هل الشيب وراثي ؟ ” ام هناك مسببات طبيعية


الشيب المبكِّر .. أسبابه وطرق علاجه

كثيرًا ما يبحث الشباب والشابات عن أسباب علمية لظهور الشعر الأبيض في رأسهم خاصة مع صغر سنهم، فقد تبدأ بعض البصيلات في إنتاج شعرًا أبيضًا، وقد تكون مجرد بصيلة واحدة وقد يغزو الشيب مئات البُصيلات في آنٍ واحدٍ، مما يثير الهلع لديهم ويجعلهم يتهافتون للوصول إلى حلولٍ جذرية لتلك المشكلة التي باتت تهدد العديد من الفتية، فضلًا عن تساؤلهم هل من أسبابٍ لتلك الظاهرة أو كيماويات تدخل ضمن المؤثرات على شيب الشعر، والتساؤل الأهم والأشهر على الإطلاق هل من

صبغة دائمة للشيب

تغير من مسار حياتهم وتعيد ثقتهم بأنفسهم مرة أخرى ليبدو على أعمارهم الطبيعية.

أثبتت إحدى الدراسات التي أجراها خبراء جامعة نيويورك أن تلك الخلايا التي تعد المسئولة الأولى والأخيرة عن لون الشعر وصبغته قد  يتم استنزافها في بعض الحالات التي يمر بها الشخص، وذلك مثل تعرضه لضغطٍ عصبي، ولكن ناقدت تلك الدراسة دراساتٍ أخرى حين أشارت إلى أنه بالرغم من تأثير الضغط العصبي على حالة خلايا التصبغ إلا أن ذلك يعد عاملًا ذو تأثير ضئيل للغاية وليس سببًا أساسيًا للشيب، وأقرت تلك الدراسة أن الأمراض وعوامل أخرى تمثل الدور الأساسي لظهور الشعر المشيب في وقتٍ مبكرٍ من

العمر

.

كما يشير الخبراء إلى أنه من الطبيعي أن يبدأ لون الشعر في التغير مع تقدم العمر، وهذا يرجع إلى أن البُصيلات التي تحتوي على الخلايا الصبغية المسئولة عن إفراز مادة الميلانين التي بدورها تُكسب الشعر لونه سواء أسودًا أو بُنيًّا أو أشقر وما إلى ذلك، يختلف نشاطها مع مرور

الوقت

ويبدأ عددها في ألاضمحلال إلى أن ينعدم إفراز الميلانين ويشيب الشعر، إذ أنه كلما زاد إفراز الميلانين كلما ازدادت معه دكانه الشعر وكلما انخفض مستوى إفرازه كلما مال الشعر للون الأبيض إلى أن ينعدم نهائيًا ويغزو الشيب الرأس.

وهذا الأمر يعد طبيعيًا جدًا في الأعمار المتقدمة لكنه قد يحدث لدى الشباب في مرحلة المراهقة وفترة العشرينيات من عمرهم مما يسبب لهم إزعاجًا، ومن ثم كان لزامًا أن نوضع أسبابه، فضلًا عن ما إن كان هناك طرقًا للوقاية من حدوثه أو إبطاء تفشيه بالرأس، أو هل هناك من سبيلٍ إلى منع ظهوره من الأصل في حالاتٍ معينة؟


الشيب أسبابه وراثية ولا علاقة له بالأصباغ والأزمات

اجتهد العلماء في البحث المطول للوصول إلى أسباب وحلول جذرية لشيب الشعر، ومع الدراسات والاختبارات البحثية تمكنوا من إجراء أبحاث حول أكثر من ست آلاف متطوع للتعرف على

الجين المسئول عن شيب الشعر

، وبالفعل قد توصلوا إلى أن هناك ما يسمى بجين “IRF4” المسئول عن تنظيم الصبغة الملونة للشعر الطبيعي بل وتتحكم أيضًا في لون صبغة

الجلد

والعينين، وهو الجين المسئول عن صبغة “الميلانين”، وأثبتوا وجوده في الكروموسوم السادس، كما أشاروا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك جين آخر يشاركه في التأثير على الشيب لكن لم يتم التعرف عليه بعد.

وهذا ما نشرته المجلة العلمية “نيتشر كوميونيكاشينز” بالحديث عن تلك الأطروحة الجديدة، حيث أكد الخبراء أن باكتشاف هذا الجين ومن الممكن أن يتوصلوا إلى حل فعال لتأخير ظهور الشيب أو بالأحرى منعه حتى مع تقدم العمر وذلك بإيقاف أو إبطاء عمل الجين.

أسباب ظهور الشيب


  • نقص الفيتامينات

لعله من الجدير بالذكر هنا أن نقص بعض الفيتامينات قد يسهم بشكل ملحوظ في إسراع عملية ظهور الشيب، وتلك الفيتامينات تتمثل في فيتامين “B6، B12، E، D”، إذ نشرت المجلة الأمريكية العلمية “التطور” عام 2015 تقارير لبعض الأبحاث ونتائجها التي أدلت بأن هناك علاقة بين نقص فيتامين D3، وB12 وعنصر النحاس بالجسم وبين الشيب، حيث أن نقص العناصر الغذائية الهامة يقلل مع نشاط الخلايا الصبغية المفرزة للميلانين.

