العوامل المؤثرة في لون البحر .. وتغيره لعدة ألوان طبيعية

سبب اللون الأزرق للبحر

حينما يحدق شخص ما في المحيط من أعلى أو من مسافات بعيدة فإنه يلاحظ مجموعة مختلفة من الألوان تمامًا وذلك مقارنةً بشخص آخر يحدق بالبحر من شاطئ مشمس في وضح النهار حيث من المعروف أن المحيط بظلال كثيرة من اللون الأزرق والأخضر والبني وغيرها ولكن كثيرون لا يعلمون السبب والتفسير حول تغير لون

البحر

، وفي ذلك الأمر يشير عالم المحيطات (جين كارل فيلدمان) بوكالة ناسا أن “مياه المحيط ليست زرقاء ، إنها واضحة، كما وأن لون سطح المحيط في أغلبه يعتمد على العمق، وما في داخله وما هو موجود في أعماقه.”

وبلا شك سوف يظهر كوب من

الماء

واضحًا حينما يمر الضوء المرئي عبره مع وجود القليل من العوائق أو بدونها، ولكن في حالة كان هناك جسم مائي عميقًا بدرجة كافية بحيث لا ينعكس الضوء عن القاع، فإنه سوف يظهر باللون الأزرق، وقد تم إيضاح تلك الظاهرة في الفيزياء الأساسية أن السبب في ذلك أن ضوء الشمس يتكون من طيف من أطوال موجية مختلفة.

تلك الأطوال الموجية تظهر الأطول للأعين وكأن لونها أحمر أو برتقالي، في حين تظهر الأطوال الموجية الأقصر باللونين الأزرق والأخضر، حينما يضرب ضوء الشمس المحيطات والبحار، فإنه يتفاعل فيما بينه وبين جزيئات الماء ومن الممكن أن يتم تشتيته أو امتصاصه، وفي حالة لم يكن هناك في الماء شيء فيما عدا جزيئات الماء، فعلى الأغلب يحدث في هذه الحالة  تصادم للضوء ذو الأطوال الموجية الأقصر في شيء ومن ثم ينتشر، وهو ما يؤدي إلى أن يصبح المحيط يظهر باللون الأزرق، في أثناء ذلك، يتم امتصاص الأجزاء الأطول ذات اللون الأحمر من ضوء الشمس بالقرب من اسطح المحيط.

كذلك فإن هناك تأثير لعمق وقاع المحيط على ما إذا كان السطح يظهر على اللون الأزرق الفاتح أو الداكن، مثلما هو الأمر في أجزاء من المحيط الأطلسي، وهو ما يقوم بإلقاء بريقًا أقرب في الشبه من الزفير مثلما يحدث في المواقع الاستوائية، وقد أوضح

العالم

فيلدمان: “في اليونان، الماء هو ذلك اللون الجميل الفيروزي حيث إن القاع سواء يكون رمل أبيض أو صخور بيضاء، ما يحدث هو أن الضوء ينخفض ​​وينخفض معه ​​الضوء الأزرق، ويقوم بضرب القاع ثم ينعكس ثانيةً إلا أن يصنع ذلك اللون الأزرق الفاتح الجميل في الماء.” [1]

العوامل المؤثرة في لون البحر



يوجد حقيقة واضحة وهي أن المحيط نادراً ما يكون صافياً، ولكنه بدلاً من ذلك يمتلأ في قاعه وأوسطه بالحياة النباتية والحيوانية الدقيقة أو أن يكون معلق به الرواسب أو الملوثات، ويقوم علماء المحيطات بمراقبة لون المحيط في حين يقرأ الأطباء العلامات الحيوية لمرضاهم، وهنا يعكس اللون الذي يظهر على سطح المحيط ما يحدث بأعماقها الشاسعة.



ومن خلال ما تم إجرائه من دراسات فإن القمر الصناعي يلتقط دوامات قريبة في الشبه من ألوان اللوحات وذلك هو ما يكون عليه حال ألوان المحيط، تلك الأنماط لا نكون ساحرة ففقط، ولكنها تعكس كذلك المكان الذي قد تجعل الرواسب والجريان السطحي الماء يظهر بلون بني باهت وإذ تتجمع به النباتات المجهرية، التي تعرف باسم العوالق النباتية، في المياه الغنية بالمغذيات، وعادةً ما تلونها باللون الأخضر.



