هل تعلم ” من هو مغسل الرسول ؟ ” 

من غسّل الرسول

عند

وفاة الرسول

صلى الله عليه وسلم ، قام بتغسيله سبعة من الصحابة وهم علي والفضل والعباس وقثم بني العباس واسامة بن زيد واوس بن خولة وصالح مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وذلك وفق حديث ورد عن الامام علي – رضي الله عنه – انه قال : ” غسَّلْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ أنظر ما يكون من الميت فلم أرَ شيئاً، وكان طيبا صلى الله عليه وآله وسلم حياً وميتا، وولي دفنه وإجنانَه (ستره) دون الناس أربعة:

علي

و

العباس

و

الفضل

و

صالح

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” [2]

كان العباس وقثم وفضل يقومون  بقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، اما اسامة وصالح مولى الرسول فكانا يقومان بصب الماء على جسده الطاهر ، واما لي فهو من كان يقوم بالغسل ، اما عن اوس بن خولة فهو من كان يسند جسده الطاهر الى صدره .

كيف غُسل رسول الله

لم تقع على المسلمين مصيبة اشد من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها انه قال : ”

يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعَزَّ


بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ” . [1]

عندما بدأ تغسيل الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، احتار الصحابة في غسله ، ايجردونه من ثيابه كحال غسل جميع موتى المسلمين ام يغسلوه وهو في ثيابه ؟

وقف الصحابة عند هذا الامر الجلل ، ولم يستطيعوا اتخاذ القرار الصائب ، وهنا جدثت معجزة الهية في تغسيل الرسول ، حينما كانوا في حبرة من امرهم ، قد غلبهم النوم وعندها سمعوا مناديا ينادي من آخر البيت أن غسلوا رسول الله في ثيابه ، وقد فعلوا ان غسلو نبي الله في ثيابه ، وكانوا يقومون بصب الماء على جسده الطاهر فوق ثيابه ومن ثم يدلكونه بقميصه دون ان يلامسوا جسده الكريم .

وقد جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها كما روى ابو داوود عندما قالت : ” لما أرادوا غَسْلَ النبي صلى الله عليه وسلم (تغسيله بعد موته)، قالوا: والله ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرِّدُ موتانا، أمْ نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره (مالت رءوسهم علي صدورهم)، ثم كلمهم مُكَلِّمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم “

غسل الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن كغسل سائر المسلمين ، وهو ما تم تأكيده عندما نادى المنادي ان غسلوا الرسول في ثيابه وهو معجزة تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم في

احداث وفاة النبي

.

تم تكفين النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة من الاثواب بيضاء اللون ، وهي من قطن دون قميص او عمامة ، ومن بعدها كانت الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فرادى دون امام . [4]

ماء غسل الرسول

قد يتساءل البعض عما حدث الى ماء غسل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الاهم في الامر ان ينشغل الامر بما فيه عمل او يعود على امره بمنفعة ، وليس من الهام ما حدث لما غسل النبي ، ولا كان الصحابة انشغلوا به وتناقلوا ما حدث لماء الغسل لأهميته ، وانما ما نقل في الاثر بعض الاحاديث الضعيفة دون اسناد عن صحة ذلك .[3]

فقد كان ماء غسل الرسول تتجمع عن جفونه وكان علي رضي الله عنه يحسوها ، وهذا ما جعله على هذا القدر من العلم ، وذلك وفق ما ورد – وان لم يثبت صحته – ” حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ الْمَاءُ مَاءُ غُسْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ غَسَّلُوهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ عَلِيٌّ يَحْسُوهُ “

يدل فعل علي لذلك على حبه لتبركه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا يمكن الاقتداء بذلك العمل في الحياة العادية ، فلا ينبغي ابدا التبرك بأي انسان سوى النبي صلى الله عليه وسلم لان في ذلك بدعة .

ما حدث بعد غُسل رسول الله

بعد غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفينه ، جاء امر الصلاة عليه كصلاة الجنازة ، فما كان من المسلمين الا ان يصلوا عليه فرادى ( اي ليست صلاة جماعة ) كما الحال في صلاة الجنازة كسائر المسلمين .

اما عن الامر الثاني فهو ان صلاة الجنازة على النبي لم يكن لها امام ، وذلك لأن المسلمين حينها احتاروا وتسابقوا في امر امامة صلاة الجنازة على رسول الله ، وعندما لم يعلموا من امرهم شيء تركوا الصلاة بدون امام ، وكان الناس يدخلون من باب المسجد للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يكادون يخرجون من الباب الآخر ( وذلك من كثرة الاعداد )  [5]

ويقول الامام الشافعي في ذلك  : ” صلى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد ، وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد “

كان الصحابي اسعد بن عرارة هو اول من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة ، وكان البراء بن معرور هو اول من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر ، اما عن صلاة الجنازة غائبا على رسول الله فكان النجاشي هو اول من فعلها . [6]