هل الخوف او الحزن تمنع الحمل ؟ “

إن مشكلة تأخر

الحمل

قد تسبب مشاكل في الحياة بوجه عام وتسبب الحزن والقلق وحتى الخوف من الوحدة، لكن هل العكس صحيح ؟، إن كل ما نشعر به يؤثر على هرمونات

الجسم

، وهذا بدوره قد يؤثر على القدرة الإنجابية بعدة طرق غير مباشرة.

هل الخوف يمنع الحمل

إن الحمل حدثًا سعيدًا بالنسبة لمعظم السيدات، لكنه ليس كذلك لدى سيدات أخرى، فهناك سيدات يعانين من خوف مرضي يجعلهم يتجنبون الحمل والإنجاب بسبب خوفهم من المخاض، وهذه الحالة تسمى توكوفوبيا Tokophobia ، وهذه الحالة قد تصيب الفتيات بدءًا من فترة المراهقة أو سن البلوغ، على الرغم من أن العلاقات الجنسية قد تكون

طبيعي

ة ، إلا أن المصابات بتلك الحالة يستخدمن العديد من الطرق المختلفة لمنع الحمل أو تأخيره، وقد تكون الفتيات في تلك المرحلة قد شاهدن سيدات في وضع مخاض عسر مما سبب شعورهن بالرهاب الشديد.

وقد تصاب السيدات بحالة توكوفوبيا ثانوية بسبب مرورها بتجربة ولادة أو إجهاض سابقة أو ولادة جنين ميت، وهذا يجعلهن يتجنبن الحمل مرة أخرى، ويكون الرهاب الأساسي في تلك الحالة هو الخوف من الألم، وبالرغم من أن الشعور بالخوف طبيعي لدى السيدات الحوامل إلا أن المصابات بتلك الحالة يكون لديهن رهاب شديد وقد يدفعهم ذلك للولادة القيصرية.[1]

هل الحزن يؤثر على الحمل

أصبح القلق والتوتر والحزن يحاصرنا في كل مكان ، فالحزن والتوتر أصبح مرتبط ارتباط وثيق بنمط حياتنا الحديث، ومن الطبيعي أن تأخر الحمل لدى السيدات يسبب لهن الحزن وقد يصل لدرجة الاكتئاب وقد تصل مستويات الاكتئاب لدى السيدات اللاتي يعالجن مشاكل الخصوبة لمستويات مرتفعة وهذا أمر مؤكد، لكن الأمر الذي أحدث جدل كبير منذ فترة  هل يسبب العقم الحزن أم أن الحزن يسبب العقم؟، وقد تمت الكثير من الأبحاث في هذا المجال لكن النتائج لم تكن واضحة بسبب عدم التميز الدقيق بين مشاعر السيدات قبل وبعد البدء في علاج المشاكل الإنجابية وبسبب مشاعر التفاؤل الشديد التي تنتاب أغلبهن عند بدء العلاج وهو نفس الفترة التي تم فيها التقييم النفسي، وقد وثقت أحدث الأبحاث فعالية التدخلات النفسية في خفض الضيق النفسي بالإضافة إلى ارتباطها بزيادة كبيرة في معدلات حدوث الحمل.

والواضح حتى الآن  الحزن والإجهاد النفسي الشديد يؤثر على الخصوبة لفترة ، ولكن نادرًا ما يؤدي ذلك إلى مشاكل طويلة الأمد في الحمل  على سبيل المثال ، قد يسبب القلق والإرهاق عدم انتظام

الدورة الشهرية

أو جعلها غير منتظمة خلال،  لكن هذا لا يستمر طويلًا.

وقد يطلب الطبيب من السيدة التي تعالج مشكلة تأخر الإنجاب أن تسترخي وتبتعد عن أي أمور يمكن أن تسبب لها الحزن أو الضيق أو الضغط النفسي، لكن هذا وحده ليس علاج للعقم.[2]

تأثير الحزن على الحمل

ن الحزن يدفع السيدات لأفعال وسلوكيات غير صحية يمكن أن تؤثر على الخصوبة، مثل:

  • النوم الكثير أو

    النوم

    القصير جدًا.
  • الاستسلام للأكل العاطفي أو عدم السماح بالوقت الكافي لتناول الطعام بشكل صحيح
  • عدم ممارسة الرياضة أو تدفعها لممارسة الرياضة بشدة
  • التدخين أو إذا أقلعت عن التدخين ، قد تبدأ بالتدخين مرة أخرى
  • شرب الكثير من القهوة ، خاصة إذا كانت محرومة من النوم
  • تفقد الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
  • وكل تلك الأشياء لها تأثير سلبي على الخصوبة بطرق مختلفة.[3]

كيف يؤثر النوم على الحمل

إذا كانت السيدة تنام في وقت متأخر من الليل أو تستيقظ بشكل متكرر ولا تنام خمس ساعات متصلة فإن ذلك يؤثر على الجسم بأكمله، كما أن الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس يكونوا اكثر عرضة للإصابة بالسمنة وهي أيضًا قد تؤثر على حدوث الحمل.

تأثير شرب المنبهات على حدوث الحمل

إن الشعور بالحزن قد يرافقه الإفراط في تناول

الكافيين

، لكن هل الكافيين يؤثر على الخصوبة؟ أشارت إحدى الدراسات إلى أن الإفراط في تناول القهوة قد يكون له تأثير سلبي على الخصوبة لدى الزوجين خاصة الذين يعانون من مشاكل إنجابية، وأنشرب أربعة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا قلل من فرصة الزوجين للحمل بنسبة 26 بالمائة، ويقول معظم الباحثين أنك إذا التزمت بأقل من 300 مجم من الكافيين يوميًا ستكون أمنًا.