تستخدم العوالق النباتية

الكلوروفيل

لكي تلتقط الطاقة من الشمس ومن ثم تحويل كل من ثاني أكسيد الكربون والماء إلى مركبات عضوية، وعن طريق تلك العملية المعروفة باسم التمثيل الضوئي، تولد العوالق النباتية ما يقرب من نصف الأكسجين الذي نتنفسه، في حين أن أغلب العوالق النباتية تمنح مياه المحيط  ما يميزها من صبغة خضراء، فإن البعض يضفي عليها صبغة صفراء أو حمراء أو بنية اللون. [1]



أسباب تعدد لون البحر


يوجد الكثير من الأسباب التي قد ينتج عنها التغيّر في لون البحار، إذ من الممكن أن يظهر بالعديد من ألوان مثل:


  • اللّون الأخضر:

    في بعض الأحيان قد تظهر المحيطات والبحار ليس باللون الأزرق ولكن بالأخضر؛ ويعود السبب في هذا الأمر إلى ما تحتوي عليه في القاع من الطحالب والنباتات.

  • اللّون البنّي:

    أحياناً ما تظهر مياه المحيطات والبحار باللّّون البني وهو ما يرجع إلى ما تحتوي عليه من كميّات رواسب وعوالق كبيرة؛ والتي تتوفر به حينما يَصب فيه الأنهار، أو ما يحدث عقب التعرّض للعواصف.

  • اللّون الأزرق:

    في أغلب الأحوال تظهر مياه المحيط أو البحر باللون الأزرق؛ حيث إنه حينما تسقط على سطح البحر أشعة الشمس، يحدث منه انعكاس للضوء ذو اللون الأزرق، إلى جانب أن انعكاس لون السماء كذلك يؤدي لذلك التأثير؛ حيث إن الجزيئات المكونة لمياه البحر تُعتبر مرآة تقوم بعكس لون السماء.

  • اللّون الرماديّ:

    ينتج اللون الرماديّ في ميته البحار والمحيطات عن انعكاس لون الغيوم في السّماء رمادية اللون.

انعكاس الضوء وتأثيره على لون البحر

إن مياه المحيطات والبحار تتميز بوضوح صفائها ونقائها، إذ  يرجع السبب في ظهورها بهذا اللّون النّقي الأزرق إلى تشتت الضوء وامتصاصه؛ إذ أن موجات الضوء الزرقاء تتشتّت مثلما يحدث في ضوء السماء ذو اللون الأزرق حينما تشتّت كذلك، ولكنّ الامتصاص يعد هو العامل الأقوى في ظهور المحيط على تلك الحالة من النقاء، فيتمّ بسرعة بالغة امتصاص المياه للضوء الأحمر ، ويظل الضّوء الأزرق.

إلى جانب ما سبق ذكره فإن ضوء الشمس الواصل إلى المحيط يحدث له امتصاص فيما عدا ما يقترب من الساحل من الأشعة، إذ أن الجزيئات تعمل على امتصاص موجات الأشعة الخضراء، والصفراء، والحمراء، وحينما تقوم أشعة الشمس بضرب مياه المحيط، فإن بعض الأشعة تقوم بعكسها مرة ثانية، ويخترق البعض الآخر منها سطح المياه، وعلى ذلك يحدث التفاعل مع ما يواجهها من جزيئات المياه، ثمّ يتم امتصاص من الضوء كل من الموجات الصفراء، والخضراء، والبرتقالية، والحمراء، وعقب هذا يتكون ما يتبقى من الضوء الذي يُرى عبر

الطول

القصير الموجيّ البنفسجي و الأزرق. [2]

تأثير تغير خصائص البحر على لونه

ينتج عن ما يتعلق بالهواء من الجزيئات إلى تشتّت الضوء بشكل أكبر، حيث إنه بالمناطق الساحلية قد يتغيّر لون ما هو قريب من الشاطئ من المياه وكذلك الأمر بالنسبة لمجاري الأنهار، نتيجة ترسّب الطّمي والرّمل بالقاع الذي يترتب على حدوث العواصف، أو ظاهرتي المد والجزر، إلى جانب أنواع الجسيمات ومنها خلايا العوالق النباتيّة المعروفة بالطحالب، قد تتضمن مواد تمتصّ طول موجي من الضوء، وهو ما ينتج عنه تغيير بخصائص المياه. [2] وقد تتم رؤية الماء بلونه الأزرق حينما يكون البحر عمق البحر بالغ، إذ يظهر ذلك الأمر جلي بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الكاريبي. [3]