم في حاجة للمساعدة.
  • في الدين الإسلامي لا مجال للأنانية، ولا لتفضيل النفس لذا فكل فروضه وقوائمه، تعود النفس على العطاء والاستغناء والشعور بالغير.

مستحقين الزكاة في الدين الإسلامي

الدين الإسلامي دين التشريعات، وضح كل شيء بخصوص الزكاة وغيرها، حتى لا يكون العبد في حيرة من أمره، والزكاة فرضت على العبد لكي تخرج في مستحقيها لكي تفك كرب مسلم أو تفتح باب رزق وتتمثل

أوجه صرف الزكاة

في[2]:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة “إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.

إذا

على من تجب الزكاة

، فتوضح الآية الكريمة واضحة وصريحة، بمعنى أن الزكاة تذهب للفقراء الذين لا يملكوا المال، والمساكين والعاملين عليها، والمقصود بالعاملين عليها هم العاملين على شؤن الزكاة، والمؤلفة قولبهم، والمقصود بهم الذين دخلوا حديثاً في الدين الإسلامي الحنيف، وتجب الزكاة أيضاً في عنق الرقاب والعبيد وتحريرهم.

على الغارمين والغارمات، الذين عليهم ديون كثيرة، وعلى المجاهدين في سبيل الله تعالى والجنود الذين تركوا عملهم من أجل الجهاد في سبيل الله عز وجل، وأبناء السبيل، أي المسافرون الذين تركوا بلادهم ولا لديهم من المال ما يكفيهم حتى يعودوا لبلادهم.

خاتمة عن نصاب الزكاة

فرضت الزكاة على المسلم الحر، ولا يشترط فيها البلوغ ولا العقل، بمعنى غن أولى الأمر ملزمين بإخراج الزكاة لزويهم، وفرضت على من يملك النصاب، فالدين الإسلامي دين قواعد مفهومة لا أوامر، بمعنى إن الله تعالى لا يكلف نفس إلا وسعها وطاقتها، فمن لا يملك النصاب لا حرج عليه، كما أن الذي لديهم من المال ما يبلغ النصاب وهو 85 جرام من الذهب، و559 جرام من الفضة، ولم يمر عليه الحول، أي العام، لا زكاة عليه، على أن يكون حساب الحول بالعام الهجري.

فما أجمل الدين الإسلامي وما أجمل تشريعاته العظيمة التي تؤلف القلوب وتمحو الذنوب وتغفر الذلات، فالله تعالى نظم حياة عباده بما يجعل الجميع سعيد ومكرم ووضح قيمة الزكاة بذكرها ثلاثون مرة في القرآن الكريم، وتوضح

شروط وجوب الزكاة

، ومن هم مستحقيها وكيفية إخراجها.