وهناك دراست أخرى وجدت أن هناك علاقة محتملة بين الإجهاض وشرب القهوة، لكن مثل الدراسة السابقة فإن تناول أقل من 300 جرام يوميًا يقع ضمن الحدود الآمنة.

تأثير الأكل العاطفي على الخصوبة

عندما يكون بعض الأشخاص متوترين أو يشعرون بالحزن فإنهم يتناولون الكثير من الطعام وخاصة المأكولات غير الصحية، وهذا في كثير من الحالات يسبب زيادة الوزن، والسمنة مرتبطة بالخصوبة فقد أظهرت العديد من الدراسات أن حتى الزيادة القليلة في الوزن تؤثر على خصوبة النساء، وأيضًا فإنها تؤثر على خصوبة

الرجل

ففي بعض الحالات تؤدي السمنة لدى الرجال إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وهناك أيضًا دراسات تشير لوجود علاقة بين تناول الوجبات السريعة وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل.

وفي المقابل قد يتعامل بعض الأشخاص مع الحزن عن طريق اتباع نظام غذائي قاسي أو أنهم يفقدون شهيتهم عندما يتعرضون لضغط كبير، وفي أقصى الحالات ، يمكن لاضطراب فقدان الشهية الغذائي أن ينهي الدورة الشهرية للمرأة وعدم وجود دورة شهرية يعني عدم وجود إباضة. بدون الإباضة ، لا يمكنك الحمل.

لذلك ينصح الأزواج الذين يعانون من مشاكل إنجابية من مراقبة ما يأكلون من حيث الكمية والنوع أيضًا وهذا يخص الرجال والنساء، وهناك العديد من الحميات الغذائية المخصصة للخصوبة، لكن إذا لم تريدي اتباع حمية غذائية فعليك جعل نظامك الغذائي متوازن مكتمل بالحبوب الكاملة والكثير من الخضروات والفواكه والدهون الصحية والبروتين وتجنب أي حمية تستبعد مجموعات غذائية كاملة.

كيف تؤثر التمارين الكثيقة على الخصوبة

يمكن أن يساعد الحصول على قدر صحي من التمارين في تقليل التوتر وذهاب الشعور بالحزن ويؤدي إلى صحة الجسم أيضًا ويمكن أن تساعد التمرين أيضًا في إنقاص الوزن ، من الناحية المثالية ، يجب علينا جميعًا ممارسة الرياضة لمدة 45 دقيقة على الأقل عدة مرات في الأسبوع، ومع ذلك ، فإن الأمر كله يتعلق بالتوازن.

فقد بحث إحدى الدراسات التي تم إجراؤها مؤخرًا في تأثير عادات التمرين على نتائج التلقيح الاصطناعي، وقد وجدت الدراسة ، التي شملت أكثر من 2000 امرأة ، أن النساء اللواتي قلن إنهن يتمرن بانتظام لم يكن أكثر عرضة للحمل من النساء اللائي قلن إنهن لم يتمرن أبدًا.

وكانت النساء اللواتي أبلغن عن أنهن مارسن الرياضة لمدة أربع ساعات أو أكثر في الأسبوع خلال العام إلى التسع سنوات الماضية لإجراء التلقيح ، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 % للولادة الحية من التلقيح الاصطناعي، كما أنهم كانوا أكثر عرضة بمرتين لتجربة فشل الزراعة أو فقدان الحمل وثلاث مرات أكثر عرضة لإلغاء دورة العلاج.

أيضًا ، بشكل عام ، كان لدى النساء اللواتي قلن إنهن شاركن في تمارين الكارديو مثل الجري أو السباحة فرصة أقل بنسبة 30 % لولادة حية ناجحة بعد التلقيح الاصطناعي.

والخلاصة أن النساء اللاتي يحاولن الحمل يجب أن يقلصن فترات ممارسة الرياضة وأيضًا نوع التمارين (على الأقل تمارين الكارديو) لأنها بذلك تخاطر بتقليل الخصوبة وتقليل فرص الحمل والإنجاب.

تأثير الحزن على الحياة الزوجية والإنجاب

إن الحزن والقلق من أهم أسباب ضعف

الانتصاب

عند الرجال، بالإضافة إلى أن تلك المشكلة قد تحدث بشكل طبيعي بسبب إجهاد العمل وضغوط الحياة الأخرى، وتوضح الأبحاث إلى أن الرجال هم أكثر عرضة لفقدان الرغبة عند إصابتهم بالحزن أو الاكتئاب.

كما أن الشعور بالحزن والتوتر لدى السيدات يسبب تغيرات هرمونية وكثيرًا ما تساءل الباحثون

هل الاكتئاب او النفسية السيئة لها دور في تأخر الحمل ومنعه

، ووجدوا أن هناك ارتباط وثيق بين الأمرين بسبب تداخل الهرمونات، لذلك نصحت العديد من الدراسات أن يكون علاج الضغط النفسي جزء من روتين علاج الخصوبة.

والخلاصة أنه قد لا يتسبب الإجهاد في حد ذاته في العقم بشكل مباشر ، ولكن كما ترى ، يمكن أن يؤدي إلى خيارات نمط الحياة التي يمكن أن تجعل الحمل أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى أي ضغوط تعاني منها بالفعل ، فإن العقم في حد ذاته يسبب ضغوطًا هائلة على الزوجين ويسبب حزن قد يصل لدرجة الاكتئاب، لذلك إذا كنت تحاولين الحمل فحاولي قدر الإمكان أن تتمتعي بحياة سعيدة وهادئة وتخففي من التوتر قدر الإمكان.