من الذي ? لقبه الرسول ” بالطيب المطيب “
من هو الصحابي الذي لقب بـ الطيب المطيب ولماذا
قد أطلق الرسول على صحابي لقب الطيب المطيب وكان هذا الصحابي هو الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه، ودل على ذلك ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: “أَنَّ عمَّارًا استأذن على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال الطَّيِّبُ المُطيَّبُ ائذنْ له” ويعتبر سيدنا عمار بن ياسر هو أحد الصحابة المكرمين رضي الله عنهم جميعاً.[2]
نبذة عن الصحابي عمار بن ياسر
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس المذحجي العنسي، وكنيته هي أبي اليقظان، وقال الواقدي وبعض من العلماء الآخرين في نسب عمار: “إنّ ياسرًا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس إلا أنّ ابنه عمارًا مولى لبني مخزوم لأنّ أباه ياسرًا تزوّج أمة لبعض بني مخزوم فولدت له عمارًا”.
حيث زوج أبا حزيفه أبوه ياسر بن عامر بجاريته سمية بنت خياط فأنجبت له عمار، وقد ولد عمار في مكة وأعتق أبو حذيفة عمار فأصبح سيدنا عمار بذلك حليف لبني مخزوم، ومن صفاته التي كان يتصف بها أنه كان طويلاً، أشهل العينين، وعريض المنكبين، شعره أبيض وأجعد، وقيل إنه كان أصلع مع وجود بعض الشعر في مقدمة رأسه.
وكان عمار بن ياسر من السابقين الأوائل إلى الإسلام مع صهيب بن سنان في دار الأرقم وكذلك أسلمت أمه سمية بنت خياط وأبيه ياسر بن عامر وكانت تعتبر أمه سمية خياط هي أول من نال الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وقيل إنه هاجر إلى الحبشة و المدينة المنورة أيضاً، كما أنه شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع غزواته، وقد شارك أيضاً في حروب الردة بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه، وشارك في معركة اليمامة وقد تم قطع أذنه في تلك المعركة.
قصة آل ياسر
كان آل ياسر من أوائل من أعلنوا إسلامهم من موالي قريش وقد أخفوا هذا الإسلام لمدة 4 سنوات حتى عرف أسياد بني مخزوم بأمر إسلامهم فغضبوا عليهم غضباً شديداً وقاموا بتعذيبهم أشد العذاب حتى يتركوا دينهم فقد قال عبد الله بن مسعود: “أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال”.
وعن مجاهد بن جبر فقال: «فجاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام»، وقد روى عثمان بن عفان أن النبي محمد كان يمر بعمار وأهله وهم يُعذّبون، ولا يستطيع أن يدفع عنهم العذاب، فيقول: «صبرا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة»، وقال: «اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت».
و روى عبد الكريم الجزري : عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : أخذ المشركون عمارا ، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وذكر آلهتهم بخير ، فلما أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير. قال : فكيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئن بالإيمان. قال : فإن عادوا فعد .
وكان إذا اشتدت الشمس وارتفعت درجة حرارة الشمس في وقت الظهيرة فكانوا يخرجون بعمار وأمه وأبيه برمضاء (وهي الرمال شديدة السخونة والحرارة) مكة فيتم تعذيبهم تحت حرارة الشمس الحارقة حتى لا يدري أي منهم ما يقول.
وكانت تدور قصة ابتلاء آل ياسر عندما تم حرق عمار بن ياسر بالنار ووضع بعض من الصخور الملتهبة على جسده، وقد تم تعذيب والده حتى لفظ أنفاسه ومات.
وكانت أمه مثال للصبر والثبات على مبدأ الحق وكانت أمه تقف في وجه أبي جهل وتغلظ له القول حتى أغضبته فقام بطعنها في قلبها لتكون بذلك أول شهيدة في الإسلام، وأثناء كل تلك العذابات فعندما كان يمر عليهم رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام- فكان يحزن لعذابهم ويواسيهم ويقول لهم: “صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ”، فكانت تلك البشارة سبب في ثباتهم وصبرهم على كل تلك العذابات حتى ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على مبدأ الحق حتى يوم القيامة.
وروى أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال : عذب المشركون عمارا بالنار . فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يمر به ، فيمر يده على رأسه ، ويقول : يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم .
وقد روى الحكم بن عتيبة أن سيدنا محمد عندما هاجر إلى يثرب، قدم يثرب وقت الضحى، فقال عمار: «ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بُدٌّ من أن نجعل له مكانًا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه»، فقام عمار بجمع مجموعات من الحجارة، وقام ببناء مسجد قباء.
وفاة الصحابي عمار بن ياسر
شارك الصحابي الجليل عمار بن ياسر إلى جانب سيدنا علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان وكان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها كما قال النبي.
وقد وتحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام عينيه: تقتل عماراَ الفئة الباغية وقد قُتل عمار بن ياسر في وقعة صفين في صفر سنة 37 هـجرياً، وكان بلغ عمره 93 سنة، وقد تم قتله وهو يقاتل في صفوف جيش علي بن أبي طالب وقتله أبو الغادية الجهني.
وقد أختلف أهل العلم في مقتله حيث روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول مقتل عمار بأنه: «تقتله الفئة الباغية» وعن آخرين منهم أم سلمة وأبو قتادة الأنصاري وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة وعثمان بن عفان وآخرين.
وقد روى أبو عبد الرحمن السلمي أنه رأى عمار بن ياسر يوم معركة صفين لا يتجه في جهة ولا واد إلا وأصحاب النبي يتبعونه، كما سمعه يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: «يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت الهارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هُجَر لعلمت أنّا على حق، وأنهم على الباطل».
وقد أشار الكثيرون في أن الحق بذلك أنه كان مع علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في حربهم حتى قُتل عمار وقد أوصى عمار بن ياسر يوم قتله، فقال: «ادفنوني فِي ثيابي، فإني مُخَاصِم». وقد صلّى علي بن أبي طالب على عمار، ولم يُغسّله ودفن في ثيابه كما أوصى في صفين.[1]