كما أضافت الأبحاث التي نشرتها “المجلة الدولية للعلوم وأبحاث الشعر” لعام 2016، أنه باختبار فئة مكونة من خمسٍ وعشرين شخصٍ بالغٍ من دولة الهند يعانون الشيب المبكر، إلى أن هناك عامل مشترك لديهم، ألا وهو نقص “الفريتين” الذي يعمل على تخزين عنصر الحديد بالجسم، فضلًا عن انخفاض كل من فيتامين B12 والكوليسترول العالي الكثافة النافع “HDL-C”.


  • الإجهاد التأكسدي

بغض النظر عن أن السبب الأساسي للشيب يرجع للعامل الوراثي، إلا أن الإجهاد التأكسدي يشكل دورًا ليس بالهين ضمن ظاهرة الشيب المبكر، وهذا يرجع لما يُحدثه من اختلالٍ في التوازن الداخلي للجسم، إذ أن نقص مضادات الأكسدة في

الجسم

لا يسمح له بالتصدي الكافي للجزور الحرة، التي تمثل الجزيئات الغير مستقرة التي تضر بالجسم وخلاياه مما يعرضه للشيخوخة وظهور الأمراض، التي من ضمنها مرض “البهاق” الذي يظهر كبقع فاقدة لصبغة الميلانين بشكل متفرق في الجلد، التي من شأنها أن تضر بخلايا الميلانين في الجسم كُلََّه مما يسبب الشيب.


  • بعض الحالات الصحية

تزيد بعض الأمراض كالأمراض المناعية الذاتية من خطر الإصابة بالشيب المبكر، وذلك حَسَبَ ما أكدته دراسات تم نشرها عام 2008 بوجود علاقة وطيدة بين تشوهات الشعر والخلل الوظيفي للغدة الدرقية، ثم أن الشيب يعد من المظاهر السائدة والشائعة لدى مرضى “الثعلبة” الذي يعد مرضًا مناعيًا ذاتيًا يصيب الجلد، الذي بدوره يفضي إلى وقوع الشعر من الرأس ومناطق الجسم المختلفة بما فيها الوجه، وعند بدأ ظهوره مجددًا يبدو باللون المائل للأبيض الناتج من ندرة صبغة الميلانين.


  • التدخين

أشارت درسة تم نشرها بالمجلة الإيطالية الإلكترونية “الأمراض الجلدية” لعام 2013، أن الأشخاص المدخنين تزداد عُرضتهم للإصابة بالشيب المبكر في سن الثلاثين بمرة ونصف عن الآخرين الغير مدخنين، وهذا ما أثبتته أيضًا الأبحاث المنشورة عام 2015 بمجلة “الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية”.


  • أصباغ الشعر الكيماوية

تعمل الأصباغ الكيميائية على إسراع ظهور الشيب، وهذا لما تحتويه من كيماويات تضر بإنتاج صبغة الميلانين، ثم أن الإفراط في استخدام مواد تفتيح الشعر وتقشيره يسبب ظهور الشيب أسرع.


علاجات طبيعية للشيب

تكتظ الأسواق بالمستحضرات التي يلجأ إليها الكثيرون لإخفاء الشيب، ولكنها على العكس قد تؤدي إلى إظهاره بشكل أسرع وتطور الحالة، بل وإحداث أضرار بالغة من ضمنها الحساسية والالتهابات، وكبديل عنها تعد العلاجات الطبيعية حلًا يسهم إلى حدٍ ما في التغلب على الظاهرة، وبدون أدنى ضرر على الجسم أو على خلايا الميلانين، ومن أبرز تلك العلاجات ما يلي:


  • أوراق الكاري:

    يتم خلطها مع أي زيت للشعر واستخدام المزيج باستمرار، إذ أثبتت الأبحاث العالمية مدى كفائتها في المحافظة على لون الشعر الأسود.

  • ثمار “عنب الثعلب” الهندية:

    تعرف بسم “أملا” وهي تعمل على تعزيز نشاط خلايا الميلانين لوجود مضادات الأكسدة بها، يمكن خلطها مع زيت جوز الهند وتطبيقها على الشعر.

  • الشاي الأسود:

    يزيد الشاي الأسود من دكانه الشعر ولمعانة، ويستخدم بنقع حواليّ خمس أكياس من الشاي في كوبين من المياه المغلية، ثم يتم وضعها على فروة الرأس النظيفة والرطبة بعد أن تبرد، كما يمكن خلطه مع أي منعم ويُطبق على الشعر لمدة ساعة ثم يتم غسله جيدًا.

  • النحاس

    : انخفاضه يزيد من أخطار الشيب، ومن ثم يجب تناول الأغذية التي تحتوي عليه مثل كبد الأبقار، اللوز، العدس، الشيكولاتة الداكنة.[1]